طارق رمضان ينفي أحدث الإتهامات المُوجّهة له في سويسرا
تعرّض الباحث الإسلامي السويسري طارق رمضان للإتهام بالإعتداء الجنسي وسوء السلوك من قبل أربع نساء مجهولات الهوية في جنيف. في المقابل، نفى الأستاذ في جامعة أكسفورد ارتكاب أي مخالفات وقرر إطلاق ملاحقة قضائية ضد مجهول بتهمة التشهير.
الإدعاءات الأخيرة أوردتها صحيفة “لا تريبون دي جنيف” في عددها الصادر يوم السبت 4 نوفمبر الجاري الذي نشرت فيه مقالة استقصائية حول الفترة التي كان رمضان يقوم فيها بتدريس اللغة الفرنسية والفلسفة في مدينة جنيف التي امتدت من عام 1984 إلى سنة 2004.
وفي تصريحات للصحيفة التي تصدر بالفرنسية في جنيف، قالت أربع نساء، اثنتان منهن كانت أعمارهن تقل عن 16 عاما في تلك الفترة، إن رمضان قد “تلاعب بهن نفسيا” أو أساء معاملتهن.
وفي رسالة قصيرة نشرها على حسابه على موقع تويتر، قال طارق رمضان: “أنفي جميع هذه الإدعاءات بشكل قاطع، وأقوم اليوم بإيداع دعوى ضد مجهول بتهمة التشهير”.
هذه الإتهامات السويسرية تأتي بعد مرور أقل من أسبوع على إعلان صحيفتيرابط خارجي “لوموند” و”لو باريزيان” الفرنسيتين أن امرأة تقدمت بشكوى يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017 ضد طارق رمضان (55 عاما) تتهمه فيها بالإغتصاب في عام 2009. كما تقدمت امرأة أخرى في يوم 20 أكتوبر ببلاغ لتعرضها للإعتداء من قبل طارق رمضان في عام 2012.
وفي باريس، أعلن الإدعاء الفرنسي أنه فتح تحقيقا في مزاعم الإغتصاب والإعتداء الجنسي الموجهة ضد طارق رمضان بعد البلاغ الأول. من جهته، نفى ياسين بوزرو، محامي طارق رمضان، هذه الإتهامات وأكد أن مُوكّله سيُقاضي السيدتين بتهمة الإفتراء.
ويوم الاربعاء 1 نوفمبر الجاري، ذكرت هيئة الاذاعة البلجيكيةرابط خارجي RTBF أن امرأة بلجيكية اتهمت طارق رمضان بالعنف الجنسي.
إجازة من جامعة أكسفورد
يوم الثلاثاء 7 نوفمبر، أعلنت جامعة أكسفورد، حيث عمل رمضان أستاذا للدراسات الإسلامية المعاصرة منذ عام 2009، أنه سوف يأخذ إجازة بناء على “اتفاق متبادل وبأثر فوري”.
وجاء في نص البيان رابط خارجيالصادر عن المؤسسة العريقة: “إن الجامعة اعترفت باستمرار بخطورة الإدعاءات الموجّهة ضد البروفيسور رمضان، مع التأكيد على أهمية الإنصاف ومبادئ العدالة والإجراءات القانونية الواجبة”.
كما ورد فيه “إن إجازة الغياب المتفق عليها لا تعني افتراض أو قبول الذنب، وتسمح للأستاذ رمضان بالتصدي للمزاعم الخطيرة للغاية المُوجّهة ضده، والتي ينفيها بشكل قاطع، في الوقت الذي تلبى فيه انشغالنا الرئيسي (المتمثل في) معالجة الضيق المتصاعد والمفهوم، ومنح الأولوية لرفاهية طلابنا وموظفينا”.
ردود الفعل داخل الكنفدرالية
في سويسرا، لا يزال طارق رمضان متمتعا بدعم من المنظمات الإسلامية. وفي الأنحاء المتحدثة بالفرنسية من البلاد، يُهيمن الشعور بالمفاجأة على ردود الفعل المُسجّلة حتى الآن.
في تصريحرابط خارجي للإذاعة السويسرية العمومية الناطقة بالفرنسية، قال باسكال غيمبرلي، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بكانتون فو: “بالنسبة لي شخصيا، فإنني سأشعر بخيبة أمل عميقة، في حال صحت هذه المزاعم، التي أجد صعوبة في تصديقها”.
وأضاف غيمبرلي: “أدرك أن هناك انتقادات شديدة في بعض الدوائر، ولكن لا يُمكنني بصراحة تصديق ذلك، فكل شيء قرأته عنه في السنوات الماضية يدعم فكرة الإندماج والمساهمة الإيجابية في المجتمع وفعل الخير والحب. ومن المنظور الديني، أعتقد أنه مصدر إلهام للكثيرين في أوروبا”.
الثناء والنقد
ولد طارق رمضان في مدينة جنيف في عام 1962، وهو حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين والشقيق الأصغر للإمام المثير للجدل هاني رمضان. درس طارق في جامعة جنيف وتحصل منها على إجازة في الفلسفة والأدب الفرنسي وعلى شهادة الدكتوراه في الحضارة الإسلامية. كما حصل على الجنسية السويسرية وهو في سن الثانية والعشرين.
في عام 1986، تزوج رمضان إمرأة فرنسية، تحولت من المسيحية الكاثوليكية واعتنقت الإسلام. أنجب الزوجان ثلاثة أطفال وقضيا فترة من الوقت في مصر، حيث استكمل طارق رمضان هناك تكوينه في مجال العلوم الإسلامية. وبعد عودته إلى سويسرا في عام 1992، صنع رمضان اسما لنفسه في فرنسا عبر مشاركته في العديد من المؤتمرات وظهوره في وسائل الإعلام.
شيئا فشيئا، أصبح رمضان، الذي يتمتع بحضور قوى ومهارات لغوية ومعرفية، رمزا “للمسلم الأوروبي”. وكان هذا الوصف عنوانا لكتاب له، دعا فيه المسلمين إلى التخلص من عقلية الأقليات والضحية والمطالبة بحقوقهم كمواطنين كاملي المواطنة وأن يكونوا أوفياء لمبادئ الدين الإسلامي.
عموما، يتراوح جمهور طارق رمضان بين أبناء الجيل الثاني من المهاجرين من قاطني الضواحي إلى المفكرين ولا سيما من الجناح اليساري والمنتمين إلى تيار رافضي العولمة. مع ذلك، يقول العديد من المنتقدين له إن سحر “الأمير المصري” يُخفي ورائه أصوليا خطير.
في عام 2003، تراجعت حظوظ طارق رمضان عندما نشر على شبكة الإنترنت مقالا رفضت صحيفتان مهتمان نشره. في هذا المقال، اتهم رمضان عددا من المفكرين اليهود بمُحاباة إسرائيل. في العام التالي، منعته الولايات المتحدة من دخول أراضيها، على الرغم من حصوله على عرض لشغل منصب أستاذ في إحدى الجامعات الأمريكية الكاثوليكية.
بعد ذلك، انتقل طارق رمضان إلى بريطانيا حيث شغل ابتداء من عام 2009 منصب رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد، المُمول من طرف دولة قطر. وفي أوائل عام 2016، أعلن رمضان عن اعتزامه التقدم بطلب للحصول على الجنسية الفرنسية، لكنه واجه مُعارضة شديدة من طرف رئيس الوزراء السابق مانويل فالس.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.