برامج التبادل الطلابي تضررت بشدة جراء وباء كوفيد – 19
فيما انطلق فصل الخريف الدراسي في الجامعات السويسرية يوم الإثنين 14 سبتمبر الجاري، يبدو أن أعداد الطلاب السويسريين الذين سيتوجّهون إلى الخارج والطلاب الأجانب الذين سيفدون إلى سويسرا ستقل بشكل كبير عما كانت عليه في السنوات الماضية، وفقًا لمسح أجرته قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية SRF.
فقد أبلغت جميع المؤسسات الجامعية عن تسجيل انخفاض في أعداد المستفيدين من برامج التبادل بما لا يقل عن النصف، حسبما أفادت قناة SRF، التي طلبت من جامعات سويسرا العشر ومن معهديْ لوزان وزيورخ الفدراليين للتكنولوجيا إمدادها ببياناتها بهذا الخصوص وتلقت ردودا من سبعة منها.
وقالت القناة العمومية الناطقة بالألمانية إن أعداد الطلاب الأجانب في سويسرا انخفضت بنحو 40٪ نتيجة الجائحة الناجمة عن انتشار فيروس كورون المستجد.
المزيد
برامج التبادل الجامعي
وعلى الرغم من تسجيل عدد أكبر من الطلبات للمشاركة في برامج التبادل عن الرقم المعتاد في العديد من الجامعات السويسرية هذا العام، إلا أنه تم سحب العديد منها أو تأجيلها إلى الفصل الربيعي على أمل أن يُصبح السفر ممكنًا مرة أخرى دون أيّ قيود.
في العادة، يرغب العديد من الطلاب من سويسرا في الذهاب إلى الصين ضمن برامج التبادل. ففي جامعة زيورخ، كانت الصين من بين دول التبادل الثلاثة الأكثر شعبية في الفصل الخريفي الماضي.
المزيد
أقنعة واقية ومدارجُ نصف ممتلئة: الجامعات السويسرية تتكيّف مع الوضع الصحي
من بين الوجهات الأخرى التي تحظى بشعبية، هناك فرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا وأستراليا والسويد واليابان وإسبانيا. ولكن بسبب فيروس كورونا، تقتصر التبادلات بشكل أساسي على الدول الأوروبية حاليا. ولا يزال الطلاب يقدمون إلى سويسرا من الصين ولكن بأعداد أقل بكثير من العام الماضي.
مع ذلك، ليس هذا هو الحال في المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ، حيث لا وجود فيه لأي استثناءات. ووفقًا للمكتب الإعلامي، فقد “تم تعليق التبادل خارج أوروبا من قبل المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ لفصل الخريف”. وتقول جامعة برن أيضًا إنه لا أحد من طلبتها سيُسافر إلى الصين خلال هذا الفصل الدراسي.
الشيء نفسه ينطبق على الولايات المتحدة، حيث لا يوجد تبادل بينها وبين جامعة لوتسيرن هذا العام، على عكس العام الماضي. ذلك أن جائحة كوفيد – 19 تعني أن العديد من الدول غير الأوروبية ترفض قبول طلاب من خارجها.
تبادل عبر الإنترنت؟
مع ذلك، فإن “الاهتمام لم ينقطع”، كما تقول إيلين كراوس، رئيسة القسم الدولي في جامعة برن حيث أشارت إلى أن قلة من الطلاب فقط ستتنازل تمامًا عن الذهاب إلى الخارج في إطار التبادل، فيما “سيختار معظمهم دولة أخرى أو يؤجلون الرحلة”.
من الناحية النظرية، سيكون من الممكن الآن أيضا – بعد أن مارس الكثير من الناس أعمالهم انطلاقا من المنزل – الدراسة في الخارج عبر الإنترنت.
لكن كراوس لا توافق على هذا الرأي وتقول: “نريد أن يكون برنامج الدراسة جزءًا من إقامةٍ في الخارج، وأن يشمل ذلك التبادل مع طلاب ومُحاضرين آخرين والحضور المادي والمشاركة في الحياة الثقافية. إن التبادل عبر الإنترنت سيكون أشبه بمُتابعة لدرس وسيكون هذا أمرًا مختلفًا تمامًا”.
بعد الإقتراع الفدرالي الذي أجري في 9 فبراير 2014، لصالح إعادة العمل بنظام الحصص بالنسبة للمهاجرين من رعايا الاتحاد الأوروبي، تغيّر الوضع القانوني لسويسرا في برنامج “إيراسموس +” لتصبح “دولة شريكة” بدلا من “دولة عضو”.
حاليا، يوجد ترتيب مؤقت مدعوم بتمويلات سويسرية تحت مسمى “برنامج التنقل السويسري الأوروبي” الذي يُشار إليه اختصارا بـ (SEMP).
بموجب هذا الحل المؤقت، تعدّ سويسرا دولة شريكة في برنامج “إيراسموس+”، الذي يوفر للطلاب فرصًا محدودة مقارنة بما تتيحه العضوية الكاملة. ومن المتوقع أن يظل قائما حتى عام 2021.
المزيد
“هناك أوجُـهٌ مختلفة لسويسرا بحسب الشخص الذي تسأله”
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.