التمييز في سويسرا يحدث أساسا بسبب اللون والدين
اتضح أن معظم حالات التمييز العنصري في سويسرا في عام 2015 حدثت في مواقع العمل، وفقا لمسح سنوي نشرته وزارة الشؤون الداخلية.
فمن بين 239 حادثة تمييز عنصري، طلب ضحاياها المساعدة في العام الماضي، حدثت 47 حالة منها في أماكن العمل. وهذه النسبة لم تتغيّر تقريبا عما كانت عليه في العام السابق. ووفقا لهذه الدراسةرابط خارجي، حصل عدد قليل من الممارسات العنصرية في الأماكن العامة بالمقارنة مع تزايد الحوادث التي وقعت في المجالات الحياتية الخاصة.
اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصريةرابط خارجي التي أشرفت على إنجاز هذه الدراسة أشارت إلى أن “الإعتداء اللفظي والمعاملة المُهينة ووضع الإنسان في حالة غير مريحة هي من الأشكال الأكثر انتشارا للتمييز العنصري في سويسرا”.
وقد وجهت هذه المشاعر المعادية والعنصرية ضد الأجانب في أغلب الأحيان لمجرّد كونهم من أصحاب البشرة السوداء. كذلك رصد القائمون على هذه الدراسة تزايد حالات التمييز بدوافع كراهية المسلمين، وأحصت الدراسة 53 حالة أي بزيادة قدرها 11% عّما سُجّل في عام 2014.
أمثلة من الواقع
يورد التقرير أمثلة حيّة على التمييز العنصري في سويسرا في عام 2015، ويتوقّف على وجه الخصوص عند حالة وقعت في قرية صغيرة لم يذكر إسمها وتتمثّل في شتم رجل أسود البشرة وضربه على يد رجال من الشرطة.
كذلك يشير التقرير إلى حالة أخرى وتتمثّل هذه المرة في عدد من الأشخاص شتموا معلّمة بسبب عقيدتها الإسلامية. وحاولت الضحية الحصول على مساعدة من إدارة المدرسة، لكنها لم تفلح وشعرت بأن طلبها لم يحظى بالإهتمام المطلوب.
وهناك حادثة ثالثة تتعلّق بناشط سياسي محلّي وصف لاجئين من سوريا ومن إرتيريا بأنهم قادمون من “بلدان نسبة الذكاء فيها منخفضة”.
التقرير شدد على أن الأرقام أو الحالات المذكورة لا تغطي بصورة كاملة جميع الممارسات العنصرية في سويسرا. فمن ناحية، لا يُعلن جميع الضحايا عما يتعرّضون له أو يتوجهون بطلب المساعدة، وذلك لأسباب عدّة. ولأن هذا المسح لا يتضمّن كافة الحالات التي تم الإبلاغ عنها، من ناحية أخرى.
يُشار إلى أن البيانات التي استند إليها معدو التقرير جُمعت من 18 مكتبا استشاريا لضحايا الممارسات العنصرية شارك في المسح السنوي. وهي مكاتبُ أنشأتها اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصرية بالإشتراك مع مؤسسة “حقوق الإنسان- سويسرا”رابط خارجي، وهي عبارة عن شبكة تجمع هيئات غير حكومية تأسست سنة 2005 للدفاع عن حقوق الإنسان في سويسرا.
وقد ارتفع عدد حالات المسجّلة لضحايا طلبوا المساعدة من 87 حالة في عام 2008 إلى 239 حالة في عام 2015، بينما ارتفع عدد المكاتب المشاركة في هذا المسح السنوي من خمسة مكاتب إلى 18 على امتداد نفس الفترة.
هل كنت يوما ما ضحية تمييز عنصري في سويسرا؟ آرو لنا ما الذي حدث لك؟
swissinfo.ch
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.