بين سويسرا والمُغتربين: علاقة تتراوح بين الحبّ و.. الكراهية!
لا يزال العمال الأجانب يحبّذون مستوى المعيشة المرتفع في سويسرا ولكن صعوبة الاستقرار في البلد وتكوين صداقات مع سكانه لا زالت تثير امتعاضهم، وفقًا لمسح سنوي. أما جائحة كوفيد ـ 19، فكان لها تأثير ضئيل نسبيًا على حياتهم، مقارنة بالأجانب المقيمين في بلدان أخرى.
جاءت سويسرا في المرتبة 30 من أصل 59 وجهة حول العالم، حسب استطلاع (Expat Insider 2021)، الذي نُشر يوم الثلاثاء 18 مايو الجاري. وبهذا تتراجع سويسرا أربع مرات عن تصنيف العام الماضي. ولكن كما أشارت شبكة “انترناشنس” التي أجرت الاستطلاع، فإن جائحة كوفيد ـ 19 قد تكون “أثرت بشكل كبير” على نتائج عامي 2020 و2021.
الايجابيات..
سويسرا هي الأفضل أداءً في مؤشر جودة الحياة (التاسع). وعبّر جميع الوافدين والوافدات تقريبًا عن سعادتهم (99٪) بالطبيعة (مقابل 84٪ عالميًا)، مما يجعل سويسرا في المرتبة الثانية عالميًا في هذا الشأن – حيث تأتي بعد نيوزيلندا مباشرة – واحتلت سويسرا المرتيى الرابعة في تصنيف جودة البيئة، حيث أعرب 95٪ من المشاركين والمشاركات عن الرضي عن جودة المياه والصرف الصحي في سويسرا (مقابل 77٪ على مستوى العالم) ، و 89٪ بجودة الهواء (مقابل 66٪ على مستوى العالم).
المزيد
كيف تكوّن صداقة مع شخص سويسري؟
غالبية المغتربين في سويسرا راضون أيضًا عن سلام البلاد (95٪ مقابل 80٪ عالميًا) واستقرارها السياسي (91٪ مقابل 64٪ عالميًا). 94٪ سعداء بفرص سفرهم (مقابل 84٪ عالميًا) و 96٪ قيموا البنية التحتية للنقل بشكل إيجابي (مقابل 76٪ عالميًا). هذا يؤدي إلى احتلال سويسرا المرتبة الثانية في الفئة الفرعية للسفر والمواصلات، خلف النمسا.
ومن ناحية نوعية الحياة، فلا يوجد سوى جانبين سلبيين: 26٪ من المشاركين غير راضين عن أنشطتهم الاجتماعية والترفيهية (مقابل 18٪ عالميًا) و قيّم 34٪ فقط القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية بشكل إيجابي (مقابل 61٪ عالميًا) .
الخمس الأوائل
تايوان (1)
المكسيك
كوستا ريكا
ماليزيا
البرتغال
الخمس الأواخر
مصر
روسيا
جنوب أفريقيا
إيطاليا
الكويت (59)
تقدم سويسرا أيضًا أداءً جيدًا في مؤشر العمل في الخارج (المرتبة 18)، مع وجود نسبة عالية نسبيا من الوافدين (85٪) ينظرون إلى حالة الاقتصاد المحلي بشكل إيجابي (مقابل 62٪ عالميًا).
تعمل نسبة أعلى من المتوسط من المستطلعة آراؤهم في سويسرا حاليًا بدوام كامل أو جزئي (74٪ مقابل 67٪ عالميًا). وقال وافد برازيلي: “أنا أحب الأمن والبيئة الجميلة والحرية وفرص العمل في سويسرا”.
.. وأما السلبيات
في المقابل، تحتل سويسرا المرتبة 20 في مؤشر التمويل الشخصي، فهي من بين أسوأ الوجهات في جميع أنحاء العالم في مؤشر تكلفة المعيشة (المرتبة 58): فقط هونغ كونغ هي الأسوأ، حيث إن 65٪ من الوافدين غير راضين عن تكاليف المعيشة (مقابل 34٪ على مستوى العالم).
نتائج الدولة في مؤشر سهولة الاستقرار (المرتبة 52) ليست أفضل بكثير: 28٪ من الوافدين لا يشعرون بأنهم في وطنهم (مقابل 20٪ على مستوى العالم) و28٪ يجدون صعوبة في التأقلم (مقابل 18٪ عالميًا).
علاوة على ذلك، لا يجد 61٪ من الوافدين أنه من السهل تكوين صداقات محلية (مقابل 36٪ على مستوى العالم) و 32٪ غير راضين عن الود والترحاب تجاه المقيمين الأجانب (مقابل 18٪ عالميًا). أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم في سويسرا (52٪) لديهم في الغالب أصدقاء هم أيضا وافدون – وهي نسبة عالية مقارنة بالمتوسط العالمي (32٪.
المزيد
هذه أفضل المدن السويسرية للوافدين في عام 2020!
تأثير جائحة كوفيد ـ 19
في حين أن الوباء قد غير خطط 37٪ من المشاركين في الاستطلاع على نطاق عالمي، فقد كان له تأثير على 20٪ فقط في سويسرا. ومع ذلك، يقول واحد من كل ثلاثة مغتربين في سويسرا (33٪) إن الوباء يؤثر في الغالب على حياتهم الاجتماعية، السفر الشخصي (30٪) ، وعملهم أو أعمالهم (10٪).
ولاحظ عدد قليل تأثيرًا على صحتهم العامة (2٪)، والوضع المالي (4٪) أو صحتهم العقلية (6٪).
نسبة الوافدين في سويسرا الذين يستخدمون القنوات الحكومية الرسمية كمصادر للمعلومات عن كوفيدـ19 والقوانين (61٪) أعلى من المتوسط العالمي (48٪). وقال معظم المشاركين والمشاركات في المسح (71٪) إنهم راضون عن الاتصالات الرسمية المتعلقة بـ Covid-19 (مقابل 66٪ على مستوى العالم).
في استطلاع Expat Insider السنوي، طلبت انترناشنس (InterNations) من 12،420 وافدًا يمثلون 174 جنسية ويعيشون في 59 دولة أو إقليمًا تقديم معلومات حول مختلف جوانب حياة الوافدين، بالإضافة إلى جنسهم وعمرهم وجنسيتهم.
وطُلب من المشاركين تقييم ما يصل إلى 37 جانبًا مختلفًا من جوانب الحياة في الخارج على مقياس من واحد إلى سبعة. تؤكد عملية التصنيف على رضا المستجوبين الشخصي عن هذه الجوانب، مع الأخذ في الاعتبار كل من القضايا العاطفية والجوانب الواقعية بشكل متساوٍ.
تم بعد ذلك تجميع تقييمات المستطلعة آراؤهم للعوامل الفردية في مجموعات مختلفة بلغت 13 فئة فرعية واستخدمت قيمهم المتوسطة لرسم خمسة مؤشرات موضعية: جودة الحياة وسهولة الاستقرار والعمل في الخارج والتمويل الشخصي وتكلفة المعيشة. تم حساب المتوسطات الأربعة الأولى من هذه المؤشرات جنبًا إلى جنب مع الرضا العام للمغتربين عن حياتهم من أجل تصنيف 59 وجهة للمغتربين حول العالم.
لكي يتم إدراج بلد ما في المؤشرات وبالتالي في الترتيب العام، كان من الضروري ألا تقل نسبة المشاركة عن 50 مشاركًا في المسح لكل وجهة.
(المصدر: شبكة “انترناشنس” InterNations للمغتربين)
(ترجمته من الانجليزية وعالجته: مي المهدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
اكتب تعليقا