مُعضلة تكوين الأئمة في سويسرا لا زالت قائمة
يُوجد حاليا حوالي 130 إماماً في سويسرا، مُعظمهم من السنة، تلقى الكثير منهم تكوينهم العلمي والديني في الخارج في منطقة البلقان وتركيا ومصر والمملكة العربية السعودية، وفقًا لما أفادت به دراسة جامعية متعمقة.
أظهر بحث أنجزه المركز السويسري للإسلام والمجتمع التابع لجامعة فريبورغرابط خارجي أن 130 إماماً ينشطون في المساجد والأماكن الأخرى المخصصة للصلاة في سويسرا.
الدراسة أفادت أن كل أئمة سويسرا تقريبا من السّنّة، وأن حوالي نصفهم من أصل تركي. أما الجاليات الناطقة باللغة الألبانية – ومعظم أفرادها من كوسوفو وشمال مقدونيا – فلديها 40 إمامًا، يعمل 30 منهم بدوام كامل. وهناك أيضا 13 إماما من أصل بوسني، وما بين 15 و20 من بلدان العالم العربي.
في الوقت الحاضر، لا يوجد برنامج تدريبي نموذجي أو معياري لفائدة الأئمة في سويسرا، حيث يتلقى معظمهم تكوينهم الديني في الخارج. في الأثناء، توصل الباحثون إلى أنه – بغض النظر عن الاعتبارات الدينية البحتة، فإن اختيار موقع الدراسة يتم بناء على عوامل ذات طابع اقتصادي، كالمنح الدراسية وتوفر فرصة لتعلم اللغة العربية إضافة إلى الدوافع الشخصية.
يتم معظم التكوين والتدريب في منطقة البلقان وتركيا ومصر والسعودية. فعلى سبيل المثال، تلقى عشرة أئمة – معظمهم من أصول ألبانية – تدريباً في المملكة العربية السعودية، التي تقدم منحًا سخيّة لبعض الأئمة الشبان، وخاصةً من المناطق ذات الدخل المنخفض في جمهوريات يوغوسلافيا السابقة.
استيراد أئمة من الخارج
قال مؤلفو الدراسة، التي مولتها وزارة الخارجية، إن التحدي الأكبر الذي يُواجه الجاليات الإسلامية في مختلف مناطق سويسرا اللغوية يتمثل في العثور على أئمة يستوفون المتطلبات الاجتماعية والدينية الصحيحة.
لكن الافتقار إلى التدريب العملي الملائم للأئمة في سويسرا ودول أوروبية أخرى يعني أن الجاليات المسلمة غالباً ما تتحول للبحث عن مرشحين تلقوا تكوينهم في أماكن أبعد.
وبسبب تنوع الخلفيات والمسارات، فإن الاختلافات القائمة على مستوى العقليات والدراسة هائلة. وفي تصريحات أدلى بها إلى صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ، قال هانس يورغ شميد، مدير المركز السويسري للإسلام والمجتمع: “إن مجال الأئمة أجَمةٌ لا يُمكن التحكم فيها تقريبًا”.
ففي شهر أكتوبر الماضي، أجبر مسجد دار السلام في كرينس بكانتون لوتسيرن، على التخلي عن إمامه بعد أن اتّهم بالتحريض على العنف ضد المرأة. واعترفت الجالية الإسلامية في كرينس أن الحاجة إلى “استيراد” الأئمة من الخارج يُمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى “أخطاء في عملية الإختيار”.
مع ذلك، يُؤكد مؤلفو الدراسة أيضًا على أن “الأحكام الجزئية التي تستند إلى المكان الذي تم فيه تدريب الإمام ليست مُفيدة”، حيث يتعيّن تقييم الأئمة بشكل فردي، ومراعاة الدوافع المختلفة واحتياجات التدريب، كما يقولون. لذلك، يقترحون نموذجًا تأهيليا يعتمد على حث الأئمة على الاستمرار في تلقي المزيد من التعليم.
المزيد
هل هناك حاجة لتدريس الإسلام بهدف تأهيل الأئمة؟
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.