أطلس الأدوية يسلّط الضوء على الإدمان في سويسرا
تسلّط نظرة مجملة على احصائيات المرضى منذ عام 2016 الضوء على استهلاك السويسريين للعقاقير القانونية وغير القانونية، وتشير إلى أكثر المناطق السويسرية تضررا من ذلك.
وقامت الدراسة التي أنجزها المرصد الصحي السويسري (Obsan) ونشرت نتائجها صحيفة “لوماتان ديمونش” بتحليل سجلات نحو 75 ألف مريضا منذ عام 2016 لمعرفة عدد حالات الإيداع في المستشفيات في ارتباط بحالات الإدمان بشكل مباشر او غير مباشر.
وكانت النتائج صارخة: تعلّق أزيد من 46.000 “تشخيص ثانوي” (أي إذا سقطت امرأة من سلّم، وضربت على رأسها، فإن التشخيص الأساسي سينصبّ على “الإضطراب الدماغي”) كان يتعلّق باستهلاك الكحول و16.000 باستهلاك التبغ، و12.000 بالمهدّئات وحبوب النوم.
كذلك كشفت الدراساة عن وجود 8500 حالة تستهلك فيها العقاقير كمسكنات للألم، و7000 حالة استهلاكا للقنب الهندي، و5000 استهلاكا للكوكايين.
واجمالا، بلغت نسبة السويسريين الذين أجبروا على الذهاب إلى المستشفيات بسبب حالات على علاقة بالإدمان 8.9 لكل 1000 نسمة.
ووفقا لما ذكره تيلو بيك، كبير الأطباء النفسانيين في عيادة أورود المتخصصة في معالجة حالات الإدمان على الكحول في زيورخ، الذي حاورته الصحيفة، فإن أغلب المرضى لا يعدون من المدمنين بالمعنى المعهود للإدمان، بل أشخاص يستهلكون الكحول لمدة سنوات بشكل يومي مثلا- وربما لمدة عقود من الزمن – ولكنهم لا يدركون حقيقة وضعهم كمدمنين إلا عندما تحدث لهم مشكلة أخرى، فيكتشفون مشكلتهم من خلال فحص ثانوي.
بعيدا عن الأنظار، بعيدا عن الفكر
النتائج أظهرت كذلك وجود تباينات كبيرة بين المناطق المختلفة في سويسرا. فكانتون بازل – المدينة هو الأكثر تضررا في هذا المقام، حيث يبلغ عدد المعالجين في المستشفيات في علاقة بالإدمان 17 شخصا لكل 1000 نسمة. – أي أكثر من أربعة أضعاف ما نجده في كانتونات مثل زوغ، وأبّنزل الداخلية، ونيدفالدن.
وأرجع كانتون بازل-المدينة هذه النسبة العالية إلى الاختلاف في الطرق التي تستخدمها المناطق في جمع هذه البيانات وتقديمها.
كذلك نجد أن معدّلات الإدمان المسجلة في الكانتونات الواقعة جنوب غرب سويسرا مثل الجورا وجنيف وفو وفاليه هي في الغالب الأعم أعلى من المعدّل الوطني، وهو ما يشير إلى أن الناطقين بالفرنسية “يحتسون المشروبات الكحولية ويستهلكون المزيد من المخدّرات أكثر من بقية السويسريين”.
ومع ذلك، وهنا أيضا، تتدخّل العوالم المفسّرة لهذه الظاهرة: ففي حالة فاليه، يفسّر ذلك بكونها عاصمة صناعة النبيذ في سويسرا، وهي تحتلّ المرتبة الثالثة على المستوى الوطني بحسب ترتيب المرصد الصحي السويسري (Obsan)، لقربها من حقول الكروم.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.