مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 صحيفة سويسرية: الجيش الإسرائيلي يٌقرّ بالفشل وتساؤلات عن دور الاستخبارات

جنازة في إسرائيل
مشاركون.ات في جنازة ميشيل نيسنباوم، الذي قُتل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر، وتم نقل جثته إلى أشكلون، إسرائيل. الأحد 26 مايو 2024. KEYSTONE

شهادة طبيب عائد من القطاع، وأسباب سعي إسرائيل لتصفية محمد الضّيف، وحقائق حول إخفاقات الجيش الإسرائيلي في صدّ هجوم 7 أكتوبر، في الصحافة السويسرية لهذا الأسبوع (13-19 يوليو 2024)

  • تاغيس أنتسايغر: الجيش الإسرائيلي يعترف بالفشل
  • نويه تسورخير تساينونغ: هذه المرة الثامنة التي تحاول فيها إسرائيل قتل القائد العسكري لحركة حماس… فمن هو محمد الضيف؟
  • الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسية: طبيب من كانتون فاليه: ”لا، لا أريد العودة إلى غزّة، ولكن سأفعل إن كان ذلك ضروريّا“

من الداخل الإسرائيلي: إقرار الجيش بالفشل

تناول ماتياس كولب في صحيفة تاغيس أنتسايغير، الاعتراف الأخير للجيش الإسرائيلي بارتكاب أخطاء جسيمة في حماية كيبوتس بئيري، خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدّى إلى مقتل 101 من سكّان الكيبوتس*. وقال الصحفي إن هذا الاعتراف جاء في تقرير مفصّل، صدر يوم 11 يوليو الجاري، ويهدف إلى استعادة الثقة في الجيش الإسرائيلي، ولكنه ترك العديد من الأسئلة دون إجابة، وكشف حجم التوترات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، وتأثيرات هذه الأخطاء على العمليات العسكرية الجارية في غزة، وعلى ثقة الجمهور في الجيش الإسرائيلي.

وأوضح التقرير أن مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي اقتحموا كيبوتس بئيري، الواقع على بعد كيلومتر واحد فقط من السياج الحدودي مع قطاع غزة، وقتلوا 101 من سكانه البالغ عددهم.نّ حوالي ألف نسمة. كما تم اختطاف 30 شخصًا، وما يزال 11 منهم رهائن لدى حماس. ووفق التقرير الإسرائيلي، فقد استغرق الجيش سبع ساعات للوصول إلى الكيبوتس، حيث لم تصل قوات كافية إلا في الساعة 1:30 ظهرًا، بينما كان الهجوم قد بدأ في الساعة 6:30 صباحًا.

لم تصل قوات كافية إلا في الساعة 1:30 ظهرًا، بينما بدأ الهجوم في الساعة 6:30 صباحًا.

صحيفة تاغيس أنتسايغير

وأكّد كولب أن الجيش الإسرائيلي عانى من الفوضى والصدمة والارتباك على جميع المستويات، حيث لم يكن مستعدًا لهجوم منسق على هذا النطاق. ونقل أنه، على الرغم من شجاعة وفعالية 26 من السكان وحراس وحارسات الأمن الذين واللواتي دافعوا.ن عن الكيبوتس، إلا أن القوات النظامية انتظرت لساعات قبل أن تتلقى أوامر بالدخول.

وطالب.ت الناجون.ات من المذبحة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لفحص الأحداث التي جرت حول 7 أكتوبر، محمّلين.ات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه اللجنة ستتشكّل قريبًا، حيث إن تشكيلها يتطلّب موافقة الحكومة أو البرلمان، وكلاهما تحت سيطرة نتنياهو، وفق الصحيفة.

وبيّن كولب أنّ هذا الإخفاق الواضح، وما تبعه من ردود فعل غاضبة، كشف عن حجم الأزمات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، حيث يدعو وزير الدفاع يوآف غالانت إلى تشكيل لجنة تحقيق مع توجيه الاتهامات لرئيس وزراء الحكومة.

وأضافت الصحيفة أن العديد من الأسئلة تبقى دون إجابة، ومن بينها دور أجهزة الاستخبارات، وما إذا تضمّنت الأوامر التي صدرت لأفراد الجيش عند وصولهم إلى بئيري، إعطاءَ الأولوية لإنقاذ المدنيين.ات. غير أن تاغيس أنتسايغير أشارت إلى صعوبة الإجابة على هذه الأسئلة، بسبب استمرار تحقيقات الجيش في سلوك أفراده خلال عدة معارك. ومن المقرّر أن يُستكمل ويُنشر 20 تحقيقًا إضافيًا بحلول نهاية شهر أغسطس.

وفي ختام تقريره، كتب ماتياس كولب أنه يبقى أن نرى تأثير هذه التطورات على الجيش الإسرائيلي، وتأثيرات الأخطاء على العمليات العسكرية في غز،ة والثقة فيه من قبل الشعب، وذلك في ظلّ الضغوط المتزايدة من داخل المجتمع الإسرائيلي وخارجه.

(المصدر: تاغيس انتسايغيررابط خارجي، 13 يوليو 2024، بالألمانية)

فتاة فلسطينية تتفقد مدرسة تابعة للأونروا تعرضت لأضرار جراء غارة جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة، 14 يوليو 2024.
فتاة فلسطينية تتفقّد مدرسة تابعة للأونروا، تعرّضت لأضرار جرّاء غارة جوية إسرائيلية، في مخيم النصيرات للاجئين.ات، بوسط قطاع غزة، 14 يوليو 2024. KEYSTONE

في غزّة: أسباب سعي إسرائيل لاغتيال الضيف

حلّلت صحيفة نويه تسورخير تساينونغ أسباب محاولة إسرائيل، للمرة الثامنة، اغتيال محمد الضيف، قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وتداعيات هذه العملية العسكرية الأخيرة على الوضع في غزة، وعلى مسار المحادثات السياسية والأمنية.

القيادي في حماس، الذي انضم إلى الحركة في التسعينيات أصبح لقبه “الضيف” كناية عن تنقله بين المنازل في غزة.

نويه تسورخير تسايتونغ

وأوضح الصحفيان يوناس روت وأولريش فون شفيرين، أن محمد الضيف، واسمه الأصلي محمد ذياب إبراهيم المصري، والمولود في عام 1965 في مخيم للاجئين جنوب غزة، متّهم بكونه أحد العقول المدبّرة لهجوم 7 أكتوبر الإرهابي، وأنه قد عُرف بدوره الحيوي في تطوير استراتيجية الهجمات الانتحارية في التسعينيات، وبناء ترسانة الصواريخ ونظام الأنفاق في غزة. وقد حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات، حيث أُصيب بجروح بالغة. أما بالنسبة للهجوم الأخير فقد استهدف أيضاً قائد لواء خان يونس التابع لحماس، وعددًا من المقاتلين الآخرين، فيما لم تتوفر بعد تأكيدات حول مقتل القيادي في حماس أو إصابته، وهو الذي انضمّ إلى الحركة في التسعينيات، وأصبح لقبه “الضيف” كناية عن تنقله بين المنازل في غزّة، وفق الصحيفة.

وعن التداعيات المحتملة للهجوم، الذي استهدف منطقة إنسانية، وأوقع ما لا يقلّ عن 71 قتيلاً وقتيلةً و289 مصابًا ومصابةً، قالت الصحيفة، إن مقتل الضيف، إن تأكّد، سيكون بمثابة نجاح رمزي لإسرائيل، لكن لن يكون له تأثير مدمّر على كتائب القسّام أو حركة حماس، والتي ضعف هيكلها العسكري بشكل عام.

ورأت الصحيفة أن تأثير هذا الهجوم على محادثات وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن الإسرائيلية، سيبقى غير واضح، لكنّه من المتوقع أن يُعقِّد جهودَ الوساطة المتواصلة.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 13 يوليو 2024، بالألمانية)

الطبيب هاشم الغاوي
طبيب الطوارئ، العائد من غزة، هشام الغاوي. RTS

من غزّة إلى فاليه: طبيب عائد من “الجحيم”

حاور رومان بواسيه، الصحفي في الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسية، الطبيبَ هشام الغاوي، المقيم في كانتون فاليه، بعد عودته من رحلته الإنسانية الثانية إلى ما وصفه بـ”الجحيم” في قطاع غزّة. وقد عاد الغاوي، وهو طبيب طوارئ يبلغ من العمر 40 عامًا، إلى سويسرا، بعد قضاء فترة في غزة ليشهد على الظروف الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون.ات هناك. وفي ظل القيود الإسرائيلية المستمرة على دخول الصحفيين الدوليين والصحفيات الدوليات إلى غزّة، تكتسب شهادات مثل تلك التي يقدمها الغاوي أهمية كبيرة، وفق الموقع.

“أحياناً لا يمكنك حتى معرفة ما إذا ما كانت الجثة لرجل أم امرأة، فهي ممزقة إلى قطع صغيرة”

الطبيب هشام الغاوي

وأوضح الصحفي أن الغاوي تمكّن ضمن مجموعة من 16 طبيبًا وطبيبة، من منظمة “رحمة حول العالمرابط خارجي” (Rahma Worldwide)، من دخول غزّة مرة أخرى، بعد أن سبق له ذلك في أبريل الماضي. وقد جمع الفريق أموالاً، وأدوية، ومعدّات طبية، لكنّ السلطات الإسرائيلية منعته من إدخال المعدّات عبر نقطة التفتيش. وظلّ الغاوي لمدة أسبوعين في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر في خان يونس، حيث كانت التحديات اليومية في استقبال العدد الكبير من المرضى والمريضات هي الأكثر صعوبة، وفق المصدر ذاته.

ووصف الغاوي في المقابلة مواجهتَهُ، مع زملائه وزميلاته، تدفقًا مستمرًا من المصابين والمصابات، إذا يصل العدد في بعض الأحيان إلى نحو 40 مريضًا.ة دفعة واحدة. وقال: “أحياناً لا يمكنك حتى معرفة ما إذا كانت الجثة لرجل أم امرأة، فهي تكون ممزّقة إلى قطع صغيرة”. وأوضح الطبيب أن الحالات تتراوح بين إصابات بطلقات نارية، وأخرى ناجمة عن الإصابة جرّاء انفجار، ممّا يجعل التعرّف على المرضى صعبًا جدًا. وأضاف أن الأمر الأشدّ صعوبة، كان محاولة المصابين والمصابات من الأطفال، الذين واللّواتي يعانون.ين من الألم، في ظلّ غياب الأدوية اللازمة لتخفيفها آلامهم وآلامهنّ. إذ قال إنه “عندما لا تتوفر لديك الأدوية اللازمة لتهدئتهم [.نّ]، عليك فقط تحمّل الصراخ. إنه أمر فظيع، خاصة لعدم فهم الطفل [والطفلة] سببَ الشعور بالألم.”

وكشف الغاوي في المقابلة نفسها، عن تأثير الحرب على الأطباء والطبيبات وسائر السكّان، مشيرًا إلى أن أمل أفراد الفريق الطبي [في إنقاذ الجميع] يأخذ في التلاشي بعد أيام قليلة من العمل، حيث يصبح منح الأولوية للحالات التي يمكن إنقاذها، دونًا عن الأخرى، أمرًا ضروريًّا. كما تحدّث عن تأثير الحرب على معنويات السكان وفقدانهم.نّ الأمل، بدورهم.نّ، في تغيّر الوضع، وتفضيل بعضهم.نّ الموت على الاستمرار في العيش تحت الظروف الحالية.

ورغم أن الغاوي، الأب لثلاث فتيات صغيرات، لا يرغب في العودة إلى غزة، بسبب المخاطر والظروف الصعبة، إلا أنّه مستعد لذلك، إذا كان من شأن عودته أن تساعد، وأن تساهم في تدريب الأطباء الشباب هناك.

(المصدر: الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسيةرابط خارجي، نسخة الويب من المقابلة، 14 يوليو 2024)

*الكيبوتس: مجتمع تعاوني في إسرائيل، يعتمد تقليديًّا على الزراعة. وتعرّفه المكتبة الافتراضية اليهودية كالتالي: “الكيبوتس ليس مجرد شكل من أشكال الاستيطان ونمط حياة، بل هو أيضاً جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي. قبل قيام دولة إسرائيل وفي السنوات الأولى لقيام الدولة، تولّى الكيبوتس وظائف مركزية في مجالات الاستيطان والهجرة والدفاع والتنمية الزراعية”.

المصدر: ما هي الكيبوتسات وما دورها في تأسيس دولة إسرائيل؟رابط خارجي، بي بي سي عربي

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ آرت بازل يقود تحول المعارض الفنية: هل تستطيع المعارض الصغيرة الصمود؟

+ ارتفاع مستمرّ في عدد السويسريين والسويسريات في الخارج… فما هي الأسباب؟

+ تحت مجهر الأدب السويسري: دور المساعدات الإنسانية في أفريقيا والأراضي الفلسطينية

+ علامة سويسرية من أجل مراكز بيانات رقمية صديقة للبيئة 

+ على خلاف بقيّة الدول الأوروبية… لماذا تتمسّك سويسرا بمعاهدة ميثاق الطاقة؟

+ تراجع معدلات الولادة في سويسرا … تتعدد الأسباب وتتباين الآراء

+ ألبرت أنكر: من فنَّان تقليديّ إلى ناشط تقدّمي 

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 26 يوليو مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

>>> للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية