لماذا يحجم السويسريون عن ارتداء الكمامات الطبية؟
مع تخفيف إجراءات الإغلاق في البلاد، يعود المزيد من الأشخاص إلى الخروج من منازلهم والتنقل من جديد، ولا يرتدي إلّا القليل منهم الكمامات الواقية في الأماكن العامة على الرغم من الجدل الواسع حول الموضوع. ما السبب الكامن وراء ذلك؟
تلازمنا مسألة ارتداء الأقنعة الطبية من عدمه هنا في سويسرا منذ عدة أسابيع، وليس هناك اتفاق بين الخبراء والحكومة الفدرالية حول ضرورة ذلك، الأمر الذي زاد من حدّة الجدل بين السكان.
على الرغم من هذا النقاش الواسع النطاق، لا يزال من النادر رؤية أشخاص يرتدون الكمامات في الأماكن العامة، فمن ناحية، كان ذلك بسبب عدم توفرها في الأسواق بشكل كاف، فمنذ أسبوع فقط يمكن للسكان شرائها من جديد من الصيدليات والمحلات، كما أن تكلفة ارتداءها باستمرار قد تكون عالية جداً. ومن ناحية أخرى، يرجع ذلك إلى الآراء المتباينة والتصور العام السائد حول ارتداء الأقنعة.
على سبيل المثال، لا يتفهم القادمون من دول أخرى، حيث أصبح ارتداء القناع جزءًا من الحياة اليومية، هذا التردد لدى سكان سويسرا، حيث نتلقى باستمرار تعليقات على مواقعنا الإلكترونية وفي وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عدم التفهم هذا، ويدعم هذه الحجج أيضًا خبراء في سويسرا.
(تغريدة على تويتر من الأستاذ أدريانو أغوتسي من جامعة زيورخ: “إن ارتداء الكمامة يخلق شعورًا بالأمان الزائف ويعزز السلوك الخطر، تمامًا مثل ربط حزام الأمان في سيارتك، يجعلك تقود مثل آيرتون سينا (هو سائق سيارات سباق برازيلي الجنسية) *تعبير بطريقة هزلية*”)"Wearing a mask creates a sense of false safety and favors risky behavior". Just like buckling up in your car makes you drive like Ayrton Senna. </sarcasm>
— Adriano Aguzzi (@AguzziTemp) April 4, 2020رابط خارجي
ما هو موقفك من هذا؟
من أجل معرفة بعض الأسباب التي تجعل ارتداء الكمامات الطبية نادرًا نسبيًا في سويسرا، أجرينا مسحًا صغيرًا غير تمثيلي على منصاتنا الرقمية وفي محيطنا، ووجدنا أنّه يمكن تقسيم الإجابات بشكل تقريبي على النحو التالي:
أفكار مسبقة
تشير ردود الفعل بشكل عام إلى أن ارتداء أقنعة الوجه ليس تقليدا في سويسرا – على النقيض مع الدول الآسيوية، على سبيل المثال، والتي عانت من وباء السارس قبل عقدين من الزمن. وقبل تفشي فيروس كورونا المستجد، لم يكن أي شخص في سويسرا يرتدي قناعًا في العلن. وحتى يومنا هذا، غالبًا ما يُنظر إلى مرتدي الأقنعة على أنهم أشخاص يريدون بالدرجة الأولى حماية أنفسهم. وبعبارة أخرى، يرتدي الناس الكمامات الطبية في المقام الأول لحماية أنفسهم لا لحماية الآخرين.
حالة من عدم اليقين
وتبين النقطة الأولى أن السويسريين ليس لديهم اقتناع بجدوى ارتداء مثل هذه الأقنعة، وقد عبّر أحد الأشخاص عن عدم اليقين هذا على موقع فيسبوك على النحو التالي: “قرأت كثيرًا، لقد كان له (أي القناع) نتائج عكسية ولم أعد أعرف الآن ما الحقيقة 🤷♀️”، وأضاف آخر: “لأنني أعتقد أنه يؤثر بشكل عام سلبياً على عملية تنفسنا”.
التوصيات
توصي الحكومة الفدرالية وبعض الشركات والهيئات – بما في ذلك هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية الشركة الأم ل swissinfo.ch – بارتداء الكمامات في وسائل النقل العام وفي أماكن أخرى لا يمكن الحفاظ فيها على مسافة الأمان (على سبيل المثال، في محلات الحلاقة) فقط. ونتيجة لذلك، يلتزم العديد من الأشخاص بهذه التوصيات، لكنهم لا يرتدون الأقنعة في حياتهم اليومية بشكل عام. وربما يعود ذلك، كما ظهر في مسحنا، إلى أن الأقنعة غير ضرورية إذا ما تمت مراعاة قواعد مسافة الأمان الاجتماعي والنظافة.
من أجل البيئة
الاهتمام بالبيئة قد يعني أيضًا عدم ارتداء الأقنعة. في تصريح لأحد متابعينا على الفيسبوك نقرأ: “القفازات والأقنعة موجودة في كل مكان في سلة المهملات، وهذا يدفعني للتفكير بأنه بالتأكيد لا أحد يستفيد (من ارتداء الكمامات) وكوكبنا آخر المستفيدين.”
الثقة بالنفس
في استطلاعنا، قال عدد لا بأس به من المشاركين إنهم لا يرتدون قناعًا لأنهم إما يشعرون أنهم بصحة جيدة أو قد أُصيبوا بالفعل بمرض كوفيد – 19 وتم شفاؤهم. وفي كلا الحالتين يبدو أن الأمر يدعو للشك، حيث أن الأشخاص الذين يظهرون في صحة جيدة ومنهم من أُصيب وتم شفاءه يمكن أن يكونوا مع ذلك حاملين وناقلين للفيروس.
علاوة عن ذلك، يوصي المكتب الفدرالي للصحة العامة بشكل عام بارتداء الكمامات الطبيةرابط خارجي في حال صعب المحافظة على المسافة اللازمة، وتجدون هنارابط خارجي قواعد التعامل مع الأقنعة.
هل ترتدي أنت الكمامات عند مغادرة المنزل؟ ما رأيك في طريقة تعامل سويسرا مع المسألة؟ شاركنا رأيك في تعليق!
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
(ترجمه من الألمانية وعالجه: ثائر السعدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.