مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لوتون السويسرية: تفاقم الأزمة الليبيّة مع استقالة المبعوث الخاصّ للأمم المتّحدة

إجلاء نازحين ونازحات من السودان على متن طائرة قطرية في قاعدة العديد الجوية في قطر، السبت 6 مايو 2023.
إجلاء نازحين ونازحات من السودان على متن طائرة قطرية في قاعدة العديد الجوية في قطر، السبت 6 مايو 2023. KEYSTONE

اتّسمت التغطية الإعلامية السويسرية للأحداث في المنطقة العربية هذا الأسبوع، بالتركيز بشكل كبير على الهجمات الإيرانية ضدّ إسرائيل، وعلى سيناريوهات المواجهة المحتملة، وتداعياتها في المنطقة.

ففي مقابلة للإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسية (آر تي أس)، مع سفيرة إسرائيل لدى سويسرا، إيفات ريشيف، أكّدت هذه الأخيرة أن طهران “قد تجاوزت الخطّ الأحمر” بإطلاقها أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ نحو إسرائيل. وأعلنت ريشيف أن إسرائيل تحتفظ بحقّ الرد لضمان أمنها. كما تحدثت عن نجاح بلدها في صدّ الهجوم بنسبة 99%، ودون وقوع خسائر كبيرة.

ونفت السفيرة مزاعم إيران بأن تصرّفاتها كانت دفاعية، مشيرةً إلى كونها هي المعتدي. حيث صرّحت: ” إيران هي التي تهاجم إسرائيل منذ سنوات بشكل مباشر، ولكن أيضًا من خلال وسطاء مختلفين تقوم طهران بتدريبهم وتمويلهم، مثل حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن الذين يهاجموننا طوال الوقت منذ 7 أكتوبر”. وأكّدت أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، وأن جميع الخيارات مطروحة للردّ على الهجمات.

كما شدّدت سفيرة إسرائيل على أن بلدها لا يسعى لتصعيد العنف في المنطقة، وعلى أن السلام هو الهدف الأساسي. لكنها عاودت التأكيد على ضرورة الدفاع عن النفس في مواجهة التهديدات الأمنية.

+ إيران وإسرائيل… تصاعد التوتّر يسلّط الضوء على تراجع دور الوساطة السويسرية

وفي مقابلة للقناة نفسها مع السفير الإيراني في سويسرا، محمود باريماني، ناقش السفير الهجوم الأخير، مبرّرًا ذلك بالقول إنه كان دفاعًا مشروعًا عن النفس في مواجهة أعمال إسرائيل العدائية المستمرة ضد إيران، على غرار قتل العلماء والعالمات الإيرانيين.ات وأعمال التخريب التي تقوم بها إسرائيل داخل إيران.

وتساءل الدبلوماسي خلال اللقاء: “هل يحق للنظام الإسرائيلي مهاجمة المواقع الدبلوماسية وانتهاك الاتفاقيات والقانون الدولي؟ هل هذا أمر عادل؟”

وأكّد سفير إيران لدى سويسرا أنّ بلاده لن تتوسّع في العمليات الحالية، ما لم ترتكب إسرائيل أخطاءً تقديرية، مشيراً إلى أن إيران ستدافع بحزم عن شعبها وأمنها القومي إذا لزم الأمر. وذكر باريماني أن هناك دعمًا واسعًا من الشعب الإيراني لهذه الردود ضد إسرائيل، مستشهدًا بالتظاهرات الشعبية في الشوارع.

(المصدر: الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسيةرابط خارجي، 15 أبريل 2024، بالفرنسية)

“ما بعد الهجوم إلّا الهجوم المضادّ”

تحت عنوان “ما بعد الهجوم إلّا الهجوم المضادّ … كيف يتفاعل الشرق الأوسط مع الهجمات الإيرانية بالطائرات المسيّرة على إسرائيل؟”، تناولت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ حالة التوتر الشديد التي تهيمن على الشرق الأوسط في اليوم التالي للهجوم الإيراني على إسرائيل. حيث استهلّت تحليلها بالقول إنّه ” في لبنان، يسيطر الخوف من هجوم مضادّ على البلاد، بينما أسقط الأردن عشرات الطائرات المسيرة، أما دول الخليج فتبدي تحفّظاً في الوقت الحالي”.

وأكّد دانيل بوم، مراسل الصحيفة في لبنان، على سيادة مزيج من مشاعر الارتياح والخوف في صباح اليوم التالي للهجوم في لبنان. فمن ناحية، يشعر الكثير من اللبنانيين واللبنانيات بالارتياح لعدم تورّط حزب الله المباشر في الهجمات، ومن ناحية أخرى، لا أحد يعرف ما إن كان الأمر سيبقى على ما هو عليه. وأضاف المراسل بأنّه على الرغم من أنّ مقاتلي حزب الله قد أطلقوا صواريخ من لبنان على إسرائيل بالتزامن مع الهجوم الإيراني، إلّا أنّ ذلك كان في إطار محدود، ودون التنسيق مع طهران على ما يبدو. ومع ذلك، فإنّ هناك خشيةً في لبنان من أن يقود الأمر، عاجلاً أم آجلاً، إلى تبادل كبير للضربات بين الطرفين. حيث إنّ حزب الله في نهاية المطاف هو أقوى سلاح لإيران في المنطقة، ويمكن أن يكون أيضاً هدفاً لهجوم إسرائيلي مضادّ محتمل، كما جاء في الصحيفة.

أما في الأردن، فقد شارك الجيش الأردني على ما يبدو بفعالية في الإجراءات الدفاعية ضد الهجوم الإيراني على إسرائيل. حيث أغلقت المملكة، كما كتبت نويه تسورخير تسايتونغ، بالفعل مجالها الجوي في وقت مبكّر من مساء السبت. و” قامت قواتها الجوية على ما يبدو، وفي وقت لاحق، بإسقاط عشرات الطائرات المسيرة. وبررت عمّان ذلك بقيامها بحماية أراضيها”، وفق الصحيفة.

وبالنسبة لدول عربية أخرى، فتؤكّد الصحيفة نفسها أنّها قد وقفت، إمّا بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى جانب طهران. فبينما سمح العراق على ما يبدو للصواريخ الإيرانية بالمرور فوق أراضيه دون عوائق، دعمت سوريا حلفاءها في طهران بشكل واضح، ويبدو أنها كانت تستعد بالفعل للهجمات الإسرائيلية المضادة خلال الليل. كما كانت الجزائر أول دولة في المنطقة تعلن دعمها الكامل لطهران في تلك الليلة، كما جاء في الصحيفة.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 14 أبريل 2024، بالألمانية)

الجوع سيودي بحياة نصف مليون سوداني وسودانية بحلول شهر يونيو

في تحليل قصير لمراسلها أرنا بيرّاس حول الوضع في السودان، أكّدت صحيفة تاغيس أنتسايغير على حاجة البلد الأفريقيّ إلى أكثر من مجرّد المال للتغلب على أزمته الإنسانية. حيث تعيق الحرب الدائرة هناك جهود الإغاثة التي تشتدّ الحاجة إليها يوماً بعد يوم. ويرى بيرّاس بأنّه لا بدّ من أن يعمل تحالف من دول غربية وعربية على الوصول إلى وقف لإطلاق النار هناك.

“الأهمّ الآن، هو أن تجتمع دول غربية وعربية لتشكيل تحالف واسع النطاق، كخطوة أولى، من شأنه أن يتوصّل إلى وقف إطلاق النار”

تاغيس أنتسايغر

ويضيف الصحفي بأنّ الالتزام الذي تمّ التّعهّد به، في مؤتمر الجهات المانحة للسودان في باريس، بتقديم أكثر من ملياري دولار للأشخاص المتأثّرين.ات من الحرب في دارفور والمناطق الأخرى المتضرّرة، يعدّ بادرة إيجابية هامة، إلّا أنّه لن يؤتي ثماره حقّاً إلّا في حال تمكّنت منظمات الإغاثة من استخدام هذه الأموال بالفعل للشروع في أعمالها على الأرض.

ويشدّد بيرّاس على أنّ الوقت هو العامل الحاسم، حيث يتوقّع الخبراء والخبيرات أنّ يودي الجوع بحياة نصف مليون سوداني وسودانية بحلول شهر يونيو المقبل، وذلك إذا لم يتحسن الوضع بالفعل. حيث يكتب أنّ “الأهمّ الآن، هو أن تجتمع دول غربية وعربية لتشكيل تحالف واسع النطاق، كخطوة أولى، من شأنه أن يتوصّل إلى وقف إطلاق النار”.

ويختتم الصحفي تحليله بالحديث عن القائدين المتنافسين في الصراع، عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، شارحًا أنه “ما دام يمكن لهاذين [القائدين] الاعتماد على حلفاء منفردين في الخارج لدعم مساعيهما الحربية، فإن العنف سيؤدّي إلى تفكّك الدولة الأفريقية متعددة الأعراق بشكل متزايد، وسيقضي على احتمالات إحلال السلام في السودان في الوقت الراهن”.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 14 أبريل 2024، بالألمانية)

أزمة ليبيا تتفاقم مع استقالة المبعوث الخاصّ للأمم المتّحدة

تناولت صحيفة لوتون إعلان الدبلوماسي السنغالي عبد الله باثيلي، الذي يشغل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، استقالته من منصبه. حيث أوضح باثيلي أن مهمة الأمم المتحدة في ليبيا قد بذلت جهودًا كبيرة في الأشهر الثمانية عشر الماضية تحت قيادته،غير أنّ الوضع تدهور بسبب نقص الإرادة السياسية وحسن النية من قبل القيادات الليبية، ممّا أدى إلى استمرار الجمود الحالي. وجاء إعلان الدبلوماسي السنغالي خلال مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع لمجلس الأمن، حيث رسم صورة قاتمة للغاية للوضع في ليبيا، التي تمزقها الحرب الأهلية منذ عام 2011.

وكان عبد الله باثيلي قد تولّى منصبه في سبتمبر 2022، بعد فترة شغور استمرّت عدّة أشهر بعد الاستقالة المفاجئة لسابقه يان كوبيش في نوفمبر 2021، وفق الصحيفة.

وفي المؤتمر الصحفي المذكور، أعرب باثيلي عن أسفه وخيبة أمله لكون محاولاته التوسّط ومعالجة مخاوف مختلف الأطراف قد قوبلت بـ”مقاومة عنيدة وتوقعات غير معقولة ولامبالاة بمصالح السكان”. وقال إن القادة والقادات سعداء وسعيدات بالمأزق الحالي، وإنّ ذلك ” أمر محزن للغاية، لأن معظم السكان في ليبيا اليوم يريدون ويردن الخروج من هذه الفوضى”. وكانت ليبيا قد انزلقت إلى حالة من الفوضى السياسية والأمنية منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، عقب ثورة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي.

وشدّد المبعوث الخاصّ للأمم المتحدة إلى ليبيا على عجز الأمم المتحدة في حل الأزمة الليبية، معتبراً أنه “لا مجال للتوصل إلى حل سياسي”. كما أعلن خلال اجتماع مجلس الأمن، تأجيل مؤتمر المصالحة الوطنية الليبية، المقرّر عقده في 28 أبريل الجاري، إلى أجل غير مسمّى.

وتحدثت الصحيفة عن الأوضاع المتدهورة في ليبيا، التي تشهد انقسامات وعنفًا داخليًا، حيث تُدار البلاد من قبل حكومتين: الأولى حكومة “الوحدة الوطنية” المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، والتي تحظى بالاعتراف من الأمم المتحدة، والثانية حكومة “الاستقرار” المدعومة من مجلس النواب، والتي يرأسها أسامة حماد، وتتمركز في شرق ليبيا ويجمعها تحالف مع المشير خليفة حفتر.

(المصدر: لوتونرابط خارجي، 16 أبريل 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ خرائط غوغل… قصّة سويسرية

+ سويسرا تحطّم الأرقام القياسيّة: من أكثر السّكك الحديدية انحدارًا إلى أكبر كوخ ثلجيّ

+ كيف هو أداء الاقتصاد السويسري في الربع الأوّل من 2024؟

+ ألبوم بنجاب للمهندس السويسري لو كوربوزيي: شاهد على الهند الحديثة

+ أحدهما سويسري سعودي: سويسريان أمام القضاء في فضيحة الصندوق الماليزي

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: ماثيو آلّـن

هل يزيد تحوّل “يو بي إس” إلى مصرف عملاق حجمَ المجازفة أم الفائدة بالنسبة لسويسرا؟

يسعى مصرف “يو بي إس” إلى زيادة نموّه بعد استحواذه على “كريدي سويس”. ولكن هل يوفّر ذلك مزيدًا من الازدهار أم من المخاطر بالنسبة لسويسرا؟

2 إعجاب
20 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 26 أبريل مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية