مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مزيد من السويسريين يرون في التطعيم “حلا” للجائحة

مكتب مقفر
أظهرت نتائج هذا الاستطلاع السادس المخصص للجائحة بشكل خاص أن ثلاثة أرباع السويسريين يدعمُون إلزامية العمل عن بُعد. Keystone / Gaetan Bally

بدأت الجائحة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد تلقي بظلالها على معنويات السويسريين الذين أصبحوا يخشون الآن العزلة وفقدان حرياتهم بالخصوص. في الأثناء، أظهر استطلاع جديد أجراه معهد سوتومو للأبحاث بتكليف من هيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية، أن اللقاح يتحول بشكل متزايد لديهم إلى "ضوء في نهاية النفق".

تم إجراء هذا المسح السادس من نوعه المتعلق بالجائحة بين يوميْ 8 و11 يناير الجاري. ومن المهم الإشارة إلى ذلك بداية لأن تلك الفترة كانت تتسم بالانتقالية وهو ما قد يكون أثّر على إجابات المشاركين في الاستطلاع. فقد كانت الحكومة قد اتخذت حينها بالفعل إجراءات على المستوى الوطني، ولكنها ألمحت إلى إمكانية اللجوء إلى مزيد من التشديد وهو ما حدث فعلا يوم 13 يناير في نهاية المطاف.

على صعيد المسائل الصحية، يُنظر إلى هذه الفترة أيضًا على أنّها نقطة تحول. ففي سويسرا، كما هو الحال في غيرها، يُثير انطلاق حملات التطعيم آمالًا ضخمة، إلا أن ظهور سلالات مُحوّرة جديدة من فيروس كورونا تخيف في الوقت نفسه.

تدهور الروح المعنوية

يُظْهِر هذا الاستطلاع الجديد أن الوضع بدأ يُلقي بثقله على الروح المعنوية للسكان في سويسرا، وأكثر المخاوف التي يتم الاستشهاد بها هي تقييد الحرية (من بين 61% ممن شملهم الاستطلاع)، فضلاً عن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية (51%)، ولم يتم إثارة مثل هذه المخاوف قط بهذا الشكل المتكرر.

من ناحية أخرى، تميل المخاوف المتعلقة بالمزيد من المخاطر الملموسة إلى الركود أو التقلص، فعلى سبيل المثال، انخفض الخوف من فقدان الوظيفة من 21% في أكتوبر الماضي إلى 19% اليوم. أما خطر الإصابة بالعدوى، فهو يخيف 40% فقط ممن شملهم الاستطلاع مقابل 45% في أكتوبر، وهو انخفاض يفسره منظمو الاستطلاعات بظهور اللقاحات.

ولكن هناك بعض الفروق الدقيقة. حيث أن المخاوف ليست هي نفسها في طبقات المجتمع المختلفة، فعلى سبيل المثال، يهتم أولئك الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا في المقام الأول بتأثيرات الوباء على وظائفهم أو مواردهم المالية، في حين أن أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا يخافون أكثر من الإصابة وعواقبها.

فالأمر يتعلق هنا بمخاوفنا على أنفسنا، أما عندما نتحدث عن المخاوف التي يشعر بها المجتمع بأسره، فإن تلك المتعلقة بالوضع الاقتصادي العام هي التي يتم الاستشهاد بها في أغلب الأحيان (30%).

المُراهنة على اللقاح

يظهر الاستطلاع أن انطلاق حملات التطعيم يثير قدرا من الأمل، حيث يعتقد أكثر من نصف المُستجوَبين (58%) أن الخطر سيزول بفعل لقاح فعال. مع ذلك، يجب التخفيف من مستوى هذا الحماس، لأن نسبة مهمة من المستجوبين يعتقدون أيضا أن الفيروس لن يختفي، وأنه سيتعيّن على الجميع تعلم كيفية التعايش معه.

محتويات خارجية

أيّا كان الأمر، فإن القبول بفكرة تلقي التطعيم ينمو بشكل هائل، حيث قال 41% من الأشخاص المُستجوبين المشاركين بالاستطلاع إنهم مستعدون للقيام بذلك على الفور، مقارنة بـ 16% فقط في أكتوبر. أما نسبة الذين لا زالوا يرفضون التطعيم إطلاقا فقد انخفضت من 28% في أكتوبر إلى 24% حاليا.

في الأثناء، إذا ما تم جمع المستعدّين لتلقي اللقاح فورا والرافضين له، يتضح أن ثلث المشاركين في الاستطلاع (35%) لا زالوا يفضلون التمهل والانتظار. أما السبب الأكثر إيرادا من طرفهم فهو الحذر، حيث يرغب 60% منهم أن يكونوا متأكدين تماما من أن اللقاح لن تكون له آثار جانبية خطيرة.

محتويات خارجية

ترحيب عريض بالعمل عن بُعد

في انتظار أن تصبح اللقاحات فعالة تمامًا، يتعيّن بطبيعة الحال تطبيق التدابير الوقائية المناسبة، إلا أن مستوى القبول بهذه الإجراءات يظل متفاوتا.

ذلك أن بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا تحظى بالإجماع كالعمل عن بُعد الذي يحظى بشعبية كبيرة حيث تحصل على 74% من الآراء المؤيّدة. كما يلقى الحظر المفروض على اجتماع أكثر من خمسة أشخاص في الأماكن العامة تأييدا واسعا (64%). أما ارتداء الأقنعة الصحية الذي كان يُواجه بالانتقاد قبل أشهر قليلة، فقد أصبح مسألة بديهية حيث يحظى بتأييد 82% في التظاهرات العامة، و81% في المحلات التجارية و71% في المكاتب و67% في الفضاءات الخارجية عندما لا يكون من الممكن احترام “مسافة الأمان الاجتماعي”.

على العكس من ذلك، هناك تدابير أخرى تواجه صعوبة في الإقناع بها. فعلى سبيل المثال، يُعارض أكثر من نصف الأشخاص المُستجوبين (56%) إغلاق المتاجر غير الأساسية. أما فكرة تقييد تحركات السكان في المناطق التي تكثر فيها حالات الإصابة بشدة فتصطدم برفض 63% من المشاركين في الاستطلاع.

من بين القرارات التي أثارت الجدل داخل سويسرا وخارجها، نجد افتتاح مسارات التزلج. إذ أظهر الاستطلاع أن السويسريين لا يرون أن الأمر يمثل مشكلة كبيرة حيث أيّد 46% من المُستجوبين فتح المسارات في جميع أنحاء سويسرا مع اتخاذ تدابير وقائية ملائمة، فيما ساند 18% اتخاذ قرار بالإغلاق في الكانتونات التي يتطلب وضعها الصحي ذلك فحسب، وعبّر 37% عن موافقتهم على إغلاق تام لجميع مسارات التزلج في البلاد.

ارتفاع منسوب عدم الثقة تجاه برن

في السياق، استمر رصيد ثقة الجمهور في الحكومة الفدرالية، الذي كان مرتفعا في بداية الجائحة، في التآكل. فقد تراجعت مرة أخرى نسبة المُستطلعين الذين يعتبرون أن لديهم ثقة كبيرة أو كبيرة جدًا في عمل الحكومة الفدرالية، وانخفضت من 38٪ في أكتوبر الماضي إلى 32٪ في الوقت الحاضر. للتذكير، كانت هذه النسبة لا تزال في حدود 61٪ في شهر مارس 2020.

وفي معرض الرد على السؤال المتعلق بما إذا كانت الأوضاع في سويسرا على ما يُرام مقارنة بجيرانها، يعتقد 28٪ أنها تتصرف بشكل أفضل فيما يذهب 34٪ من المُستجوبين إلى أن الأمور تسير فيها بشكل أسوأ.


تم إجراء هذا الاستطلاع من قبل معهد سوتومو لحساب هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR)، التي تعدّ  SWI swissinfo.ch جزءًا منها.

هذا هو الاستطلاع السادس الذي تم إجراؤه حول نفس الموضوع منذ شهر مارس 2020.

تم إجراء الاستطلاع عبر شبكة الإنترنت مع 43797 شخصًا يتوزعون على جميع المناطق اللغوية في سويسرا بين يومي 8 و 11 يناير 2021.

نظرًا لأن هذه الشريحة ليست تمثيلية وفقا للمقاييس العلمية – حيث لا يتم اختيار المشاركين في سبر الآراء ولكنهم يقومون بالرد على الأسئلة على أساس طوعي – تم تنفيذ إجراء ترجيح من طرف الجهة التي قامت بإجراء الاستطلاع. وتبعا لذلك، تبلغ نسبة الخطأ +/- 1.1٪.


قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية