صحيفة لوتون: “قريبًا ستظهر بدائل لخطة ترامب”

سلطت الصحف السويسرية هذا الأسبوع الضوء على المخاوف من انهيار الهدنة بين حماس وإسرائيل، إلى جانب الخطط البديلة لإعادة رسم مستقبل غزة.
في ظل تصاعد الجدل حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة إلى إخلاء قطاع غزة، وتحويله إلى مشروع استثماري، أجرت صحيفة لوتون مقابلة مع ألون ليئيل، الذي شغل منصب السفير الإسرائيلي في جنوب أفريقيا وأشار ليئيل خلال المقابلة إلى احتمال ظهور خطة بديلة لما يطرحه دونالد ترامب بشأن غزة.

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
وأوضح ليئيل، أن جامعة الدول العربية، التي ستعقد إجتماعا في 27 فبراير، تستعد لطرح خطة بديلة، حيث تسعى الدول الأعضاء (22 دولة) إلى التوصل إلى اتفاق مشترك.
ويرى ليئيل أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الأوروبية، قد تؤيد هذه الخطة إذا نجحت في تقديم بديل عملي يمكن تمويله، وأشار إلى أن إسرائيل، رغم تمسكها بخطة ترامب، قد تواجه ضغوطًا سياسية وقانونية من المجتمع الدولي، خاصة مع انتظار قرار محكمة العدل الدولية بشأن الاتهامات المتعلقة بالإبادة الجماعية.
في المقابل أشار ليئيل إلى أن إسرائيل ستستمر في دعم خطة ترامب، حتى لو اضطرت إلى استخدام حجج “إنسانية”، مثل القول بأن الحياة في غزة باتت مستحيلة، وأنه ينبغي السماح للسكان بالخروج بحرية.
وأوضح ليئيل أن حماس طلبت الإفراج عن السياسي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، لكن إسرائيل ترفض ذلك تمامًا، لأنها تعتبره تهديدًا سياسيًا خطيرًا. ويرى أن الإفراج عنه قد يقلب المشهد السياسي رأسًا على عقب، إذ يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين.ات، وقد يصبح شخصية محورية في أي ترتيبات سياسية مستقبلية.
وبالنسبة للهدنة الحالية، يعتقد ليئيل أن المرحلة الأولى، التي تتضمن إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار المؤقت، ستستمر. لكن الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تتطلب إعلانًا رسميًا لإنهاء الحرب، سيكون معقدًا سياسيًا داخل إسرائيل بسبب تداعياته الداخلية.
كما أشار إلى أن عرقلة إدخال 60 ألف منزل متنقل إلى غزة قد تكون جزءًا من الحسابات الإسرائيلية، بهدف إبقاء الوضع متوترًا ومنع أي استقرار دائم للسكان هناك. وأوضح أن “إحدى القضايا الأساسية تتعلق بوصول وتركيب نحو 60 ألف منزل متنقل، عالق عند مدخل غزة. ولاحظ أن هذا يرتبط بالمحادثات في المراحل المستقبلية: فإذا تمكن عشرة فلسطينيين من إيجاد مأوى في كل من هذه المنازل المتنقلة، فسيكون إجلاء نصف مليون شخص بعد ذلك أصعب بكثير”.
وبينما تصر حكومة بنيامين نتنياهو على ضرورة القضاء على حركة حماس المسلحة، يشير ليئيل إلى أن الحركة قد تظل جزءًا من المشهد السياسي إذا وافقت على التخلي عن سلاحها، وهو سيناريو قد يجد دعمًا بين بعض الأوساط الإسرائيلية. كما لفت إلى أن شعبية حماس تزداد في الضفة الغربية أكثر من غزة، ما يجعلها طرفًا لا يمكن تجاهله في أي ترتيبات مستقبلية.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 18 فبراير 2025، بالفرنسية)
الهدنة بين إسرائيل وحماس مهددة بالانهيار

ناقش الصحفي ريفيرت هوفر الإفراج عن ثلاث رهائن إسرائيليين من قبل حماس، في ظل ما وصفه بهدنة هشة مع إسرائيل. وأوضح مراسل صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ في تل أبيب، أنه بعد 498 يومًا من الأسر، أفرجت حماس يوم السبت الماضي عن ثلاث رهائن إسرائيليين، هم ساشا تروفانوف، ويائير هورن، وساغي ديكل-شين، حيث تم إجبارهم على الظهور في مقطع دعائي قبل أن يتسلمهم الصليب الأحمر الدولي، وينقلهم إلى الجيش الإسرائيلي.
وسلط هوفر الضوء على أوراق التفاوض والضغوط المتزايدة على طرفي الصراع حماس وإسرائيل، إذ تواجه الحركة الإسلامية المسلحة ضغوطًا بسبب خطة ترامب لإبعادها عن السلطة في غزة، وهو ما دفع الحركة إلى تأكيد أنها لن تقبل التفاوض حول مستقبل القطاع دون إشراكها. بدوره، دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطة الأمريكية خلال لقاءه هذا الأسبوع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي شدد على ضرورة القضاء على حماس عسكريًا وإداريًا، وفق الصحيفة.
وأضاف الكاتب أن حماس تُدرك أن الرهائن يمثلون ورقة التفاوض الأخيرة. وهو ما دفعها إلى تصعيد الضغط عبر تعليق الإفراج لفترة قصيرة، ثم إطلاق صاروخ من غزة لأول مرة منذ بدء الهدنة. وردت إسرائيل على إعلان حماس بحشد قواتها على حدود غزة والتهديد باستئناف الحرب إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن. وبحلول يوم الخميس الماضي، تراجع التصعيد وسمحت إسرائيل بإدخال أكثر من 800 شاحنة مساعدات إلى القطاع، مما دفع حماس للموافقة على إطلاق سراح الرهائن.
من جهة أخرى، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة من عائلات الرهائن والرأي العام، حيث عززت صور الرجال الهزيلين خلال الإفراج السابق قناعة العديد من الإسرائيليين.ات بإعادة الرهائن المتبقين في أسرع وقت ممكن.
وأضاف المراسل أنه مع كل عملية إفراج عن رهائن، تتكشف المعاناة القاسية التي عاشها المختطفون خلال احتجازهم لدى حماس، حيث أفاد أقارب بعض الرهائن بأن ذويهم تعرضوا للخنق حتى كادوا يلفظون أنفاسهم على يد حراسهم، بالإضافة إلى تعذيبهم بالحرق، في مشاهد تعكس الظروف اللاإنسانية التي واجهوها طوال فترة الأسر. وبحسب استطلاع للرأي فإن أكثر من ثلثي السكان يؤيدون استمرار اتفاق الرهائن، دائما وفق الصحيفة.
وأضاف أنه في مقابل الرهائن الثلاثة، أفرجت إسرائيل عن 369 أسيرة وأسيراً فلسطينياً يوم السبت الماضي، من بينهم 33 كانوا يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد بتهمة تنفيذ هجمات إرهابية مميتة. وأشار المراسل إلى أن بعض الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم في السابق كانوا في حالة صحية سيئة، وبعضهم تم نقله على الفور إلى المستشفى.
وظهرت على أحد السجناء المفرج عنهم السبت الماضي علامات تعرضه للاعتداء الجسدي. وتواجه إسرائيل اتهامات متكررة بإساءة معاملة الفلسطينيين.ات وتعذيبهم في السجون.
وأكد الكاتب أن مستقبل الهدنة غير واضح، مع استمرار العراقيل أمام التفاوض وسط توتر متزايد بشأن إدخال معدات ثقيلة ومنازل متنقلة، حيث ترفض إسرائيل إنهاء الحرب، بينما تسعى حماس إلى تمديد الهدنة للحفاظ على سيطرتها، ومنع تنفيذ خطة ترامب.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 16 فبراير 2025، بالألمانية)
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 28 فبراير مع عرض صحفي جديد.
للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.