مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لماذا تنازل الكثير من “الأطفال الرقيق” عن المطالبة بأي تعويض؟

معرض لصور عملاقة
كان الأطفال العبيد موضوعاً لمعرض كبير للصور في برن في الفترة ما بين نوفمبر 2016 وحتى مارس 2017. Keystone

كان أمام ضحايا إجراءات الرعاية القسرية التي عرفتها سويسرا حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي مهلة تنتهي مع عيد الفصح الماضي كي يتقدموا بطلب للحصول على مساهمة تضامنية تعويضية، لكن الكثيرين منهم لم يرغبوا في إحياء الماضي المؤلم.

كانت السلطات تعتقد أنه سيكون هناك ما بين 10 آلاف إلى خمسة عشر ألف طلب. وكانت هذه الأرقام تستند إلى تقديرات، بسبب عدم وجود أية سجلات أو إحصاءات. ولكن في الثلاثين من مارس 2018 لم يتقدم سوى 7839 من الأطفال الرقيق السابقين وضحايا آخرون لما يسمى بإجراءات الرعاية القسرية للحصول على المساهمة التضامنيةرابط خارجي، المستحقة لهم والتي تبلغ 25 ألف فرنك بحد أقصى لكل فرد.

المزيد

​​​​​​​من الناحية الإجرائية، لا بد أن تُراجَع الملفات من قِبل وزارة العدل الفدرالية، التي وافقت حتى الآن على ألف طلب. وبالفعل، تم تسديد المبالغ الأولى في مطلع هذا العام. وفي الآونة الأخيرة، قامت السلطات بكل ما في وسعها لإبلاغ الأشخاص المعنيين بالأمر، الذين لم يكونوا على دراية بمجريات الأمور. فقد قامت السلطات على سبيل المثال بإرسال ما يزيد عن عشرة آلاف خطاب لشتى المنظمات ودور رعاية المسنين. ويبدو أن هذه الجهود أثمرت في نهاية المطاف. ففي شهر مارس لوحده، تم التقدم بـ 1800 طلب بهذا الشأن.

في مقابل ذلك، هناك آلاف آخرون من المستحقين لهذه المساهمة لم يعلنوا عن أنفسهم بعدُ. “لابد لنا من احترام هذا القرار”، تقول كلاوديا شايدغر من وزارة العدل الفدرالية. “فهناك ضحايا يُحجمون عن التقدم بطلب”. إنهم يرفضون استحضار الماضي ولا يريدون الحديث عنه مجدداً، بحسب تصريحات أدلت بها إلى قناة التلفزيون العمومي السويسري الناطقة بالألمانية SRF.

من جانبه، صرح لوتسيوس مادر، نائب وزير العدل الفدرالي والمفوض لضحايا إجراءات الرعاية القسريةرابط خارجي، لجريدة تاغس آنتسايغر (تصدر بالألمانية في زيورخ) أن “البعض قد تنازلوا عن المساهمة التعويضية، لأنهم يخجلون من تاريخهم”، أو لأنهم يرون “أنه لا يُمكن إصلاح ما عانوه في الماضي”. وهناك فئة أخرى “تفخر بأنها لا تحتاج لهذا المال، أو أن هؤلاء “لم يعودوا يرغبون في وجود أية صلة تربطهم بالدولة”.

المزيد

المزيد

مأساة أطفال سويسرا المنسيين

تم نشر هذا المحتوى على هذا القرار كانت له عواقب وخيمة للغالبية العظمى منهم. فقد عمل هؤلاء الأطفال لدى عائلات في مجال الفلاحة أو كحرفيين وعاشوا حياة صعبة وتعرضوا للاعتداءات الجنسية والضرب وبشكل يومي في الكثير من الأحيان. “كان مسلسل الرعب يبدأ من جديد مع ابتعاد ولي أمري عني” هكذا وصفت إديت لودي هيس حياتها المريرة كطفلة بعدما تم منحها…

طالع المزيدمأساة أطفال سويسرا المنسيين

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية