آفاق المستقبل
نشرت مجموعة كريدي سويس المصرفية تقريرا حول سياستها المستقبلية، تتطلع من خلاله إلى استعادة ثقة عملائها وتحسين صورتها أمام الرأي العام، وكشف آفاق مستقبل مجالات الاستثمار سويسريا ودوليا.
حرصت المجموعة المصرفية العملاقة على ربط رؤيتها المستقبلية بمختلف الزوايا المؤثرة على الرأي العام مثل الجانب الاجتماعي والبيئي والسياسي، حيث أعرب لوكاس موليمان المدير التنفيذي للمجموعة عن قناعته بأن السياسات البعيدة المدى يجب أن تكون مرتبطة بعدة محاور، حتى تحقق النجاح المنشود.
يأتي هذا التقرير بعدما عصفت عدد من الفضائح القوية بسمعة تلك المجموعة المصرفية العملاقة بداية من الانهيار المدوي لمؤسسة انرون الأمريكية ومشكلات أخرى متعلقة بتعاملات في بورصة نيويورك حامت حولها شبهات لا سيما مع مؤسستي “ماريل لينش” و”ارثر اندرسن” الماليتين، وذلك من خلال الذراع الاستثماري للمجموعة في الولايات المتحدة الامريكية “كريدي سويس فرست بوسطن”.
نعديلات لازمة في نيويورك
وللتخلص من آثار هذه الفضائح المتوالية على الصعيد الدولي سيعمل فرع المجموعة في نيويورك على تعديل لوائحه الداخلية لتتناسب مع متطلبات المحللين العاملين في سوق الأوراق المالية.
وجائت هذه التعديلات السريعة طبقا لتعليمات المدعي العام في نيويورك اليوت سبتزر الذي أعرب عن ضرورة تحقيق المزيد من الاستقلالية لهؤلاء المحللين في كتابة تقاريرهم بعيدا عن أي تأثير خارجي. كما سيعمل بنك كريدي سويس على عدم ربط رواتب العاملين في قطاع المضاربة في سوق الاوراق المالية بعمليات التداول سواء حققت مكاسب أو خسائر.
الاستعدادات على الصعيد الاوروبي
اهتمت مجموعة كريدي سويس بالتوسعات المرتقبة في الاتحاد الأوروبي والذي سيضم بعضا من دول شرق أوروبا مع حلول عام الفين وأربعة، حيث أصدرت المجموعة تقريرا مفصلا حول أهمية هذا التوسع للاقتصاد السويسري وانعكاساته الإيجابية عليه، من حيث إتاحة فرص جديدة للتصدير وفتح آفاق جديدة للتعاون التجاري مع الدول المنضمة إلى الاتحاد.
وقد ركز التقرير على ثلاث دول مرشحة للعضوية وهي بولندا وتشيكيا والمجر، حيث رصد ارتفاع معدل النمو الاقتصادي فيها بشكل جيد مقارنة مع بقية دول الاتحاد الأوروبي، وأشار أيضا إلى أن فرص الاستثمار في هذه الدول عالية جدا، وأن التطورات الاقتصادية الإيجابية فيها خلقت قوة شرائية جديدة، وهو ما بفتح افاقا واسعة للصادرات السويسرية.
تطرقت الدراسة أيضا إلى إمكانية التعاون مع هذه الدول كمواقع إنتاج للشركات السويسرية، التي ستستفيد من قدرتها التنافسيةفي مجال الأيدي العاملة وورفع كفاءة الإنتاج التي يجب أن تتواكب مع المعايير القياسية لبقية دول الاتحاد، إضافة إلى وجود الانتاج داخل القارة الأوروبية وهو ما يسهل عملية نقلها.
إلا أن هذه الدراسة لم توضح السبيل الذي يمكن من خلاله للشركات السويسرية اقتحام هذه السوق الجديدة، على الرغم من أن الكونفدرالية ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي. كما من غير المعروف كيف ستتمكن الصادرات السويسرية من منافسة أسعار منتجات دول الاتحاد الأوروبي التي تقل اسعارها بنسبة كبيرة عن مثيلاتها السويسرية.
السوق السويسري
على الصعيد الداخلي، تعول المجموعة السويسرية العملاقة على جذب أنظار الرأي العام من خلال ربط الاستثمارات ببعض المجالات الأخرى مثل الثقافة والسياسة والبيئة والتنمية الاجتماعية.
إلا أن ربط الأنشطة الاستثمارية بالمجالات العامة قد لا ينجح في كثير من الأحيان. فمشروعات حماية البيئة مثلا قد تبعث على الخوف أكثر من الطمأنينة، حيث من المعروف أن الاستثمارات في هذا المجال مرتبطة بنسب مخاطرة عالية، وأن أغلب هذه المشروعات تكون في العادة غير مربحة ماليا، بقدر ما تحققه من فوائد لحماية البيئة.
تامرأبو العينين
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.