سويسرا تتولى رئاسة “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست”
"لا لنسيان ضحايا الهولوكوست"، هذا هو هدف 31 دولة عضو في التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست أو ما يُعرف بالمحرقة، الذي تولت سويسرا رئاسته هذا الأسبوع للمرة الأولى لمدة عام.
ليس بعيدا عن النصب التذكاري للمحرقة في برلين، وبالتحديد في مبنى السفارة السويسرية، سلم رئيس الرابطة المنتهية ولايته، السفير الروماني ميهنيا كونستاتينسكو، يوم الأربعاء 8 مارس الجاري المسؤولية إلى خليفته السويسري بينو بتيغ، كاتب الدولة بوزارة الخارجية السويسرية.
العاصمة الألمانية برلين هي مقر أمانة “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست”، وهي واحدة من أهم الأماكن الشاهدة على تاريخ الإبادة الجماعية لليهود في ألمانيا النازية. وفي الواقع، فإن العديد من الدول الأعضاء في الرابطة لم يكن لها أي دور في ملاحقة اليهود أو ربما كانت لها دور ثانوي عبر إغلاق حدودها في وجه الهاربين من ألمانيا النازية.
في المقابل، يُمكن القول أن القاسم المشترك بين أعضاء الرابطة يتمثل في الإرادة والرغبة في إحياء ذكرى الهولوكوست ومعاناة الضحايا وإبقائها على قيد الحياة في مجالي البحث والدراسة، إلا أن هذه المهمة تزداد صعوبة كل عام مع تراجع عدد الناجين الباقين على قيد الحياة.
في هذا السياق، تعد اللقاءات التي تجمع بين الناجين والشباب ذات أهمية خاصة، لأنها تلعب دورا كبيرا في تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الإبادة الجماعية لليهود في ألمانيا النازية. وفي هذا الصدد، يشير بينو بتيغ، إلى أن “هذه اللقاءات الشخصية تأسر الطلبة وتؤثر فيهم بقوة”.
تطبيق لتجربة الاضطهاد
من هذا المنطلق يؤكد الوزير السويسري والرئيس الجديد لرابطة التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست على ضرورة إيجاد سبل جديدة للتذكير بالهولوكوست وإبقائه حيا في الذاكرة الجماعية للأجيال القادمة، لأنه “لا تُوجد أي ضمانات بأن هذه الوقائع البشعة لن يتكرر حدوثها في المستقبل”، على حد قوله.
في هذا الصدد، تعتزم سويسرا خلال فترة رئاستها العمل على تسويق تطبيق جديد يسمى “الفارون من الهولوكوست”، يتيح لمُستخدميه تقمص دور أربع شخصيات يهودية تعرضت للملاحقة والإطلاع على هذا الشعور بالإضطهاد عبر عدد من الوسائط المتعددة.
بينو بتيغ أكد على ضرورة “التحدث بلغة الشباب واستخدام قنوات الإتصال الخاصة بهم”، مشيرا إلى أن “الشهادات الحيّة تذكّـر بالإنسان الكامن وراء كل قصة”. ومن الواضح أن التطبيق الجديد يجمع الأولويات الثلاثة للحكومة الفدرالية خلال رئاستها للرابطة وهي التعليم والشباب وشبكات التواصل الإجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك، تعتزم سويسرا عقد جلستين للرابطة في مدينتي برن وجنيف خلال العام الجاري، إضافة إلى دعم اثنين من المعارض المتنقلة حول الإبادة الجماعية لليهود، وتعزيز تدريس هذا الحدث في الفصول الدراسية.
الذاكرة الجماعية
تأسست رابطة التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست في عام 1998 بهدف الحفاظ على ذكرى الحدث في الذاكرة الجماعية. وانضمت سويسرا في عام 2004 إلى التحالف، وهذه هي المرة الأولى التي تتقلد فيها رئاسة المنظمة.
يُشار إلى أن سويسرا تُعدّ أول دولة تنشأ لجنة استشارية وطنية تضم ممثلين عن مجال التعليم والمنظمات اليهودية ومنظمات السنتي والروما (أقلية من الرحل) والسياسيين للمشاركة في صياغة السياسة الوطنية في هذا المجال وتنفيذ أجندتها.
أخيرا، أكد كاتب الدولة بينو بتيغ، أن رئاسته للمنظمة ستعتمد على روح القيم الإنسانية، مشيرا إلى أن “سويسرا كانت دائما ملتزمة بحقوق الإنسان”، وموضحا أن هذه القيم “تشكل الأساس لرئاسته ولعمله على إحياء ذكرى الإبادة الجماعية لليهود”.
(ترجمته من الألمانية وعالجته: مي المهدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.