مُداهمة مسجد في فينترتور على خلفية “التحريض على الجريمة والعنف”
فتح المُدعي العام في مدينة فينترتور دعوى جنائية ضد أربعة أشخاص - من بينهم إمام إثيوبي - مُشتبهين بالتحريض على الجريمة أو العنف. وكانت شرطة كانتون زيورخ - مدعومة بشرطة بلدية فينترتور ومكتب المدعي العام في فينترتور/أونترلاند - قد داهمت صباح الأربعاء 2 نوفمبر الجاري مسجد النور بفينترتور، كما فتشت منازل ثلاثة من المُصلين الذين يترددون عليه.
وكتبت النيابة العامة لكانتون زيورخ أنه على أساس أدلة ملموسة، فتح المدعي العام في فينترتور تحقيقا جنائيا ضد الأشخاص المعنيين الأربعة الذين يجري التحقيق معهم.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السويسرية أن الإمام الإثيوبي دعا في خطبة الجمعة يوم 21 أكتوبر الماضي إلى قتل المسلمين الذين لا يُشاركون في صلاة الجماعة بالمسجد. ونقلت الوكالة عن كورين بوفار، المتحدثة باسم النيابة العامة في زيورخ، قولها ان الإمام شجع أيضا المُصلين الحاضرين على الإبلاغ عمّن لا يواظبون [على صلاة الجماعة]. أما دور المتهمين الثلاثة الآخرين فلم يتضح بعد، ولايزال موضع تحقيق، حسب السيدة بوفار.
وأشارت المتحدثة باسم النيابة العامة في زيورخ إلى أن عمليات التفتيش سمحت بتأمين أغراض مختلفة، دون إعطاء المزيد من التوضيحات.
المزيد
اعتقال قيادي سلفي في فينترتور يُشتبه بِدعمه وانتمائه لتنظيم “داعش”
علاوة على ذلك، فتشت الشرطة داخل المسجد أربعة أشخاص يشتبه في مخالفتهم للقانون الفدرالي الخاص بالأجانب. وتتراوح أعمارهم بين 23 و35 عاما. ويتعلق الأمر بثلاثة مواطنين جزائريين أو تونسيين، بينما لم يُعلِن الرجل الرابع عن بلده الأصلي.
وقد أشادت سلطات فينترتور بتدخل قوات الأمن. وتعتزم هذه البلدية تسخير جميع الإمكانيات المُتاحة لمحاربة جميع أشكال الأصولية والتطرف.
الإغلاق ليس فوريا
ولا تعني عمليات التفتيش التي تمّت اليوم الإغلاق الفوري للمسجد، إذ يتعين الآن على الجمعية التي تُديره اتخاذ التدابير اللازمة. ووفقا لشرطة فينترتور، كان المُشرفون على المسجد قد أُبلغوا في الربيع الماضي بأوجه القصور في مجالات الحماية ضد الحرائق، والسلامة الغذائية. ولم تتم تسوية هذه المشاكل منذ ذلك الحين، ولايزال الوضع غير مُرض.
كما أن جزءً من المسجد لازال يُستخدم لأغراض الطهي، ويتم توزيع المشروبات فيه دون مُراعاة معايير السلامة الغذائية، حسب توضيحات الشرطة. وإذا ما لم تُتخذ الإجراءات الضرورية لتصحيح الوضع، فإن الشرطة ستغلق المسجد لعدم الامتثال لتدابير الحماية من الحرائق ومعايير السلامة الغذائية.
وقد أُعلن الأسبوع الماضي أن مالكي المبنى الذي يأوي المسجد رفضوا تجديد عقد إيجار مكان العبادة المثير للجدل. ومن المرجح أن يُغلق مسجد النور أبوابه في موفى هذه السنة.
ويُذكر أن مسجد النور تصدر في مناسبات عديدة عناوين وسائل الإعلام، إذ تقول تقارير إن فينترتور تُعتبر مَعقلاً للسلفيين السويسريين، وأنها المدينة التي يسكنها أكبر عدد من المُتعاطفين مع “داعش”. وكان ما لا يقل عن خمسة شبان مُتطرفين قد سافروا منها للإلتحاق إلى هذا التنظيم في سوريا والعراق.
وفي مُقابلة مع قناة SRF العامة السويسرية (الناطقة بالألمانية) في شهر ديسمبر 2015، قال مسؤول المسجد، عاطف سحنون، إن تتبع المُصلين الذين قد يطرحوا إشكاليات ليس جزءً من مهامه، كما نفى أن تكون الصلوات التي تُقام في المسجد ذات طبيعة مُتطرفة.
وقد انتقدت الجمعية الثقافية الإسلامية التي تدير مسجد النور الشهر الماضي وسائل الإعلام متهمة إياها بـ “التحريض على الكراهية ضد المسجد”، مشيرة إلى أنه من الصعب تعزيز الإندماج في أجواء من “المزاعم التي لا أساس لها”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.