مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصحافة السويسرية تُواجه تحديات الواقع الإقتصادي

إثر الإعلان يوم 2 فبراير 2017 عن وقف صدور مجلة "ليبدو L’Hebdo" الأسبوعية الناطقة بالفرنسية، تجمّع عشرات الأشخاص في مدينة لوزان السويسرية للإحتجاج على القرار. Keystone

حافظت سويسرا على موقعها ضمن الدول العشر الأولى في العالم فيما يتعلق بحرية الصحافة رغم الضغوط الإقتصادية المتزايدة على وسائل الإعلام فيها، وفقا لمنظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية.

وفي تصنيف حرية الصحافة لعام 2017رابط خارجي الذي نشرته المنظمة يوم 26 أبريل الجاري، احتلت سويسرا المركز السابع خلف أربعة بلدان إسكندنافية (النرويج والسويد وفنلندا والدنمارك)، وكذلك هولندا وكوستاريكا.

المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من باريس مقرا لها أشارت إلى أن حرية الصحافة المستقرة في سويسرا تتناقض مع الوضع العالمى الذي ازداد سوءا فى حوالي ثلثى الدول الـمائة والثمانين (180) المشمولة بالتصنيف.

غير أن المنظمة أشارت إلى تسجيل عدد كبير من الخسائر في الوظائف في العديد من الصحف السويسرية في العام الفائت.

وقالت مرسلون بلا حدود إن “وسائل الإعلام تمر بفترة من الإضطراب حيث تختفي الواحدة تلو الأخرى أو يُعاد هيكلتها”. كما لفتت إلى أن الهيئة العامة للإذاعة السويسرية، المؤسسة الأم لـ swissinfo.ch، تخضع لضغوط من البرلمان الفدرالي.

أوضاع عربية متردية 

الولايات المتحدة جاءت في المرتبة الثالثة والأربعين في التصنيف العالمي. وأشار مُعدو التقرير إلى هجمات الرئيس دونالد ترامب اللفظية على الصحفيين ومحاولات منع بعض وسائل الإعلام من الوصول إلى البيت الأبيض.

أما عربيا، فقد ازدادت الأوضاع سوءا حيث التحقت مصر والبحرين بـ”القائمة السوداء” ضمن التصنيف العالمي، علماً أن كليهما ينتميان إلى الشرق الأوسط – المنطقة الجغرافية الأسوأ ترتيباً على الإطلاق. كما تشترك مصر والبحرين في الزج بالصحفيين في السجن عقب اعتقالات جماعية (24 في مصر و14 في البحرين) مع إبقائهم خلف القضبان “لمدد طويلة إلى حد مفرط”، حسب نص التقرير.

وبعد مضي ست سنوات على موجة “الربيع العربي”، تُظهر نسخة 2017 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة أنه باستثناء تونس وموريتانيا ولبنان والأراضي الفلسطينية التي وُصفت فيها أوضاع حرية الصحافة بـ “الحساسة”، تراوحت الحالة في بقية بلدان المنطقة بين “وضع صعب” في كل من المغرب والجزائر والعراق والأردن والكويت والإمارات وعُمان و”وضع خطير جدا” في كل من ليبيا ومصر والسودان وسوريا واليمن والسعودية والصومال وجيبوتي.

محتويات خارجية

حماية مطلوبة

في سياق متصل، رحبت “مراسلون بلا حدود”بتعهد الحكومة السويسرية تقديم الدعم للمقترح الداعي إلى تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة لحماية الصحفيين في جميع أنحاء العالم.

في الأثناء، لاحظت المنظمة غير الحكومية أيضا وجود عدد متزايد من المحتويات الدعائية والإعلانات في الصحف السويسرية، كما انتقدت خططا للحد من مبدإ وصول الجمهور إلى السجلات الرسمية.

وفي برن، صرح جيرار تشوب، رئيس الفرع السويسري لمنظمة “مراسلون بلا حدود” يوم الثلاثاء 26 أبريل الجاري: “لا توجد ديمقراطية بدون حرية الصحافة”.

وفى وقت سابق من هذا العام، تم إغلاق أسبوعيتين رئيسيتين في سويسرا، هما مجلة “ليبدو” التي كانت تصدر بالفرنسية في لوزان، وأسبوعية “شفايتس أم سونتاغ” التي كانت تصدر بالألماني في زيورخ.

بدورها، تخشى هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية العمومية من احتمال فقدان مداخيلها المتأتية من رسوم الترخيص إذا ما تمكنت مبادرة شعبية أطلقتها فصائل شبابية تابعة لأحزاب من يمين الوسط وأخرى يمينية من الحصول على الأغلبية في تصويت وطني مرتقب. ولا تزال المبادرة في الإنتظار على مستوى البرلمان الفدرالي قبل أن تؤول الكلمة النهائية للناخبين السويسريين.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية