رغم المساعي الرسمية، الأولياء يفضلون تأجيل التحاق أبنائهم برياض الأطفال
بشكل متزايد، بدأ الآباء السويسريون يفضلون تأجيل موعد التحاق أبنائهم برياض الأطفال، في مخالفة واضحة للمساعي الرسمية المبذولة لجعل التسجيل إلزاميا في سن الرابعة في جميع أنحاء البلاد.
يغطي مستوى التعليم الابتدائي في سويسرا ثماني سنوات تبدأ بسنتيْ روض الأطفالرابط خارجي أو ما يعرف بمرحلة التعليم الأولى. وتختار إدارات التعليم في الكانتونات متى يبدأ الأطفال في الذهاب إلى المدارس بين سن الرابعة والخامسة. فإذا بلغ الطفل السن المطلوب في موعد نهائي (بين أوائل أبريل وأواخر يوليو في 24 كانتونا)، يمكن أن يلتحق بالمدرسة في بداية العام الدراسي التالي، والذي يتزامن مع انتهاء فصل الصيف في سويسرا.
وفي عدد قليل من الكانتونات الناطقة بالألمانية، لا تعتبر رياض الأطفال إلزامية، أو هي إلزامية لمدة عام واحد فقط.
ووفقا لنظام التعليم الموحّد ( Hormos) – يهدف إلى توحيد النظم المدرسية في جميع أنحاء سويسرا- فإن الموعد النهائي لبلوغ سن الرابعة للتسجيل في رياض الأطفال هو 31 يوليو بالنسبة للكانتونات الملتحقة بهذا النظام قبل حلول عام 2020. وهذا يعني أن بعض الكانتونات كانت تسعى إلى تقديم مواعيدها للالتزام بهذا الموعد النهائي . وبالفعل يعتمد 17 كانتونا تاريخ 31 يوليو كتاريخ مرجعي.
+المزيد من المعلومات حول نظام التعليم في سويسرا
لا يزالون صغار فعلا؟
لكن هذا الموعد يعني أن بعض الصغار سوف يلتحقون برياض الأطفال بمجرّد بلوغهم 4 سنوات فقط. ويمكن للوالديْن المعنيْين أن يطلبا من إدارة التعليم المحلية إذا كان بإمكان أطفالهم تأجيل التحاقهم بالمدرسة. وهذا ما يحدث بالفعل حاليا وفق تقرير بيزارابط خارجي نشرته صحيفة “20 دقيقة ” التي توزّع في سويسرا مجّانا.
ويلتحق في بعض الكانتونات السويسرية الناطقة بالالمانية – برن وسولوتورن- 10% من الصغار برياض الأطفال في وقت متأخّر. وهذه النسبة لم تكن تتجاوز قبل سنتيْن فقط، 2% في سولوتورن. أما في برن، فالآباء لم يكونوا مجبرين حتى على تقديم طلب رسمي لهذا الغرض. كذلك يشير تقرير رسمي بشأن التعليم إلى أن أولياء الأمور في كانتون زيورخ يختارون حاليا تأجيل إلتحاق أبنائهم بمرحلة التعليم ما قبل المرحلة الإبتدائي. وأشار كريستيان هوغي، من جمعية المدرّسين بزيورخ إلى أن “العديد من الدراسات أظهرت أن العملية التعليمية تكون أيسر بكثير عندما يكون الطفل مستعدا لذلك بما فيه الكفاية”.
ويقول خبراء أن الصغار يردون الفعل بطرق مختلفة مع التحاقهم بالمرحلة التعليمية الأولى، والبعض منهم قد يكونوا غير قادرين على الذهاب إلى المرحاض بمفردهم، وبعضهم مازال يجد صعوبة في مفارقة والديْهم. أم الأصغر سنا من بينهم، فقد يشعرون بالتعب والإرهاق بسرعة، أو يجدون التعامل مع مجموعة كبيرة من الأطفال مسألة شاقة. وهذه الحالات كلها تتطلّب من المدرّس انتباها مضاعفا. ويشدّد الخبراء على أن الإلتحاق برياض الأطفال عملية مهمة جدا في عملية تطوّر ونمو الطفل.
لكن بعض الخبراء يقولون أن الآباء أيضا يجدون صعوبة ومشقة في قبول التحاق أبنائهم برياض الاطفال في سن مبكّرة. وأشارت إيرفين سومار، المسؤولة بوزارة التعليم بكانتون برن في حديث إلى صحيفة “20 دقيقة” في نسختها الألمانية: “موضوع التحاق الأبناء برياض الأطفال من القضايا التي تطفو على السطح بإستمرار، لأنها عملية يفوّت فيها الآباء مسؤولية رعاية أغلى ما لديهم إلى جهة ثانية”. لكن في المقابل، يوجد أيضا بعض الأولياء الذين يفضّلون إرسال أبنائهم إلى رياض الأطفال مبكّرا، خاصة عندما يتجاوزهم التاريخ المرجعي بأسابيع قليلة فقط.
مقارنة دولية
العمر المناسب للإلتحاق بالمدرسة هو موضوع نقاش في بلدان أخرى أيضا. ففي فرنسا، البلد المجاور، من المفترض أن يبدأ الأطفال الدراسة بمجرد بلوغهم سن الثالثة، بموجب الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس إيمانويل ماكرون والتي يشرع في تنفيذها في شهر سبتمبر 2019. ويعد هذا أدنى عمر إلزامي للإلتحاق بالمدارس على المستوى الأوروبي، لكن هذا القرار لن يؤثّر إلا على عدد قليل من الأطفال لأن معظم الصغار يلتحقون بالفعل بالحضانة (ما قبل المدرسة) في هذا السن في فرنسا في كل الأحوال. وبرّر ماكرون هذه الخطوة بأنها إجراء ضروري للحد من عدم المساواة في التعليم.
أما في ألمانيا وفي إيطاليا، فإن السن المرجعي للتمدرس هو ست سنوات، وفي بريطانيا، كان الإختيار على سن الخامسة.
وفي فنلندا وإستونيا، اللّذان حققا أعلى النتائج في أحدث مقارنة بين البلدان الاعضاء في منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية من حيث أداء الطلابرابط خارجي، فإن المدرسة الإلزامية تبدأ عندما يبلغ الطفل سن السابعة من العمر، ولكن عادة ما يلتحقون بالحضانة قبل ذلك.
استثناء التيتشينو
في كانتون تيتشينو، الناطق بالإيطالية، يلتحق الصغير برياض الأطفال بين سن الثالثة والسادسة، ولكن الشروع عند سن الثالثة ليس ملزمارابط خارجي.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.