لماذا يثق الأجانب في السلطات السياسية أكثر من السويسريين؟
يملك السويسريون ثقة عالية في مؤسساتهم السياسية، لكن المقيمين الأجانب أكثر ثقة منهم في هذه المؤسسات. لتوضيح ذلك، يقدم علماء الإجتماع عدة أسباب.
تم نشر هذا المحتوى على
3دقائق
اختصاصي هو رواية القصص وفَك رموز ما يحدث في سويسرا وحول العالم من خلال البيانات والإحصاءات. أقيمُ كمُغتربة في سويسرا منذ عدة سنوات، وكنت أعمل سابقًا في الصحافة مُتعددة الوسائط في التلفزيون السويسري العمومي الناطق بالفرنسية (RTS).
قام استطلاع للرأي نشره مرصد التطوّع خلال شهر يونيو الجاري بتحليل الثقة التي يوليها السكان في الآخرين وفي المؤسسات، باعتبار أن الثقة والالتزام مرتبطان ارتباطا وثيقا. ومن بين النقاط البارزة، لاحظ الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة أن “الاجانب الذين يعيشون في سويسرا لديهم ثقة أكبر في المؤسسات السياسية في البلاد مقارنة بالسكان المحليين”، على الرغم من أن السلطات السويسرية تتمتع بالفعل بأعلى مستويات الثقة في العالم.
محتويات خارجية
عبّر ما يقرب من ثلثي الأجانب الذين شملهم الاستطلاع على مستوى عال من الثقة في المؤسسات، مقارنة بنصف المواطنين السويسريين. جدير بالذكر أن فئة “الأجانب” ليست متجانسة. ومع ذلك، فإن هذه النتائج ظلت مستقرة مقارنة بنتائج 2016، وتماشيا مع أحدث ما نشره المكتب الفدرالي للإحصاء حول هذا الموضوع.
محتويات خارجية
مقارنة لصالح سويسرا؟
الطريقة الأكثر بديهية لتفسير الفرق هو افتراض أن المقارنة الموضوعية تنتهي باستمرار لصالح سويسرا. قد تعتبر نسبة من الأجانب أن النظام السويسري يتسم بالكفاءة والنزاهة وما إلى ذلك بشكل خاص مقارنة بالأنظمة في بلدانهم. وإذا كان من الممكن عدم استبعاد هذه الفرضية، فهي صحيحة منطقيا، وبشكل اخص بالنسبة للأشخاص المنحدرين من البلدان الأقل ديمقراطية من سويسرا.
ومع ذلك، فإن أرقام المكتب الفدرالي للإحصاء التي تم توزيعها وفق الأصل الجغرافي للأجانب، تظهر أن المهاجرين من شمال أو غرب أوروبا – حيث تتمتع المؤسسات السياسية أيضا بمستوى عال من الثقة- هم أيضا يمنحون السلطات السويسرية أكبر قدر من الثقة والتقدير. وهذا يشير إلى وجود عوامل اخرى مؤثرة، وهي تلك المذكورة أعلاه.
محتويات خارجية
ضغط متزايد لاتباع القواعد
يرى ساندرو كاتاسين، مدير معهد البحوث الاجتماعية بجامعة جنيف، أن ذلك يعد علامة على “زيادة الضغط من أجل اتباع القواعد” الذي يشعر به الأجانب. ووفقا لعالم الاجتماع المتخصص في قضايا الهجرة “لكي يتم قبولهم في البلد المضيف، يشعر المهاجرون بالضغط من أجل التصرّف بطريقة أكثر امتثالا” من السكان المحليين.
قد يؤدي هذا إلى الإفراط في الإلتزام بالسياسة المتبعة، وبشكل عام في الانضباط لما يعتبر سلوكا صحيحا تجاه الدولة.
ويقول الباحث، والذي هو كذلك عضوا في اللجنة العلمية لمرصد العمل التطوّعي: “عندما تكون سويسريا، يمكنك السماح لنفسك بعدم الثقة في المؤسسات، ولكن ليس عندما تكون أجنبيا”.
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
تم نشر هذا المحتوى على
في كانتون أوري سُئل أحد عمال المناجم حول سلوكه في الإقتراعات، فأجاب قائلا: “إنني أصوّت دائماً بلا، وقد أحسنتُ صنعاً بذلك حتى الآن”. هذه الطرفة رواها فرانس شتاينيغر، السياسي المخضرم بكانتون أوري ذات مرة في أحد الحوارات الصحفية التي أجريت معه. وجاء هذا بُعيد الفشل الذي مُنيت به حزمة الإصلاحات الخاصة بالتأمين على الشيخوخة في…
النظام السياسي السويسري .. ديمقراطية لا تخلو من إقصاء
تم نشر هذا المحتوى على
في ديمقراطية القرن التاسع عشر الناشئة بسويسرا، تعدى الإقصاء النساء، ليشمل فئات طائفية بأكملها والكثير من المهمشين اجتماعياً. وقد استغرق دمجها أجيالاً.
تم نشر هذا المحتوى على
1291 – بالتحديد الأول من أغسطس من ذاك العام- وقّع ممثلو طبقة النبلاء من أوري وشفيتس وانترلاكن اتفاقية الدفاع المشترك، والتي سميت فيما بعد بـ “الميثاق الاتحادي أو الفدرالي” (Bundesbrief). ولكن في الحقيقة، هذه الاتفاقية، كواحدة من عدة معاهدات أخرى، لم يتم التوقيع عليها إلا بداية القرن الرابع عشر، وليس هناك ما يثبت وجودها منذ بداية أغسطس 1291.…
تم نشر هذا المحتوى على
إذا أردت أن تعرف أهمية نظام الميليشياترابط خارجي في سويسرا، فعليك أن تفهم الثقافة السياسية للبلد، ففي حوالي القرن الثاني عشر، أدرك أهالي الأرياف أن التشارك في العمل يجلب الغنى، ومنه وُلِدت التعاونيات القروية، التي قامت بتوزيع المهام المشتركة على الأهالي، والتي يمثل اجتماع هؤلاء الأهالي أنفسهم أعلى سلطة فيها. تفعيل مبدأ التكافل كان يحصل عندما…
كيف عالجت الديمقراطية المباشرة معضلة الخوف من الأجانب
تم نشر هذا المحتوى على
في السابع من يونيو 1970، شهدت سويسرا حدثا تاريخيا: في ذلك اليوم أدلى المواطنون برأيهم حول العمال الأجانب القادمين من إيطاليا وما سيؤول إليه أمرهم في سويسرا. إن تأييد حوالي نصف الناخبين السويسريين للحد من نسبة الأجانب في كل كانتون إلى 10%، يبين شيئيْن: انتشار العداء للأجانب من ناحية، وعمق التمزق الاجتماعي في سويسرا آنذاك من…
تم نشر هذا المحتوى على
في أحدث تصنيف للديمقراطية أنجزه باحث بريطاني بجامعة كامبردج، احتلت سويسرا مركزاً متقدماً. مرة ثانيةً، كما يود المرء لو يضيف هنا. لماذا يشعر الشعب السويسري بالرضى عن ديمقراطيته الوطنية: والإجابة التقليدية هي: إن بلادنا تنعم بأعلى درجات الرضى عن الديمقراطية على مستوى العام. وللمزيد: فهذا الشعور يتطور نحو الأعلى بعكس الدورات الاقتصادية. وحالياً يشعر ثلاثة…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.