هل من الضروري إخضاع جميع طالبي اللجوء إلى فحوص طبية؟
توصلت دراسة جديدة إلى أن قرابة نصف اللاجئين الأريتريين في سويسرا يُعانون من الإصابة بالبلهاريسا، وهو مرض غير مُعد تتسبب فيه دودة مسطحة طفيلية. ومع أن هذا الأمر لا يُشكل أيّ خطر على السكان في الكنفدرالية، يتساءل البعض عن ضرورة إخضاع طالبي اللجوء إلى فحص منهجي للكشف عن وجود محتمل للأمراض، لكن الآراء تختلف بهذا الصدد بين الأوساط العلمية والجهات الحكومية.
أجرى أفونا شيرنيت، الذي يعمل باحثا في المعهد السويسري للصحة الإستوائية والعمومية في مدينة بازل، فحوصا على حوالي 100 لاجئ أريتري أقاموا في سويسرا لفترة تقل عن عام في إطار أبحاثه المتعلقة بأمراض مُعدية شائعة في القارة الإفريقية.
هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء دراسة من هذا القبيل في سويسرا. وقد تم الكشف عن النتائج التي توصلت إليها في برنامج “10 إلا 10” الإخباري الذي تبثه القناة العمومية الناطقة بالألمانية للتلفزيون السويسريSRF.
وقال شيرنيت، وهو أيضا أريتري قدم لاجئا إلى سويسرا: “من المفترض أن تُسهّل النتائج التي توصلنا إليها عمل أطباء العائلات لأنهم هم الأكثر اتصالا مع اللاجئين هنا”.
ومع أنه اتضح أن نصف اللاجئين مُصابون بالبلهارسيا، وهو مرض شائع في إفريقيا تتسبب فيه الديدان المفلطحة الطفيلية، وينتقل عن طريق يرقات القواقع في المياه العذبة كما يُمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل للأمعاء والكبد. أما إذا تركت الإصابة بدون علاج، فيمكن أن تكون قاتلة.
في الوقت الحاضر، يصل عدد الأريتريين المقيمين في سويسرا إلى 20 ألف شخص يُشكلون أكبر جالية أريترية في العالم. إضافة إلى ذلك، يُمثل الأريتريون أكبر مجموعة (بحسب الجنسيات) من طالبي اللجوء في سويسرا.
فحوصات منهجية
شيرنيت قال إنه فوجئ بعدم معرفة اللاجئين أصلا لإصابتهم بالعدوى. وقال: “عمليا، لم تظهر عليهم أية أعراض، لكن بما أننا نعرف الآن أن نصفهم مُصابون، فسيكون من المنطقي إجراء فحص للوافدين الجدد [بشأن هذا المرض] “.
من جهته، أيّد نيكلاوس لابهاردت، المشرف على إجراء الدراسة، الرأي القائل بأنه يجب على أخصائي الطب العام بوجه خاص أن يكونوا على بينة من هذه العدوى وأن تقوم الحكومة من جهتها بالعمل على إعداد المعلومات الإرشادية ذات الصلة.
كما أعرب عن دعمه لإجراء فحوص منهجية لطالبي اللجوء الجدد، مُوضحا أنه بالإمكان معالجة المُصابين حينها بشكل ميسّر وبتكلفة منخفضة.
عموما، يُطلب من الأشخاص الذين يتقدمون بطلب للحصول على اللجوء في سويسرا الإجابة عن العديد من الأسئلة لا يتعلق أي منها بأوضاعهم الصحية. فقبل عدة أعوام تم التخلي عن إجراء الفحوص المنهجية، واقتصر الأمر على الإختبارات الخاصة بالإصابة بمرض السل.
بدوره، اعتبر دانيال كوخ، رئيس قسم الأمراض المُعدية في المكتب الفدرالي للصحة العمومية أن “هذا كاف”، وأضاف أن “(بلورة) توجيهات حكومية و(إقرار) فحوصات منهجية لا تعني شيئا”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.