“عقدة الإحساس بأنك تسير لوحدك عكس التيار”
لورانس ديونا، كاتبة وصحفية سويسرية حاولت عبر مقالاتها وكتبها، الإسهام في اكتشاف العالم العربي والإسلامي كما هو. فشهادتها عن حرب الستة أيام بأصوات أمهات عربيات وإسرائيليات، وكتابها عن اليمن وعن واقع السوريين والسوريات، رغم التضييق الإعلامي، ولقاءاتها بمعتقلي سجون الثورة الإسلامية من المثقفين والفنانين، كلها أعمال تنفرد بها هذه الرائدة، التي تميزت بالسير عكس التيار لتجنب سهولة تأكيد الأفكار المُـسبقة عن المنطقة.
عندما تسأل لورانس ديونا، هذه السويسرية المُـنحدرة من عائلة بورجوازية في جنيف، عن سبب تعلقها بالعالمين، العربي والإسلامي منذ حوالي 50 عاما، ودخولها لمهنة الصحافة في أحلك الفترات التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط، أي حرب يونيو 1967 بين العرب وإسرائيل، تُـجيب ببساطة “لست أدري ما إذا كان ذلك بالفطرة، لكن أكيد أنه بعد تجربة العديد من المِـهن في جنيف، وبدافع الصدف التي تَعتَرضُنا دوما في كامل مراحل حياتنا، شاءت الأقدار أن أجد نفسي في خِـضم أهوال الشرق الأوسط. ولما وصلتُ إلى عمّـان بالأردن، أحسست في داخلي، ورغم أنني لم تكن لدي معرفة مُـسبقة عن المنطقة، وكأنني عِـشت فيها من قبل. مناظر يختلط فيها النور بالمشاهد الصحراوية ويرافقها شعور بأن كل شيء هنا ما زال يسير ببُـطء، وحيث المساجد مفتوحة طوال اليوم لاستقبال الناس، على غرار مسجد الأمويين في دمشق، في تضارب مع ما أعرفه عندنا من إغلاق للكنائس بالمفاتيح. كل هذه الصور الأولى بقيت راسخة حتى اليوم في ذهني”.
بداية مهنية مضطربة وجريئة
بما أن أغلب الصحفيين الغربيين الذين حلوا بمنطقة الشرق الأوسط لتغطية أحداث حرب يونيو 1967 كانوا على الجانب الإسرائيلي، انفردت لورانس ديونا بصُـحبة بعض الصحفيين القلائل، بنقل ما يتم عن الجانب العربي. وهذه لم تكن مهمّـة سهلة، نظرا للموقف الموالي لإسرائيل الذي كانت أغلب الصحف السويسرية تتخذه بخصوص مشكلة الشرق الأوسط آنذاك.
ونظرا للإستقبال الذي حظيت به في المنطقة، اعتبرت أنها بعد مزاولة مِهن مختلفة في جنيف، من سائقة سيارة وكاتبة مؤلفة (فاشل) ومشرفة على رواق للفنون التشكيلية، تكون قد وجدت ضالَّـتها في مزاولة العمل الصحفي.
لكن لورانس ديونا لم تكن لتقبل التدرج الطبيعي في المهنة “فكّرتُ كشابة مُـبتدِئة في هذه المهنة، لم يسبق لها حتى تغطية أبسط النشاطات الإجتماعية في حيها السكني، في تحقيق سبَـق صحفي لكي أفرض نفسي في هذا المجال”. ومن خلال اتصالاتها، عرفت لورانس أن الدخول إلى سوريا لتغطية الأحداث، يُـعتبر من أصعب الأمور على الصحفيين، وهذا ما اختارت القيام به بالفعل.
وصولها إلى الحدود اللبنانية – السورية على متْـن سيارة سِتروين بلَـوحات فرنسية قادِمة من بيروت بصُحبة طالبين فرنسيين كانا يقضيان عطلة في المنطقة قبل أن تندلع الحرب، جعلها تقف وجها لوجه مع تأثيرات الحرب: حدود مُغلقة ودبّابات تعترض الطريق. حظّها السعيد ومعرفتها باللغة الإسبانية، سمحت لها بكسب تعاطُف مجنّد سوري، كان يعيش في الأرجنتين ووجد نفسه مجنّـدا في هذه الحرب، والذي تدخَّـل للسماح لها ومرافقيها بالعبور إلى سوريا. وهكذا، كانت أولى تغطياتها الصحفية لحرب الأيام الستة، انطلاقا من سوريا ولبنان والأردن.
المقالات التي بعثت بها نُـشر بعضها ورفضت هيئة التحرير في جريدة جورنال دو جنيف آنذاك، نشر العديد منها. ومن هذه المقالات المرفوضة، وُلِـد أول كتاب للورانس ديونا حمل عنوان “من أعماق حقيبتي”، وهو ما فتح لها مجالا جديدا ككاتبة، تنشر ما ترغب في قوله وتتجنّب إملاءات هيئات التحرير.
لا شك في أن أحسن مؤلفات لورانس ديونا وأكثرها شعبية، يظل كتابها “الحرب بصوتين”، حيث قامت باستجواب سيدات من مصر وفلسطين وإسرائيل من مستويات اجتماعية مختلفة، فقدن أبناءهن في الحروب المتتالية بين العرب وإسرائيل. ديونا تقول: “إنه يعكس من وجهة نظر السيدات من الطرفين، فظاعة الحرب وبلادتها، لأن المرأة أقدر من الرجل على التجرد من الدعاية الأيديولوجية، ولأنها بحكم تهميشها من الناحية السياسية، تجد سهولة اكثر في التعبير بصراحة عن واقع الحرب”.
هذا الكتاب تم رفض نشره من قبل 13 دار نشر، تارة بدعوى “من سيولي اهتماما لكتاب من 300 صفحة يحتوي على دموع وآلام سيدات فقدن أبناءهن؟” أو من يرى أن عرض الأمور بهذا الشكل “قد يخلق مشاكل مع الطرفين، العربي والإسرائيلي”.
الشريط الذي جرى تصويره، وفقا لما جاء في الكتاب من شهادات، عرف نفس المصير، حيث تم حجز عرضه في العديد من المهرجانات. لكن المفرح، تقول لورانس ديونا، أنه “وصلني عبر فتحي عرفات، شقيق الزعيم الفلسطيني أن ياسر عرفات قرأ النسخة الإنجليزية من الكتاب واستحسنها واعتبرها إسهاما في جهود السلام، في الوقت الذي يستمر فيه الإسرائيليون في رفض اعتبار أن سيدة إسرائيلية تعاني بنفس الطريقة التي تعاني بها سيدة فلسطينية أو مصرية”.
“اليمن الذي رأيت”
إذا كانت زيارتها إلى الأردن ولبنان وسوريا قد تحكَّـمت فيها أحداث المِنطقة، فإن زيارتها إلى اليمن في عام 1977 لمرافقة زوجها المشارك في إحدى الاجتماعات الأممية، كانت بمحْض الرّغبة في التعرف على بلد “لا نعرف عنه إلا تلك الصور الخيالية المُنبثقة عن قصة ألف ليلة وليلة”.
لكن، في اليمن أيضا لاحقتها الأحداث، بحيث تزامن ذلك مع اغتيال الرئيس محمد إبراهيم الحمدي “بدس السم له في الغذاء على الطريقة الشرقية”. وعلى الرغم من إشعار جريدة جورنال دو جنيف عبْر التيليكس بالحادث، شدّدت لورانس ديونا على التوضيح بأن “هناك أهمية لتغطية صحفية للحديث عن هذا البلد الساحر، بجمال مناظره التي بقيت كما هي منذ عهد التوراة، والساحر بجمال ملامح أبنائه، حتى العجزة منهم، بعيونهم المزينة بالكحل ولحاهم المُخضرمة بالحناء”.
لكن ما أثر فيها أكثر من غيره، هو حديثها مع حيدر أبو بكر العطاس، أول رئيس وزراء في تاريخ اليمن بعد الإطاحة بنظام الإمام الذي كان يحكي لها قصة عائلته مع نظام الإمام الذي سجن اثنين من إخوته وقتل اثنين آخرين. لكن ما أدهشها عند تساؤلها: “كيف أنه يتحدّث عن الإمام بدون أي شعور كراهية “، رد بقوله “ألا تعرفين أيتها السيدة أن إمامنا شاعر كبير!”. هذه الإجابة، تقول لورانس ديونا “بقيت راسخة في ذهني لن أنساها إلى الأبد، أنا المتحدّرة من مجتمع لا تذوق فيه للشعر والشعراء. وهذه صورة من صور الشرق التي مست إحساسي بقوة وحاولت شرحها للناس هنا في الغرب”.
مثل هذه المشاهد واللقاءات، تضمنها كتاب لورانس ديونا “اليمن الذي رأيت”، الذي تُـرجم لعدة لغات، من بينها الانجليزية والعربية، إضافة الى الفرنسية، والذي اصبح بالنسبة للعديد من الغربيين الراغبين في زيارة اليمن، مرجعا لابد منه، إذ تقول لورانس ديونا “كذلك في اليمن، ما زال هذا الكتاب من الكتب المفضّلة لدى اليمنيين، لأنه يعرض مواقف شخصيات مُنتقِـدة للحكومة. وقد اشترى رئيس الوزراء ابو بكر العطاس، المنحدر من جنوب اليمن، 5000 نسخة من طبعته الانجليزية. لكن ما يُـفرحني أكثر، هو أن زوار اليمن من الغربيين الذين أقابلهم، يقولون دوما إن الكتاب ما زال يتصدّر رفوف المكتبات في اليمن”.
وما حاولَت عرضه في هذا الكتاب، هو اليمن بصورِه المختلفة التي شاهدتْها وأثّـرتْ في نفسها. لكن هناك قضايا رغبَتْ في التركيز عليها، مثل وضع المرأة وشرح واقع البلد من خلال نظرة الأدباء والشعراء والفنانين، إذ كما تقول لورانس “أعتقد أنني حاولت في كل كتبي، التركيز على أن الحديث عن بلد، لا يجب أن يقتصر على الاقتصاد والسياسة والمجتمع، بل يجب أن يشمَـل الحديث أيضا عمّا نشاهده من ألوان وما نستنشقه من روائح ومن خلال تصرّف الطفل والمرأة وإحساس الفنانين والشعراء. وأيضا في هذا الكتاب عن اليمن، كانت كل الفقرات تبدأ برسم لفنان يمني له براعة ليست أقل من براعة الفنان “فالوتون” أو غيره من الفنانين في الغرب”.
“سوريا التي أحببتها رغم كُرهِها للصحفيين”
لورانس ديونا التي اكتشفت سوريا أثناء حرب يونيو 1967، تعلّقت بهذا البلد وتردّدت عليه مرّات عديدة، لحد أنها تقول “لقد تعلقت بهذا البلد، رغم كُـرهه للصحفيين”. ومن هذا الإعجاب بسوريا، تولَّـد كتاب تحت عنوان “سوريون وسوريات”، يعكس صور وأحاسيس “شعب أخّاذ، فَـخور بتاريخ عريق، هو جزء من تاريخنا، ويرغب في تقاسُمه مع الآخرين، ولكنه مع الأسف، ظل مُـكبّلا من قِبل حكومات تعاقبت عبر انقلابات مُتتالية ولا مُتناهية”.
من ملاحظات لورانس ديونا، التي حاولت توضيحها في كُتبها ومقالاتها: مدى الارتباط عبر التاريخ بين الغرب وهذا الشرق الأوسط، إذ تقول “ما الذي يربط بين فنلندي ويوناني في الاتحاد الأوروبي، مقارنة مع ما يربطه بمهْد المسيحية وبسوريا أو ما يربط يمني بإثيوبي، تعايَشا قبل وبعدَ وصول الإسلام؟”.
وكذلك عن سوريا التي كانت “تكره الصحفيين”، تقول “لا يعرف الناس أنها كانت تسمح بحلقات مسرحية منتقِدة في بعض المقاهي. وقد حضرتُ واحدة منها، كانت في منتهى قمّة النقد، بحيث جسّدت شخصا يُنفذ فيه حُكم الإعدام فوق كرسي كهربائي، وهو ميِّت من الضحك. ولما سُئل عن سبب الضحك، رد قائلا: أضحك لكون التيار الكهربائي دخل لجسمي، قبل أن يدخل لقريتنا، وهذا سمح لي باكتشاف هذه الروح الفكاهية لدى السوريين، ودفعني للطلب من صحيفة جورنال دو جنيف نشر صفحة تعكِس واقع السوريين والإسرائيليين من خلال نظرة الفُكاهيين، وهي الصفحة التي نالت إعجابا كبيرا، لأن الطرفين عبَّـرا عن نفس الأفكار، كل بطريقته الخاصة وفي تحدٍّ لكل القيود المفروضة”.
تُعتبر لورانس ديونا من الصحفيين والكتاب السويسريين القلائل الذين اختاروا التوجّه إلى الشرق الأوسط، بدون أفكار مسبقة، وحرصوا على اكتشاف المنطقة من خلال عيون أبنائها. ويمكن القول أن مشكلتها تتلخص في أنها حاولت نقل تلك تجربتها عبر وسائل إعلام غربية، إلا أنها تعرضت بسبب ذلك لبعض المتاعب ومحاولات التهميش.
من بين المتاعب التي عانت منها ولا زالت، تقول لورانس ديونا: “الشعور بأنك تسير لوحدك عكس التيار أو أنك تصيح في الصحراء ولا أحد يسمعك، لأن الغالبية تفضل إعادة تأكيد الأفكار المُسبقة أو الحديث عن قضايا معقدة ومتشابكة بطريقة مبسطة وبسيطة أو أن ما تكتبه يزعج البعض، مثلما وقع في كتاب “الحرب بصوتين” لعدوين يقولان نفس الشيء، وهذا ما يُتعبك ذهنيا، خصوصا عندما تؤمن بأن ما تقوله صحيح ولا تقوى على إقناع الآخرين بسماعه”.
لكن ما يفرج عن النفس، تضيف ديونا هو “مصادفة أشخاص يقولون لك بأن قراءة كتابك عن اليمن أو عن كازاخستان أو عن سوريا، شجعني على السفر إلى هناك، بدون الإكتراث للأفكار المسبقة الرائجة، أو توصلي من حين لآخر برسائل من أناس في المستشفيات أو في السجون يقولون إن اطلاعهم على ما كتبته، سمح لهم بالشعور بنوع من الإرتياح والأمل، وهو ما يعيد فيك الأمل، ويشجعك على الإستمرار، كالزهرة التي تلقت الغيث بعد الجفاف”.
عراق البكر وصدّام
زيارة لورانس ديونا الأولى إلى العراق، تعود إلى عام 68، حيث جابت رُبوع البلاد لإعداد ربورتاج لحساب صحيفة جورنال دو جنيف. الانطباع الذي عادت به عن هذا البلد أنه “كان يسير في الاتجاه الصحيح للتنمية، مدارس أيضا في القرى النائية ونساء يتعلَّمن القراءة والكتابة في إطار مَحْـو الأمية ومصحّات صغيرة تستفيد منها القرويات، أي استفادة جيدة من أموال النفط”، والتي أضافت بنوع من الحسْرة “لكن، عندما نشاهد الوضع الذي يوجد فيه العراق اليوم، تدمع عينانا. لقد كان بحق بلدا عربيا”.
والمرة الثانية التي قامت فيها بربورتاج عن العراق، لحساب نفس الجريدة، كان في عام 1973، لكنه تزامن مع حرب أكتوبر، مما أدى إلى مكوثها في العراق لأكثر من ثلاثة أسابيع، بسبب إغلاق المطارات والحدود. وكانت الفرصة الوحيدة التي قابلت فيها صدّام حسين، الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب الرئيس.
“إيران الملالي التي كرمتني”
المفاجأة التي لم تكن تتوقعها لورانس ديونا، هي تلقّيها جائزة فخرية كانت عبارة عن وسام من زعيم الثورة الإيرانية الراحل آية الله الخميني، تقديرا لما كتبتْـه عن زيارة الأماكن المقدّسة الشيعية في سوريا. وعلى الرغم من اعتقاد الإيرانيين بأن لورانس هو اسم لذكر، استفادت السيدة ديونا من هذه البادرة وطلبت زيارة إيران. فكانت في عام 1983 من أوائل الصحفيين الغربيين المستقلّين ومن أوائل السيدات الغربيات اللواتي سمح لهن، ليس فقط بزيارة إيران، بل أيضا بزيارة كواليس السجون التي يُودع فيها المُعتقـلون السياسيون في الجمهورية الإسلامية.
لدى سؤالها عما اكتشفته في بلاد فارس، تجيب لورانس ديونا “هذه الزيارة خلطت الأوراق في ذهني كغربية: كيف أن ثورةً مثل هذه استطاعت أن تقِف في وجه الولايات المتحدة الأمريكية؟”. وبما أنها تخصّص دوما مكانة بارزة لوضع المرأة في المجتمعات التي تزورها، قابلت ديونا المسؤولة الأولى عن اتحاد النساء الإيرانيات في عهد الثورة، وخاضت معها جدلا منتقِدا حول إرغام الضيوف من النساء الغربيات على ارتداء الحجاب. لكن رغم ذلك، تقول لورانس ديونا: “خرجت بتفهّم كبير لموقف هذه السيدة وفهمتُ أن الحجاب هو بمثابة علَم أو شارة مميزة لتحدّي الغرب”.
هذا التحدّي أو الإحساس المعادي للغرب، اختبرته لورانس ديونا أثناء لقاء مع سيدات على جبهة الحرب مع العراق، عندما قذفت إحداهن في وجهها بجملة نارية: “إن ما يحدث لنا، هو بسبب تصرّفكم القذِر في الغرب”. عندها، تقول لورانس ديونا “أدركت عُـمق اللّعبة المُتداولة في الشرق والغرب، وهي كشف كلّ منهما لشعوبه، فقط ما هو سلبي عن الطرف الآخر، إذ أن هذه السيدة لم يتِم تعريفها بالجوانب الرّاقية للغرب، مثل غوته وموزارت وغيرهما. ونحن، ما هي الصور المتداولة عن إيران، غير صور الإعدامات بالشنق والقابعين في السجون، ولا حديث عن الشعراء، مثل حافظ وغيره، وهذا ما شجّعني على شرح تعقيدات الأمور والدور المشين الذي تلعبه، مع الأسف، وسائل الإعلام”. وقد ضمّنَت كل هذه الصور والأحاسيس والشهادات واللقاءات، في كتاب حمل عنوان “حكايات فارسية”، تمت ترجمته إلى عدة لغات، من بينها الانجليزية والألمانية.
وكما يتّضح من كُتبها اللاحقة، اهتمت لورانس ديونا ببلدان آسيا الوسطى في الحقبة الشيوعية وفي المرحلة الموالية. والطريف أن اختيار اسم البلد الذي سيكون مِحور التحقيق والكتاب القادم، كان يتم عبر القرعة ووِفقا لسرعة حصولها على تأشيرة الدخول. وهكذا غطت كازاخستان بكل ما يمثله هذا البلد من إرث أرثودوكسي وإسلامي.
وما من شك في أن أهم كتاب تنتظر الإنتهاء من تأليفه، هي مذكراتها، التي تلخِّص هذه المسيرة الطويلة منذ عام 1967 حتى اليوم، والذي “قد يُـغضِـب البعض”، كما تقول.
في الأثناء، تُـتـابع هذه السيدة التي أحبّت العالمين العربي والإسلامي، وحاولت نقل ذلك إلى قرائها في سويسرا والغرب، بأسف كبير ما يحدث في المنطقة منذ قيام ثورات الربيع العربي. وهي تعتبر أن ما يحصل هو “هدم وتحطيم للجمال، وليس أيّ جمال، بل الجمال المُرتبط بماضينا نحن أيضا كغربيين، في سوريا وفي فلسطين”.
من مواليد 29 يناير 1937 في جنيف. ابنة رجل قانون وسياسي ورئيس سابق لمجلس إدارة صحيفة جورنال دو جنيف ما بين عامي 1950 و1970.
تنحدر والدتها من عائلة نبلاء بروتستانتية في جنيف. أما جدّها فالديمار ديونا، فهو من أصول دنماركية لجهة والدته، وكان من كبار علماء الآثار المشهورين.
بعد أن جربت عدة مهن في الفن والإدارة واللغات والمسرح وعملت كمضيفة بشركة الطيران السويسرية swissair، اكتشفت الشرق الأوسط وفي نفس الوقت ميدان الصحافة كمراسلة في عام 1967 تزامنا مع حرب السادس من يونيو.
إضافة إلى مقالاتها وتحقيقاتها الصحفية المنشورة في وسائل الإعلام السويسرية والغربية، أصدرت العديد من الكتب من أهمها:
1970: الشرق الأوسط: نساء كفاح، وأرض ورمال.
1982: اليمن الذي رأيتُ.
1986: الحرب بصوتين.
1992-1994: سوريون – سوريات.
1985-1998: حكايات فارسية.. تحقيقات في إيران الملالي.
2001-2007: كازاخستان – رحلة عبر دول آسيا الوسطى ما بعد انهيار الشيوعية.
1992: قيمة إبني أكبر أغلى من نفطهم.
2010: كتاب مصور بعنوان “من شهرزاد إلى الثورة (تقديم الرحالة السويسرية إيلا مايار).
كتب سيرة ذاتية
1980: “امرأة ومراسلة صحفية”.
1989: “من أعماق حقيبتي”.
حصلت لورانس ديونا على عدة ميداليات وجوائز تقديرية خصوصا عن كتابها “الحرب بصوتين”. ولا زالت حتى اليوم ملتزمة في مجال دعم حقوق المرأة في الغرب والشرق من خلال جمعية “كونك امرأة اليوم”، وفي تقديم الدعم إلى أطفال قطاع غزة من خلال جمعية “أطفال غزة”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.