احتلت سويسرا، وفق مسح دولي ينجز كل عام، المرتبة الثماني والثلاثين في قائمة أفضل البلدان لعيش المهاجرين. وقد حصدت سويسرا ست نقاط مقارنة بالعام الماضي، لكن الوضع لا يزال مقلقاً.
تم نشر هذا المحتوى على
6دقائق
ولد طوماس في لندن، وكان يعمل كصحفي في صحيفة "الإندبندنت" قبل انتقاله إلى برن في عام 2005. يتحدث جميع اللغات السويسرية الرسمية الثلاث، ويستمتع بالسفر في أنحاء البلاد وممارسة معارفه بها، لا سيما في الحانات والمطاعم ومحلات الآيس كريم.
لنبدأ بالنقاط الإيجابية: لست سنوات على التوالي، صُنّفت سويسرا ضمن البلدان العشر الأوائل من حيث جودة الحياة (المرتبة الخامسة من جملة 64 بلدا)، وفق المسح الدولي الخاص بالمهاجرين لعام 2019رابط خارجي، التي نُشرت نتائجه اليوم الخميس 5 سبتمبر.
المسح أبرز أن جميع المهاجرين تقريبا (96%) راضون فيما يتعلّق بمستوى أمنهم الشخصي (مقابل 81% فقط على المستوى الدولي)، وأن 75% يرون أنهم يتمتعون بوضع أمني جيد جدا (مقابل 48% فقط على المستوى الدولي). فقط 1% من الأجانب يجدون سويسرا غير مسالمة مقابل 10% على المستوى الدولي.
الإستقرار السياسي هو من النقاط الإيجابية الأخرى التي تحسب لصالح سويسرا، حيث قال 93% ممن شاركوا في الإستطلاع إنهم سعداء بذلك (مقابل 61% على المستوى الدولي). وفي هذا المستوى، تفوّقت سويسرا على بريطانيا التي تراجعت 14 نقطة بسبب حالة الغموض السائدة في علاقة ببريكزيت، وتحتلّ بريطانيا حاليا المرتبة 57 من جملة الـ 64 بلدا التي شملها هذا المسح الدولي.
الرابحون والخاسرون
أفضل مقاصد الوافدين: 1. تايوان 2. فيتنام 3. البرتغال 4. المكسيك 5. إسبانيا
أسوأ مقاصد الوافدين 60. تركيا 61. البرازيل 62. نيجيريا 63. إيطاليا 64. الكويت
كذلك حققت سويسرا نتائج جيدة فيما يتعلّق بالوضع البيئي، حيث احتلت المرتبة الثانية، فلم يقيمها سلبيا سوى 0.5% من المشاركين، بينما كانت هذه النسبة 20% على مستوى المعدّل الدولي العام.
وعلّق مهاجر إسباني قائلا: “إنه لأمر رائع أن نجد هذا المشهد الطبيعي الجميل على مقربة من المدينة”.
النقاط السلبية
لكن جودة الحياة في سويسرا لها ثمن مرتفع: فقد احتلت سويسرا المرتبة 62 وفقا لمؤشر تكلفة المعيشة لعام 2019، ولم يتجاوزها في هذا الصدد سوى الدنمارك وهونغ- كونغ. أما في ما يتعلّق بيسر الحصول على الخدمات الصحية فقد كانت في المرتبة 61 وبالنسبة لمرافق رعاية الطفولة، المرتبة 35 من جملة 36 بلدا. وهاتان أيضا من القضايا التي تشغل الأجانب كثيرا.
ومثلما كان عليه الوضع في السنوات الماضية، يشتكي الأجانب من صعوبة الاستقرار في سويسرا، (المرتبة 59 في تصنيف 2019). وتحتل سويسرا إحدى المراتب العشر الأخيرة لهذا التصنيف.
يبذل الأجانب جهودا كبيرة من أجل التخفيف من الشعور بالغربة (سويسرا في المرتبة 58) أو من أجل تكوين صداقات مع السكان المحليين (في المرتبة 61) وفقا لهذا المسح الدولي. ويعتبر تقريبا ثلاثة من بين كل عشر أجانب السويسريين غير لطيفين بما فيه الكفاية (مقابل 16% بحسب المعدّل الدولي) كما أن 34% لا يشعرون بانهم مندمجين في الثقافة المحلية (مقابل المرتبة 23 وفق المعدل الدولي) . بل إن ما يقارب 17% من المشاركين يعتقدون أنه من المستحيل عليهم الإندماج في سويسرا.
أخرجوا واختلطوا بالجمهور!
رغم هذه الإحصائيات السلبية جدا، يعتبر أغلب الأجانب أن السويسريين مسالمين ويشعرون بأنهم مندمجين بما فيه الكفاية.
وأوضح ريتشارد ويليامز، رجل أعمال وكاتب بريطاني يقيم في سويسرا منذ عام 2004 في حديث إلى swissinfo.ch أنك لا تحصل في سويسرا على شيء إلا من ملاقاتك لأشخاص.
وأضاف: “اغمص أصابع قدميك في التراب. واستمتع بالجمال الحسي. الخروج ومقابلة الآخرين، أمر بسيط ولكنه ممتع”.
وبحسب رأي ويليامز: “كل الأمور على ما يرام هنا. فالقطارات في مواعيدها – أمر مثير للغاية. وليس هناك ما يمكن أن يشتكي منه الأجنبي الذي يأتي إلى سويسرا. وإذا ما شعرت أن هناك مشكلة، فربما أنت السبب في ذلك. لأنه لا يوجد بلد أسهل العيش فيه من سويسرا”.
مسح الوافدين 2019
يشتمل مسح الوافدين الدولي لعام 2019 على جميع أنواع المغتربين: المعيينين الأجانب (المغتربين بمعنى الموظفين في مهمات بالشركات)، والأشخاص الذين يعملون ويعيشون في خارج بلدانهم الأصلية لأسباب اخرى مختلفة والوافدين بشكل عام.
شارك في هذا المسح أزيد من 20.259 مغتربا، يمثلون 182 جنسية، وينتمون إلى 187 دولة أو إقليم.
المؤشرات الرئيسية التي أخذت في الاعتبار: جودة الحياة، سهولة الأستقرار، العمل في الخارج، الحياة الأسرية، التمويل الشخصي، وتكلفة المعيشة.
لكي يتم ادراج أي بلد في المؤشرات وبالتالي في الترتيب العام كان حجم العينة لا يقل عن 75 مشاركا في الإستقصاء لكل مؤشر. الاستثناء الوحيد لذلك هو مؤشر الحياة الاسرية، حيث كانت العينة المطلوبة تتكوّن من 40 شخصا على الأقل من الذين يقومون بتربية وتنشأة أطفال في الخارج.
(المصدر: ما بين البلدان)
(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
“الإعلام الذي يعزل الأجانب يساهم في هدم القيم السويسرية”
تم نشر هذا المحتوى على
ولسدّ هذه الفجوة وملء هذا الفراغ، رأت شبكة “دياسبورا تي في” المتخصصة في الإنتاج السمعي البصري بثماني لغات مختلفة حتى الآن النور في السنوات الأخيرة. هذه المبادرة لقيت تشجيعا كبيرا من أطراف حكومية وغير حكومية. يقول مارك باميدال إيمانويل، باعث هذه الشبكة ورئيس تحريرها: “هذا المشروع كان في البداية الجواب عن السؤال التالي: لماذا نحن…
إلغاء القيود المفروضة على الطلاب الوافدين من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية
تم نشر هذا المحتوى على
منذ سنوات، لم يمر أي إلتماسرابط خارجي في البرلمان الفدرالي بغرفتيه (العليا والسفلى) بمثل هذه السهولة التي شهدها ذلك الطلب الذي تقدم به السياسي الليبرالي مارسيل دوبلر بشأن التخفيف من القيود المفروضة على إقامة الطلاب القادمين من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية. حيث كانت أغلبية البرلمانيين من يسار الوسط وحتى المعسكر البورجوازي متفقين على أمر واحد،…
مُهاجرون في جبال الألب السويسرية.. مُشكلة إضافية أم آفاق جديدة؟
تم نشر هذا المحتوى على
بعيدا عن التخرصات والأوهام، لم تكن منطقة جبال الألب في يوم من الأيام مغلقة أو مفصولة عن محيطها، وقد شهدت طوال تاريخها عبور أعداد غفيرة من المهاجرين. ومنذ القرن التاسع عشر، والبلدات الموجودة في تلك المنطقة والتي تشهد تطورا سياحيا مستشيطا، تستقطب العمالة من المدن والقرى المحيطة والبعيدة، لدرجة أن المناطق المهمشة سجلت هي الأخرى،…
تم نشر هذا المحتوى على
وكما هو معلوم، تقوم سويسرا حاليا بتجديد نظامها الضريبي للشركات حفاظا على انسجامها مع قواعد المنافسة المعمول بها في الإتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإقتصادي والتنمية. في السياق، تقوم العديد من الكانتونات بالتخفيض في معدلات الضرائب الرئيسية لتعويض الحاجة إلى التخلي عن الإمتيازات الخاصة الممنوحة للشركات متعددة الجنسيات التي تتخذ من سويسرا موقعا لمكاتبها الرئيسية أو…
تم نشر هذا المحتوى على
لقد تعاملت شخصياً مع السويسريين، ووجدتهم مؤدبين وبشوشين وخدومين. وهم مستعدون أن يتحدثوا معي باللغة الإنجليزية، عندما يكون ذلك ممكناً، إذا ما خذلتني لغتي الألمانية السويسرية البسيطة. إنني أشعر بعبء كوني أجنبية لا تتكلم اللغة المحلية أكثر من عبء التمييز العنصري. ولكن معظم السويسريين الذين أتعامل معهم هم من التجار، واللطف في التعامل هو من مستلزمات…
بازل وتسوغ المدن السويسرية الأكثر شعبية بالنسبة للمغتربين
تم نشر هذا المحتوى على
هذه المدن السويسرية الست، هي من بين 72 مدينة حول العالم تم تحليلها في تصنيف المغتربين للمدن لعام 2018،رابط خارجي الذي نُشِرَ يوم الثلاثاء 19 نوفمبرعلى موقع إ‘نترنايشنز’ (InterNations)، أكبر شبكة اجتماعية موجهة للمُغتربين والعمال الوافدين في جميع أنحاء العالم، والذي استند على مسح ‘أكسبات إنسايدَر’ Expat Insiderرابط خارجي، أحد أشمل الدراسات الاستقصائية حول العالم…
تم نشر هذا المحتوى على
مرت اليوم أكثر من 15 عاما على بدء العمل بمقتضيات الإتفاقية الخاصة بحرية تنقل الأشخاص بين سويسرا والإتحاد الأوروبي. فبفضل هذه الإتفاقية، يُمكن لمواطني الكنفدرالية والبلدان الأعضاء في الإتحاد الأوروبي أن يدرسوا ويعملوا ويتقاعدوا في أي مكان من الإتحاد الأوروبي وفي البلدان الأعضاء في الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر (التي تضم كلا من النرويج وسويسرا وإمارة…
الإنخراط الفاعل في المؤسسات المحليّة بديلا عن الإنتماءات الفئويّة
تم نشر هذا المحتوى على
هذا الخيار لم يكن موضع تردد أو جدال لدى كل من نبيل حمادي وعادل النهدي، وهما سويسريان من أصل تونسي، وعضوان حاليا في المجلس المحلي ببلدية شافان بري رينونرابط خارجي Chavannes – près – Renens بكانتون فو، ومؤسسا جمعية “الرياضة للجميع”رابط خارجي وعضوان بمكتب تسيير جمعية “الكفاءات التونسية بسويسرا”. يرى السيد عادل النهدي أن البحث عن الجدوى…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.