ما هي أسباب ارتفاع نسبة الأجانب في سويسرا؟
سويسرا لديها واحدة من أعلى نسب المقيمين الأجانب في العالم، فثلث السكان ينحدرون من أصول أجنبية. وتشمل هذه الأرقام الأشخاص الذين هاجروا للبلاد أو أسرهم. فما هي أسباب هذه الظاهرة؟
إذا ما أمعنا النظر في السكان المقيمين بشكل دائم في سويسرا فسنجد أن ربع السكان لا يحملون الجنسية السويسرية. وهذه واحدة من أعلى النسب في العالم. كما أن أكثر من ثلث السكان ينحدرون من أصول أجنبية، لكنهم ولدوا في سويسرا أو يعيشون فيها منذ أكثر من عقدين من الزمن. ويوضح الرسم البياني أدناه طول إقامة الأجانب في سويسرا حسب الجنسية.
هذا وتفيد الإحصائيات أن أكثر من 60% من المقيمين الأجانب المنحدرين من إيطاليا وتركيا ودول يوغوسلافيا السابقة (كرواتيا والبوسنة والهرسك و صربيا ومقدونيا وكوسوفو) ولدوا في سويسرا أو هاجروا إليها هنا منذ أكثر من 20 عاما.
من أهم أسباب ارتفاع نسبة المقيمين الأجانب في سويسرا صعوبة الحصول على جواز السفر السويسري. وعلى الرغم من أن السويسريين صوتوا لصالح تسهيل عميلة التجنيس للمهاجرين، التي سيستفيد منها أحفاد المهاجرين، إلا أن إجراءات الحصول على الجنسية في سويسرا تعد الأكثر تقييدا على مستوى دول أوروبا. فعلى النقيض من دول الهجرة التقليدية مثل الولايات المتحدة أو أستراليا، فإن الطفل الذي يولد في سويسرا لا يحصل على الجنسية السويسرية تلقائيا.
وتبلغ نسبة تجنيس الأجانب المقيمين بشكل دائم في سويسرا معدلا أقل من المتوسط الأوروبي، حيث لم تتجاوز 2.1٪ في عام 2015.
ويمكن تفسير هذه النسبة المتواضعة بأن أكثر من 80٪ من الأجانب المقيمين في سويسرا، قدموا من أوروبا. وجزء كبير من المهاجرين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هم من اليد العاملة الماهرة ولديهم تأهيل عالي وعادة ما يعيشون في سويسرا لفترة قصيرة. وهذه الفئة ليس لديها الاهتمام بالحصول على الجنسية السويسرية، حيث إنهم يتمتعون بحرية التنقل كمواطنين أوروبيين. الرسم البياني أدناه يوضح نسبة المهاجرين الأوروبيين، ولا سيما القادمين من الدول المجاورة، وذلك من عام 1850 وحتى الآن.
(ترجمته من الانجليزية وعالجته: مي المهدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.