دورة الألعاب الفرنكفونية في بيروت تنطلق بمشاركة سويسرية
انطلقت يوم الأحد 27 سبتمبر في بيروت عاصمة لبنان، دورة الألعاب الفرانكفونية السادسة، والتي تستمر حتى السادس من أكتوبر القادم، ويشارك فيها نحو 3 آلاف رياضي وفنان جاؤوا من أكثر من 40 دولة، ومن بينهم حوالي 20 من سويسرا، ويأمل الجميع في أن تحقِّـق الدورة المكانة المرموقة بين مصاف المهرجانات الرياضية الدولية.
وبهذه المناسبة، تحتشد في بيروت – ولمدة 10 أيام – جموع من الروائيين والكتاب ومن الرياضيين وأبطال الجودو ولاعبي كرة القدم، في مشهد مدهش يعكِـس روعة التنوع الثقافي ووحدة القِـيم الإنسانية. فبعد المغرب (عام 1989) وفرنسا (عام 1994) ومدغشقر (عام 1997) وكندا (عام2001) والنيجر (عام 2005)، وقع الإختيار على لبنان لاستضافة الدورة السادسة للألعاب الفرنكفونية.
وقد تم الإتفاق على إطلاق الألعاب الفرنكفونية في عام 1987 خلال انعقاد القمة الثانية للدول الفرنكفونية في الكيبيك (كندا) وأصبحت حدثا فريدا متميِّـزا يجمع بين السباقات الرياضية والمنافسات الفنية عبر تنظيم مهرجانات أولمبية صيفية مرة كل 4 سنوات، تستقطب المشاركين من شتى الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكفونية (OIF)، وتهدف إلى تعزيز الحوار والتبادل الثقافي والتقارب بين الشباب الناطقين باللغة الفرنسية (أو المستخدمين جزئيا لها) من شتى البقاع.
الوفد السويسري
يتكوّن الوفد السويسري إلى لبنان هذه السنة من 22 شخصا، ويؤكِّـد باتريك باردو، رئيس الفرنكفونية في وزارة الخارجية أن “سويسرا هي عضو مهِـم في المنظمة الدولية للفرنكفونية، فمِـن البديهي أن نشارك في هذه الألعاب”.
وستخوض سويسرا العديد من المنافسات الرياضية التي تشمل ألعاب القوى والجودو والكرة الطائرة الشاطئية وتنس الطاولة، كما ستنافِس في تخصصين ثقافيين، وهما الأدب من خلال الكاتب مايكل بيروشو من جنيف، والأغنية من خلال السويسرية من أصل فرنسي نيكولا فريسيني.
خلافا لألعاب الكومنْـوِلث، التي أنشئت عام 1930 وتضمّ الدول الأعضاء في المنظومة الأنغلوسكسونية، فإن الألعاب الفرنكفونية لم تنجح خلال العشريتين الماضيتين في كسب قلوب الجماهير، ولذلك، غالبا ما تفتر همة كبار الرياضيين والفنانين عن المشاركة في فعالياتها.
جلب الأنظار
من جانبه، يشير باتريك باردو إلى أن “هناك العديد من المناقشات داخل المنظمة الدولية للفرنكفونية تتناول كيفية العمل لتوجيه الأنظار نحو تلك الفعاليات”، وبرأيه فإن القضية كما هي متعلقة بالفرنكفونية كمؤسسة، فإنها متعلِّـقة أيضا بالبلدان المشاركة، إذ “عليها أن تعمل على تحسين قُـدرتها على التواصل مع الجماهير من أجل إقناعها بالمعاني والقِـيم التي تنضوي عليها تلك الألعاب”.
وفي نفس السياق، يرى ممثلو وزارات الخارجية أنه من الصعب بمكان أن تتحسن الأوضاع ويتم بلوغ الأهداف المرجوة، ما دامت الاتحادات الرياضية واللجان الثقافية القُطرية لا تصنف الألعاب الفرنكفونية في خانة الأحداث الدولية المهمّـة.
والغالب حاليا، أن الإتحادات الرياضية في البلدان المعنية تستخدم دورة الألعاب الفرنكفونية، كي توفر لصغار الرياضيين فيها فرصة القيام بخُـطواتهم الأولى على الصعيد الدولي.
نقطة انطلاق للمواهب الشابة
لا يختلف الأمر بالنسبة للإتحاد السويسري لألعاب القوى، فهو يؤكِّـد على أنه “ينبغي أن تكون الألعاب الفرنكفونية نقطة الانطلاق للمسيرة الدولية للشباب الرياضي، الذي لا يزال دون مستوى التأهيل لكأس الأمم الأوروبية أو كأس العالم”.
لكن، لكل قاعدة استثناء – مثلما يُقال – فالعدّاء جوليان فيفاز ابن الثلاثين ربيعا، هو واحد من الكبار المتميِّـزين في الوثب الطويل، يصف حاله قائلا: “حيث أنه ليس بإمكاني المشاركة في أولمبياد برلين ولا في غيرها من السباقات الدولية بسبب إصابتي المتكرِّرة، فقد قرّرت المشاركة في دورة الألعاب الفرنكفونية”.
مهلا إذن، فالأمور ليست على هذا القدر من السوء بل هناك إمكانيات جيدة كي يجِـد أهل السّبق من الرياضيين والفنانين ضالّـتهم، إذ تتوفر أمامهم فرصة للحصول على الميدالية الذهبية في إحدى السباقات العالمية، كما أن الأجواء هنا أكثر أريحيةً وهدوءً عمّـا هي عليه في أيٍّ من الملتقيات الأخرى، ناهيك عن وجود الفرصة للتعرّف على الثقافات المتنوعة من خلال الحفلات الموسيقية وليالي السّـمر.
اليوم في لبنان وغدا في سويسرا؟
جرت العادة على أن تعقد دورات الألعاب الفرنكفونية بالتّـناوب في بلدان الشمال والجنوب، وكان من الممكن – جدا – أن تُعقَـد دورة عام 2009 على الأراضي السويسرية، باعتبار أن كانتون فالي أبدى الإستعداد حينها لاحتضانها، لولا أنه لم يجد التشجيع الكافي من طرف الحكومة الفدرالية.
لقد فاتت الفرصة على سويسرا ولم تستطع تنظيم دورة الأولمبياد هذه، نتيجة لفشل مدينة سيون للترشح عام 2006، في الوقت الذي كان من الممكن أن تكون فرصة سانِـحة بالنسبة لبلد صغير مثل سويسرا.
ويقول باتريك باردو: “قبل أن نسعى لتنظيم دورة الألعاب الاولمبية، علينا – أولا – أن نبحث ضِـمن منظومتنا الرياضية عن أنسَـب الأماكن لعقدها، وهذا يتطلّـب إرادة سياسية وسُـبل تمويل”.
باسكال كوشبان سفيرا
لا زال احتمال أن تقوم سويسرا باستضافة الألعاب الفرنكفونية بعيدَ المنال، لكن سويسرا ليست بعيدة عن الشؤون الرياضية ولا عن الألعاب الفرنكفونية، يكفي التذكير بأن عضو الحكومة الفدرالية المستقيل باسكال كوشبان (وزير الشؤون الداخلية) تم تعيينه في يونيو الماضي في منصب “كبير شهود الفرنكفونية”، إذ سيكون مسؤولا عن تعزيز اللغة الفرنسية كلغة رسمية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة، التي ستعقد في فانكوفر في كندا في فبراير 2010.
ويقول باتريك باردو: “إنها مرتبة عالية ومرموقة، مهمّـتها الدِّفاع عن الفرنكفونية ومراقبة استخدامها كلغة رسمية ضمن فعاليات دورة الألعاب الاولمبية” وأضاف بأن “اللغة الفرنسية هي لغة رسمية للأنشطة الأولمبية، وبناءً عليه، فإن المنظمة الدولية للفرنكفونية اعتادت أن تعهد بهذه المهمّـة إلى شخصية سياسية بارزة”.
سامويل يابيرغ – swissinfo.ch
البداية: انطلقت الألعاب الفرنكفونية عام 1989، ويتم تنظيمها مرة كل 4 سنوات.
لبنان: تنعقد الدورة السادسة للألعاب الفرنكفونية حاليا في بيروت بلبنان في الفترة ما بين 27 سبتمبر و6 أكتوبر 2009، وتجمع نحو 3000 رياضي وفنان وفدوا من أكثر 40 دولة ليتنافسوا في السباقات الرياضية والثقافية.
تناوب: تعقد في إحدى البلاد المتحدِّثة بالفرنسية، وبالتناوب بين بلدان شمال القارة الأرضية وجنوبها وتحت رعاية اللجنة الدولية للألعاب الفرنكفونية (CIJF) التابعة للمنظمة الدولية للفرنكفونية(OIF).
أسماء مرموقة: كثيرا ما مثلت الألعاب الفرنكفونية المرحلة الأولى للمواهب الشابة، التي تألّـقت فيما بعد على المسرح العالمي، ومن بين أشهر الأسماء نجد على سبيل المثال هشام الكروج (المغرب/ألعاب القوى) وماري جوزيه بيريك (ألعاب القوى) ودافيد دوييه (الجودو) ومايرا كورادو أندرادي (الأغنية).
ألعاب القوى: مونيكا أوغستين فوغل وسيبيل دورينمات وغاييل فومو غاييل ولارا كرونوي وبياتريس لوندمارك وستيفاني فوشير وبترا بيشتاين وكاترين مانيغلي وجوليان فيفا.
الجودو: لاريسّا كساتاري ويان ماجي ورفائيل دي مولينير وداميان هالدي وباتريك موزر.
تنس الطاولة: نيكولاس مولر وراشيل موريه.
كرة الطائرة الشاطئية: أندرياس سوتر ورومان سوتر ومورييل غرايسلي ورومانا كايزر.
الأدب: مايكل بيروشو
الغناء: نيكولا فريسّنيي
تأسست المنظمة الدولية للفرنكفونية باعتبار عامل اللغة الفرنسية قاسما مشتركا بين أعضائها، وتضم 56 عضوا من الدول والحكومات و14 مراقبا، وتمثل أكثر من 800 مليون نسمة في مناطق شتى من العالم.
انضمت سويسرا إلى المنظمة منذ تأسيسها في عام 1989، وهي تشارك في الوكالة الجامعية للفرنكفونية (AUF) والرابطة الدولية لرؤساء البلديات الفرنكفونية (AIMF) والقناة التلفزيونية الخاصة بالفرنكفونية الدولية TV5 Monde وجامعة سنغور بالإسكندرية (مصر)، والتي تعتبر جامعة عالمية للفرانكفونية.
كما أن لسويسرا ممثلين عنها في الجمعية البرلمانية للفرنكفونية (AIMF) وفي كل من مؤتمر وزراء الشباب والرياضة (CONFEJES) ومؤتمر وزراء التربية والتعليم، الخاصين بالبلدان الناطقة بالفرنسية.
1989: المغرب (الرباط، الدار البيضاء)، 38 وفدا و1700 مشارك.
1994: فرنسا (باريس، إيسون)، 45 وفداَ و2700 مشارك.
1997: مدغشقر (أنتناناريفو)، 30 وفداَ و2300 مشارك.
2001: كندا (أوتاوا، وهيول)، 51 وفداَ و2400 مشارك.
2005: النيجر (نيامي)، 44 وفداَ و2500 مشارك.
2009: لبنان (بيروت)، 42 وفداَ و3000 مشارك.
تتضمن الألعاب 6 منافسات رياضية في مجال كرة القدم وكرة السلة وتنس الطاولة وألعاب القوى والملاكمة والجودو ومنافسة استعراضية في كرة الطائرة الشاطئية، بالإضافة إلى 7 مباريات ثقافية في مجال الغناء والرقص التعبيري، والنحت والرسم والتصوير الفوتوغرافي والقصة المحكية والأدب، كما تتضمن نشاطات ثقافية وفنية موازية (حفلات موسيقية ومعارض، منها معرض بيروت للكتاب ومسرح الشارع وفعاليات رياضية في المدارس والجامعات…)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.