سويسرا تـُودع سنة رياضية حافـلة بالذكريات.. الحلوة والمرة
كان عام 2008 سنة ممتازة لمُحِبـي الرياضة بفضل استضافة سويسرا لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم وتتويج بعض الوجوه السويسرية في دورة بكين للألعاب الأولمبية.
صحيح أن نجاح مُنظمي الألعاب في سويسرا تجاوز لمعان رياضييها، لكن، وكما يقول الرياضيون الذين لا يتسنى لهم الصعود إلى منصة الميداليات، الأهم هو المشاركة…
لقد كانت بطولة أمم أوروبا لكرة القدم “يويو 2008” التي احتضنتها في يونيو الماضي أربع مدن سويسرية وأربع مدن نمساوية، الحدث الأكبر من نوعه في تاريخ سويسرا.
فخارج الملعب، وَلّدت البطولة إيرادات بقيمة 2,02 مليار فرنك سويسري (1.3 مليار دولار) وجرَت المقابلات دون مشاكل أمنية تُذكر أو أي عقبات في مجال نقل مُحبي كرة القدم على الرغم من تدفق ما لا يقل عن 80000 مُشجعا “برتقاليا” من أنصار الفريق الهولندي على كل من برن وبازل.
وداخل الملعب، أشاد المعلقون بنوعية كرة القدم التي بلغت ذروتها بفوز إسبانيا الذي طال انتظاره. لكن المُشجعين السويسريين، فلم يهتفوا طويلا، بحيث أن مُنتخبهم لعب بمستوى فريق يحتل الرتبة 44 على المستوى العالمي. وكما اعـترف العديد من السويسريين، خاض فريقهم منافسات “يورو 2008” لأن سويسرا كانت أحد البلدين المُضيفين.. لا أقل ولا أكثر!
فقد فشل اللاعبون في انتهاز الفرص القليلة التي تمكنوا من خلقها وخسروا المباراتين الأولتين ضد جمهورية التشيك وتركيا، لتصبح سويسرا ثاني بلد أوروبي مضيف للبطولة يُقصى منها قبل الدور نصف النهائي. وخاض الفريق السويسري مباراته الثالثة والأخيرة ضد نظيره البرتغالي الذي كان قد ضـَمِن التأهل بعدُ وفضل ترك نجومه في مقاعد الاحتياط ليفوز السويسريون على فريق برتغالي من “الدرجة الثانية” بهدفين لصفر، لـيتذوق الجمهور، أخيرا، طعم الانتصار ولئن كان متواضعا وليس مجرد حفظ لماء الوجه.
وبعد انتهاء البطولة، تقاعد مدرب المنتخب السويسري كوبي كون وحل محله أوتمار هيتسفيلد، الذي كان مدرب فريق بايرن ميونيخ الألماني. وتُعتبر مهمته الرئيسية الآن قيادة سويسرا إلى نهائيات بطولة كأس العالم لعام 2010 التي ستحتضنها جنوب إفريقيا.
غير أن الانطلاقة السويسرية لبلوغ هذا الهدف كانت سيئة، بحيث تعادل الفريق السويسري مع نظيره الإسرائيلي في تل أبيب (2/2) بعد أن كان السويسريون يتقدمون بـ 2 مقابل 0. وبعد مرور أربعة أيام، تدهورت الأمور لتتحول إلى مهزلة عندما انهزمت سويسرا أمام لوكسمبورغ بـهدفين مقابل واحد. ويشار إلى أن التذكرة السويسرية إلى جنوب إفريقيا تقتضي احتلال صدارة الترتيب بعد مواجهة كل من لاتفيا واليونان ومولدافيا وإسرائيل ولوكسمبورغ (ذهابا وإيابا).
وقد عاد السويسريون إلى صـُلب المنافسة بعد أن حققوا فوزين ثمينين في أكتوبر الماضي ضد كل من لاتفيا واليونان، لكن لا شك أن المباريات الست المتبقية، التي ستجري بين مارس وأكتوبر 2009، ستثير انفعالات قوية لدى المشجعين السويسريين.
وتواصل الحرج السويسري في دوري أبطال أوروبا، الذي يعد أعرق بطولة للأندية، عندما خسر نادي “إيف سي بازل”، الممثل الوحيد لسويسرا في الدوري، بـ 5 مقابل صفر في مقابلتين (أمام كل من شختار دونستك الأوكراني وبرشلونة الإسباني). وفي نهاية المباريات الست التي خاضها، لم يسجل فريق بازل سوى نقطة واحدة.
ميدالية إضافية بعد 4 أشهر من أولمبياد بكين!
يوم 8 أغسطس 2008، حمل روجيه فيديرر، في عيد ميلاده السابع والعشرين، العلـم السويسري وتقدم وفد بلاده المتكون من 81 رياضيا في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين. وكان فيديرر في ذلك اليوم لا يزال المصنف رقم واحد عالميا الترتيب العالمي للاعبي كرة المضرب (قبل عشرة أيام من فقدانه اللقب لصالح الإسباني رافاييل نادال).
وقد احتلت سويسرا المرتبة 34 في قائمة ميداليات بكين، بعدما أحرز رياضوها (في ختام الألعاب) على ذهبيتين و4 برونزيات. لكن بعد مرور أربعة أشهر على انتهاء أولمبياد بكين، أعلن يوم 22 ديسمبر الجاري عن منح سويسرا ميدالية سابعة بعدما أقصت الفدرالية الأولمبية الدولية للفروسية الفريق النرويجي على إثر ثبوت تعاطي جواد الفارس توني أندري هانسن لمادة “كابسايسين” المحظورة، لتعود الميدالية البرونزية في القفز الاستعراضي للفريق السويسري.
وكان سباق الدراجات الرياضة التي أكسبت السويسريين أكبر عدد من الميداليات، بحيز فاز فابيان كانتشيلارا بذهبية سباق ضد الساعة وبرونزية السباق على الطريق (فردي ذكور)، وكارين توريغ بسباق ضد الساعة (فردي إناث)، فيما فاز نينو شورتر ببرونزية سباق دراجات الجبل.
وفي رياضة الجودو، أحرز سيرغي آشفاندن برونزية الوزن المتوسط، بينما انتزع الثنائي روجيه فيديرر وستانيسلاس فافرينكا ذهبية زوجي كرة المضرب بعدما أخفق كلاهما في منافسات الفردي.
وفي السادس من ديسمبر الماضي، لُقب فابيان كانتشيلارا بـ “الرجل الرياضي السويسري لعام 2008” من قبل مُشاهدي التلفزيون ليخلف في هذا المنصب روجيه فيديرر الذي فاز باللقب خمس مرات وبطل التزلج الألبي ديدييه كوشي. ولدى الإناث، عاد لقب “رياضية العام” للاعبة الجمباز أرييلا كيسلين (21 عاما) تقديرا لمرتبتها الخامسة في بكين. ولئن لم تحصل على ميدالية، فإن النتيجة التي سجلتها في حصان الوثب تظل الأفضل التي حققتها لاعبة جمباز سويسرية في الدورات الأولمبية.
الرياضة الثلجية تُدفئ قلب الجمهور
وفي الرياضات الثلجية، كانت مشاركة المتزلجين السويسريين (ذكور) ناجحة في بطولة كأس العالم للتزلج الألبي في مارس، بفضل فوز ديدييه كوشي ببطولة الانحدار للمرة الثانية على التوالي. واحتل هذا الرياضي البالغ من العمر 34 عاما المركز الثالث في التصنيف العام (ذكور) لبطولة العالم.
واختلف الأمر بالنسبة للإنجازات النسوية، بحيث لم تتمكن سوى الشابة لارا غوت (16 عاما) من احتلال المرتبة الثالثة في أول سباق انحدار لها، لتُهدي الجمهور السويسري لحظات سعيدة.
وبينما يبدو مُستقبل لارا ورديا، أعلن في أكتوبر الماضي ستيفان لامبيال، الفائز مرتين ببطولة العالم للتزحلق الفني، عن نهاية مسيرته التنافسية في عمر لا يتجاوز 23 عاما بسبب إصابة في العضلات. لامبيال، الذي يعتبر أول بطل سويسري في هذه الرياضة منذ 48 عاما، سيواصل ممارسة التزحلق الفني في التظاهرات الاحتفالية فقط.
في المقابل، كانت أخبار سيمون أمان جيدة هذا العام، فبعد سنوات من خيبة الأمل، عاد أمان إلى ساحة القفز على الثلج العالمية في بداية ديسمبر بفوزه بذهبية كأس العالم بتروندهايم بالنرويج. وبعد التظاهرات الثلاث الأولى لهذا الموسم، أصبح أمان، الذي حصل على ميداليتين ذهبيتين في أولمبياد سولت سيتي في عام 2002، رائد رياضة القفز على الثلج.
برنامج 2009 حافل بالنشاطات
إن كان العام المنقضي وافرا بالبطولات الرياضية، فلا داعي أن يخشى المشجعون من تراجع الوتيرة في 2009 الذي سيكون حافلا بالمواعيد، بدأ بالبطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب التي تنطلق في 19 يناير ببطولة أستراليا المفتوحة. وسيشارك روجيه فيديرر أيضا في كأس ديفيس في السادس من مارس.
وفي شهر أبريل، ستحل ضيفة على سويسرا أفضل فرق الهوكي على الجليد في العالم (16 منتخبا) لخوض منافسات بطولة العالم السنوية.
ولئن كان من المستحيل متابعة الإبحار على شاشة التلفزيون، فذلك لا يهم بما أن الدراما ترافق دائما كأس أمريكا لسباق الزوارق الشراعية – الذي يسيطر عليه حاليا فريق ألينغي السويسري – حتى لو كان السباق قد دخل مؤخرا قاعات المحاكم.
فمنذ فوز بالكأس الثانية والثلاثين في عام 2007، انجر فريق الملياردير إرنستو بيرتاريلي السويسري في متاهات قانونية في الولايات المتحدة مع فريق “أوراكل” الأمريكي بسبب خصوصيات السباق المقبل الذي من المقرر أن يجري بعد 29 مايو في فالنسيا. وليس مُستبعدا أن تتواصل المنازعات القانونية بينهما…
أما من يعيشون النشاط الرياضي بقدر أقل من الجدية أو يبحثون عن فرجة غير عادية، فقد يتابعون في شهر سبتمبر بطولة “الهورنوسن” الوطنية، وهي هواية سويسرية على وجه الحصر توصف برياضةِ “تمزج بين الغولف والبيسبول” لدى المزارعين.
سويس انفو – توماس ستيـفنس
مباريات التصفية التي ستخوضها سويسرا خلال 2009 لبطولة العالم لكرة القدم لعام 2010:
28 مارس: مولدافيا – سويسرا
1 أبريل: سويسرا – مولدافيا
5 سبتمبر: سويسرا – اليونان
9 سبتمبر: لاتفيا – سويسرا
10 سبتمبر: لوكسمبورغ – سويسرا
14 أكتوبر: سويسرا – إسرائيل
فاز الوفد الرياضي السويسري في ختام أولمبياد بكين بـ 6 ميداليات في دورة بكين:
ميداليتان ذهبيتان: روجيه فيديرر وستانيسلاس فافرينكا في منافسات الزوجي لكرة المضرب، وفابيان كانتشيلارا في سباق الدراجات ذكور ضد عقارب الساعة.
4 ميداليات برونزية: فابيان كانتشيلارا في سباق الدراجات ذكور على الطريق؛ وكارين توريغ في سباق الدراجات إناث ضد عقارب الساعة؛ وسيرغي آشفاندن في رياضة الجودو ذكور (الوزن المتوسط 81-90)؛ ونينو شورتر في سباق دراجات الجبل ذكور.
وبعد مرور أربعة أشهر على انتهاء أولمبياد بكين، أعلن يوم 22 ديسمبر الجاري عن منح سويسرا ميدالية سابعة بعدما أقصت الفدرالية الدولية الفريق النرويجي للفروسية على إثر ثبوت تعاطي جواد الفارس توني أندري هانسن لمادة “كابسايسين” المحظورة، لتعود الميدالية البرونزية للفريق السويسري.
2 مليار فرنك هو إجمالي عائدات لاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أي بزيادة 45% مقارنة مع عام 2004.
386 مليون فرنك كميزانية عملياتية للبطولة.
82,5 مليون فرنك هو إجمالي الأموال الحكومية المرصودة للحدث.
1,05 مليون تذكرة بيعت خلال التظاهرة.
80,000 متر مربع من المباني المؤقتة التي أقيمت حول الملاعب الثمانية التي استضافت المباريات.
13,000 جندي في سويسرا لمساعدة السلطات.
35,000 انتداب (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الصحافة، الموظفون، أجهزة الأمن، إلخ).
8000 متطوع لمساعدة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والمدن السويسرية المستضيفة للبطولة.
6,700 فرنك سويسري هو قيمة المنحة المهداة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على كل هدف مسجل، لفائدة مشاريع المساعدات التنموية والإنسانية للصليب الأحمر.
368 لاعبا
544 من الملصقات الضرورية لملء الألبوم السويسري الخاص بيورو 2008
100 كيلومتر من الكابلات التي تم تجهيزها لبث المباريات على شاشات التلفزيون.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.