لماذا تنازل الكثير من “الأطفال الرقيق” عن المطالبة بأي تعويض؟
كان أمام ضحايا إجراءات الرعاية القسرية التي عرفتها سويسرا حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي مهلة تنتهي مع عيد الفصح الماضي كي يتقدموا بطلب للحصول على مساهمة تضامنية تعويضية، لكن الكثيرين منهم لم يرغبوا في إحياء الماضي المؤلم.
تم نشر هذا المحتوى على
3دقائق
بعد أن بدأت مسيرتي المهنية في الصحافة الإقليمية (المكتوبة والإذاعية) في سويسرا الناطقة بالفرنسية، انضممت إلى إذاعة سويسرا العالمية في عام 2000، في الفترة الانتقالية التي شهدت ولادةswissinfo.ch . منذ ذلك الحين وأنا أكتب عن مجموعة متنوعة من المواضيع، من السياسة إلى الاقتصاد والثقافة والعلوم، بالإضافة إلى إنتاجي لأشرطة فيديو قصيرة حول هذه المواضيع أحياناً. مجالات الاهتمام المفضلة لدي هي العلوم الدقيقة، وخاصة فيزياء الجسيمات، والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء وموسيقى الروك (نعم، هناك أشخاص لا يزالون يستمعون إليها إلى اليوم بالتأكيد! ...)
كانت السلطات تعتقد أنه سيكون هناك ما بين 10 آلاف إلى خمسة عشر ألف طلب. وكانت هذه الأرقام تستند إلى تقديرات، بسبب عدم وجود أية سجلات أو إحصاءات. ولكن في الثلاثين من مارس 2018 لم يتقدم سوى 7839 من الأطفال الرقيق السابقين وضحايا آخرون لما يسمى بإجراءات الرعاية القسرية للحصول على المساهمة التضامنيةرابط خارجي، المستحقة لهم والتي تبلغ 25 ألف فرنك بحد أقصى لكل فرد.
من الناحية الإجرائية، لا بد أن تُراجَع الملفات من قِبل وزارة العدل الفدرالية، التي وافقت حتى الآن على ألف طلب. وبالفعل، تم تسديد المبالغ الأولى في مطلع هذا العام. وفي الآونة الأخيرة، قامت السلطات بكل ما في وسعها لإبلاغ الأشخاص المعنيين بالأمر، الذين لم يكونوا على دراية بمجريات الأمور. فقد قامت السلطات على سبيل المثال بإرسال ما يزيد عن عشرة آلاف خطاب لشتى المنظمات ودور رعاية المسنين. ويبدو أن هذه الجهود أثمرت في نهاية المطاف. ففي شهر مارس لوحده، تم التقدم بـ 1800 طلب بهذا الشأن.
في مقابل ذلك، هناك آلاف آخرون من المستحقين لهذه المساهمة لم يعلنوا عن أنفسهم بعدُ. “لابد لنا من احترام هذا القرار”، تقول كلاوديا شايدغر من وزارة العدل الفدرالية. “فهناك ضحايا يُحجمون عن التقدم بطلب”. إنهم يرفضون استحضار الماضي ولا يريدون الحديث عنه مجدداً، بحسب تصريحات أدلت بها إلى قناة التلفزيون العمومي السويسري الناطقة بالألمانية SRF.
من جانبه، صرح لوتسيوس مادر، نائب وزير العدل الفدرالي والمفوض لضحايا إجراءات الرعاية القسريةرابط خارجي، لجريدة تاغس آنتسايغر (تصدر بالألمانية في زيورخ) أن “البعض قد تنازلوا عن المساهمة التعويضية، لأنهم يخجلون من تاريخهم”، أو لأنهم يرون “أنه لا يُمكن إصلاح ما عانوه في الماضي”. وهناك فئة أخرى “تفخر بأنها لا تحتاج لهذا المال، أو أن هؤلاء “لم يعودوا يرغبون في وجود أية صلة تربطهم بالدولة”.
المزيد
المزيد
مأساة أطفال سويسرا المنسيين
تم نشر هذا المحتوى على
هذا القرار كانت له عواقب وخيمة للغالبية العظمى منهم. فقد عمل هؤلاء الأطفال لدى عائلات في مجال الفلاحة أو كحرفيين وعاشوا حياة صعبة وتعرضوا للاعتداءات الجنسية والضرب وبشكل يومي في الكثير من الأحيان. “كان مسلسل الرعب يبدأ من جديد مع ابتعاد ولي أمري عني” هكذا وصفت إديت لودي هيس حياتها المريرة كطفلة بعدما تم منحها…
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
إدانة صارمةٌ لنظام رعاية أساء للطفولة في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
تمُر سويسرا بعملية تكفير عن الإساءات التاريخية المُرتكبة بحق الأطفال الذين إنتُزعوا من أبويهم وألحِقوا بدور للرعاية أو أسر حاضنة بديلة. وغالباً ما تُختَزَل الأطراف الفاعلة وراء هذا النَهج التعسفي في صورٍ نمطية بسيطة تتمثل بالسلطات القاسية، واستغلال أسَر الإستقبال، في حين لا يتم التطرُق إلى الجاني الرئيسي الآخر - أي الفقر والخصاصة- إلّا نادراً.
الكلمة للأطفال الذين كانوا ضحايا التسليم القسري في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
إلى حدود عام 1981، جرى العمل في سويسرا بنظام يُرغم العائلات الفقيرة على التسليم القسري لأطفالها إلى عائلات أو مؤسسات معينة في البلاد. واليوم، تتجرأ أعداد متزايدة من هؤلاء الأشخاص على تجاوز "جدار العار" والمطالبة بالإعتراف بوضعهم والحصول على تعويضات.
تم نشر هذا المحتوى على
أثناء الثورة الصناعية، عمل في المصانع السويسرية أطفال حتى الإغماء. ويرجع الفضل في منع هذه الممارسات في وقت مبكر نسبياً إلى أحد السياسيين المغردين خارج السرب.
تم نشر هذا المحتوى على
افتُتح في العاصمة الفدرالية برن يوم 26 مارس الماضي معرض يرْوِي صفحة مُـؤلمة من صفحات التاريخ السويسري، وتستمِـر فعالياته إلى يوم 27 يونيو القادم. سويسرا ليست بجنّـة، بل توجد فيها فظائع أيضا. فقد تُـصاب بالقُـشعريرة وأنت تستمع لشهادات مَـن سُرِقت طفولتهم والمعروفون باسم: “فيردنغ كيندر” أو “أطفال المزاد”، وهم أطفال تحت الكفالة. في العهد القريب،…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.