مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“الدورة 33 ستدور في رأس الخيمة.. وذرائع “أوراكل” غير مبررة”

إيرنيستو بيرتاريلي لدى زيارته لإمارة رأس الخيمة يوم 17 أكتوبر 2009 swissinfo.ch

شدد إيرنيستو بيرتاريلي قائد فريق آلينغي السويسري على تنظيم الدورة 33 لكأس أمريكا لسباق اليخوت في إمارة رأس الخيمة وأشاد "بالجهود الخارقة للعادة" التي وضعت تحت تصرف الفريق.

وتأتي تصريحات إيرنسيتو بيرتاريلي لـ swissinfo.ch في سياق زيارة يؤديها وفد اقتصادي هام إلى إمارة رأس الخيمة لتشجيع الفريق السويسري والإطلاع على المنشئات التي ستحتضن السباق.

عندما تصل الى منطقة الميناء في رأس الخيمة، تقابلك صور وأصوات الجرافات التي تسارع لإدخال اللمسات الأخيرة على “قرية الحمراء” وعلى ما يجاورها والتي قد تصبح منطلق تنافس الدورة 33 لكاس أمريكا في سباق اليخوت بين فريق “آلينغي” السويسري الحائز على الكأس، ومنافسه الأمريكي ” بي إيم في أوراكل”.

كما أن العمل المتواصل لإنجاز المنشئات السياحية من فنادق فاخرة 7 نجوم ومطاعم راقية لاستقبال الزوار ومتابعي هذا الحدث الرياضي الهام وما قد يليه من أحداث رياضية وسياحية، يقلل من تأثير ما تردد من تشكيك في إمكانية انعقاد الدورة في الموعد المحدد (أي في بداية شهر فبراير 2010)، رغم عدم موافقة الفريق الأمريكي لحد الآن ومواصلة استخدام العقبات القانونية والقضائية للحيلولة دون انعقادها في رأس الخيمة.

مستعدون للمنافسة!

فريق آلينغي السويسري الذي فاز بالدورة 32 للكأس، هو الذي اختار رأس الخيمة لتكون حلبة سباق الدورة الثالثة والثلاثين. وعن الاستعدادات التي يقوم بها لانعقاد الدورة في الموعد المحدد أي شهر فبراير 2010، يقول رئيسه إيرنيستو برتاريلي في تصريح خاص لسويس إنفو: “فريق آلينغي مستعد فقد وصل الى المنطقة منذ حوالي عشرين يوما. وقد كانت يوم 17 أكتوبر أولى التدريبات البحرية، ويوم 18 أعدنا التدريب أمام أعضاء الوفد السويسري والصحافة الدولية الذي يزور رأس الخيمة. فنحن مستعدون لخوض السباق وللدفاع عن العلم السويسري والاحتفاظ بكأس سباق أمريكا لليخوت. وإننا ننتظر بفارغ الصبر أن يقرر الأمريكيون القدوم الى هنا لمواجهتنا في هذا السباق”.

وكانت السلطات في رأس الخيمة قد باشرت في التحضير لاحتضان هذا الحدث الرياضي الهام منذ الساعات الأولى للتوصل الى الاتفاق مع فريق آلينغي، كما يشرح الرجل الذي وراء كل هذه النهضة العمرانية والسياحية في إمارة رأس الخيمة، السويسري من أصل لبناني والمتخرج من المعهد الفدرالي التقني العالي بلوزان الدكتور خاطر مسعد الذي يشغل منصب رئيس هيئة الإستثمار في إمارة رأس الخيمة، ومستشار نائب حاكم الإمارة الشيخ سعود بن صقر القاسمي “بمجرد ما وقعنا مع فريق آلينغي في 6 أغسطس 2009، شرعنا مباشرة في تشييد المنشئات. وقد انتهينا الآن من كل أشغال توسيع القناة (المؤدية من الجزيرة الى البحر)، كما أن قاعدة تمركز فريق آلينغي جاهزة، وننتظر الآن ان نتوصل بخصائص وتفاصيل قاعدة فريق أوراكل الأمريكي”.

وإذا كانت إمارة دبي قد حققت ما يكفي من الشهرة والنمو العمراني، وإمارة أبو ظبي في طريق تحقيق مشاريع كبرى مثل مشروع مدينة “مصدر” المدينة الأولى في العالم بدون إصدارات غازية، فإن مسؤولي إمارة رأس الخيمة يتطلعون بفارغ الصبر لانعقاد الدورة 33 لكأس أمريكا في منافسات سباق اليخوت، كما يقول معالي الشيخ عمر بن صقر القاسمي الذي صاحب الوفد السويسري الزائر على متن باخرة شراعية لمشاهدة تدريبات فريق آلينغي السويسري في عرض البحر: “نحن جد مسرورين، والسرور يغمرنا لاختيار فريق آلينغي لرأس الخيمة والإمارات عموما كبلد لإقامة هذا السباق المعروف عالميا”، وأضاف يقول: “رأس الخمية والإمارات بلد مضياف، وبلد يشجع الاستثمار وبلد سياحي وينمي السياحة ويشجع الصناعة، فنحن الآن جزء من العائلة الدولية. وبودنا أن نضع راس الخيمة على خارطة العالم لكي تصبح معروفة في تشجيع الناس سواء في القطاع السياحي أو الصناعي”.

تشكيك… وعرقلة

قد ينطبق القول القائل “تجري الرياح بما لا يشتهي السّفِنُ” على طموحات رأس الخيمة. إذ لازال الجميع ينتظر فصل المحاكم الأمريكية في الشكوى التي تقدم بها فريق أوراكل الأمريكي ضد تنظيم المنافسة في رأس الخيمة، ومعرفة الرأي الأخير لفريق أوراكل. وفي هذا السياق تحدث البعض عن “أسباب أمنية” وأشار البعض الآخر إلى مواصفات فنية وتقنية متعلقة بطبيعة السباق ومتطلبات تكييف المراكب المشاركة في السباق مع تلك المعطيات.

عن طبيعة الذرائع التي يقدمها الفريق المنافس يقول إيرنيستو بيرتاريلي “يصعب علي فهم ذلك، لربما لأنهم يشكون في قدرة وسرعة سفينتهم على المنافسة وعلى هزمنا. وهم بذلك يرغبون في ربح الوقت أو حتى العدول عن القدوم الى هنا من أجل تفادي الهزيمة. ولكن عندما نقرر خوض المنافسات الرياضية، وهذا ما يدركه كافة الرياضيين، إذا كنت لا تقبل أن تتعرض للهزيمة فعليك تغيير المهنة، لأن نتائج السباق غير معروفة سلفا.. لذلك من الضروري المجازفة ومواجهة خطر الهزيمة ولكن عندما يكتب لك الفوز فهذا إنجاز عظيم”.

نفس التشكيك في صحة إدعاءات فريق “أوراكل” نجده عند الدكتور خاطر مسعد الذي يقول: “نتمنى أن يقرر فريق أوراكل القدوم الى هنا لأنني لا أجد أية أسباب لعدم قدومهم لأن المكان هناك مكان خارق للعادة به منشئات متميزة للغاية وحكومة بقيادة الشيخ سعود عاقدة العزم على تقديم كل التسهيلات للفريقين بطريقة عادلة ومنصفة. لذلك نتمنى أن يأتوا”.

رفض الشكوك الأمنية

مما تردد عن الشكوك الأمنية، ونقلته بعض وسائل الإعلام الأمريكية ثم الغربية عموما، احتمال استخدام ميناء رأس الخيمة لتهريب الأسلحة في اتجاه إيران أو بسط الإيرانيين لنفوذهم في منطقة الميناء. وفي معرض الرد على ذلك، يقول الشيخ عمر بن صقر القاسمي مدير مكتب نائب حاكم رأس الخيمة “الفريق الآخر يستخدم أسبابا غير صحيحة. يتكلم عن الأمن ونحن في بلد آمن ومن أأمن بلدان العالم”.

أما إيرنيستو بريتاريلي، رئيس فريق آلينغي، فلا يتردد في الإستشهاد بالرأي العام العالمي ويقول: “لو كان مضيق هرمز غير آمن ويعرف مشاكل أمنية، لما خفي ذلك عن أحد. حوالي 40% من الإنتاج النفطي العالمي تمر عبر مضيق هرمز. فلو كان هناك خطر أمني لعلم كافة سكان العالم بذلك كلما توجه أحدهم الى محطة البنزين للتزود بالوقود لأنه سيدرك أن أسعار النفط قد تضاعفت. لذلك أعتبر أنها مجرد ذرائع لتفادي خوض هذه المواجهة. ولي أمل في أنهم سيعودون الى رشدهم ويقرروا خوض هذه المنافسة التي لطالما طالبو بها، ولكن على الحلبة الرياضية وليس في قاعات المحاكم لمقاضاة التكنولوجيا السويسرية”.

ويرى متابع للوضع عن كثب فضل عدم الكشف عن هويته “إن هذه الاتهامات لربما تعلقت بأحداث فعلية سابقة، ولكن إثارتها اليوم قد يكون له مقصد آخر”.

ورغم كل شيء، ينتهي قائد فريق ” آلينغي” إلى التأكيد بثقة كبيرة على أن “الدورة 33 لكاس أمريكا لسباق اليخوت ستتم في رأس الخيمة، وفريق آلينغي مستعد. وإذا ما قرر الفريق الأمريكي القدوم فنحن على استعداد لمواجهتهم في حلبة السباق لمعرفة من الأقوى”.

محمد شريف – swissinfo.ch – رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة.

أقيمت القاعدة التي ستحتضن المقرين الرسميين للفريقين المتنافسين “آلينغي” السويسري، والأمريكي “بي إيم في أوراكل” فوق جزيرة تتوسط خليج رأس الخيمة يبلغ طولها 500 متر وعرضها 400.

أقيم في الجزيرة بعدُ مستودع تجهيزات فريق آلينغي بينما لا يزال المكان المخصص لفريق أوراكل خاليا في انتظار رد الفريق الأمريكي وموافقته على انعقاد الدورة في رأس الخيمة في العاشر من فبراير 2010.

من بين الورش الكبرى المتواصلة حاليا أشغال بناء فندق ذي سبع نجوم ويحتوي على 22 طابقا والذي سيضاف الى فندق “القلعة” ذي الخمس نجوم وأعداد من المطاعم. وفي محيط هذه الفنادق يتم تشييد عشرات المباني التي ستحتضن متفرجي السباق في المرحلة الأولى لكي يتركوا مكانهم للسياح فيما بعد.

يُراهن كثيرون على الإستفادة من انخفاض أسعار العقارات في أعقاب الأزمة المالية للإستثمار منذ الآن في هذا المجال في المنطقة تحسبا لهذه التطورات. ومن بين هؤلاء سيدة سويسرية استثمرت في عدة شقق. وأوضحت لأعضاء الوفد السويسري الزائر بنوع من الإفتخار بأنها “وضعت علما سويسريا على شرفة إحدى شققها”.

وسواء تعلق الأمر بالمنشئات الضرورية لإجراء السباق، أو تلك الموجهة لخدمة المتفرجين أو السياح عموما، تبذل جهود مستمرة وحثيثة لكي يتم تحضيرها لتكون جاهزة تماما قبل حلول الموعد المحدد.

وعن هذا الجهد الذي بذلته سلطات إمارة رأس الخيمة لكي تكون جاهزة لاستقبال الدورة 33 لكأس أمريكا لسباق اليخوت يقول رئيس فريق آلينغي السويسري “المنشئات التي وضعتها إمارة رأس الخمية تحت تصرفنا هي منشئات خارقة للعادة ليس فقط في حجمها بل أيضا في السرعة التي تم بها إنجاز كل الاحتياجات لتكون جاهزة لاستقبال منافسة كأس امريكا لسباق اليخوت”.

واختتم إيرنيستو بريتاريلي بقوله “لقد كنت أعتقد أن الإسبان حققوا معجزات أثناء تحضير منشئات الدورة 32 للكأس، ولكن يجب أن أقول إن رأس الخيمة قد تفوقت عليهم سواء من حيث الجهد المبذول ونوعية المنشئات التي تم إنجازها والتي هي خارقة للعادة”.

swissinfo.ch

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية