لوتون السويسرية: هل تستجيب إسرائيل للضغوط الأمريكية بشأن المساعدات في غزة؟
استعرضت الصحف السويسرية هذا الأسبوع تداعيات تعليق قطر وساطتها بين إسرائيل وحماس، وخطّة تلّ أبيب لمواجهة الضغوط الأمريكية المتزايدة لإدخال المساعدات الإنسانية في غزة، واحتمال تورّط سوريا في الصراع الإقليمي المتفاقم.
هل يعني تعليق قطر دورها كوسيط مغادرة حماس الدوحة؟
ناقش يوناس روت إعلان قطر، التي كانت تقوم بدور الوسيط في محاولات التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس منذ هجوم 7 أكتوبر الإرهابي، عن تعليق دورها في الوساطة بسبب ما وصفته بنقص الإرادة لدى الطرفين للوصول إلى اتفاق.
ونقلت الصحيفة عن ماجد الأنصاري، المتحدث باسم الخارجية القطرية، إبلاغ قطر الأطراف المعنيّة نهاية أكتوبرالماضي، بكونها ستوقف الوساطة إن لم تسفر الجولة الأخيرة عن اتفاق، وأنّ الدولة الخليجية ” ستستأنف هذه الجهود مع شركائها إذا أبدت الأطراف استعدادها وجديتها لإنهاء الحرب الغاشمة“، وفق بيان للأنصاري. وجاء في المقال أنّه ” نقلاً عن دوائر دبلوماسية، أبلغت قطر قيادةَ حماس، بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية، أنه لن يتم التسامح معها في البلاد بعد الآن، وأنه سيتم إغلاق المكتب السياسي للمنظمة الإرهابية في الدوحة.”
وأضاف روت أنّ المتحدّث القطري ذكر تصريحه ” أن التقارير حول مكتب حماس كانت كاذبة – على الرغم من أنه لم يكن من الواضح بالضبط ما هي التقارير التي كان يشير إليها.”
ورأى الكاتب أن هذه التطورات تعكس رغبة قطرية في زيادة الضغط على حماس للتوصل إلى تسوية، رغم “إنّها في الوقت نفسه، تخاطر بفقدان النفوذ الذي كانت تتمتع به سابقاً على حماس.” وكتب :”قبل الحرب، كانت الدوحة تحوّل 30 مليون دولار شهريًا إلى قطاع غزة، بزعم دعم الأسر الأكثر فقرًا ودفع الرواتب. وقد دعمت حكومة نتنياهو هذه المدفوعات أيضًا، على أمل أن تضمن هذه الأموال الاستقرار في قطاع غزّة.”
وحول تداعيات احتمالية مغادرة قيادة حماس قطر، رأى يوناس روت أن هذه الخطوة ستكون بمثابة انتكاسة جديدة للتنظيم الذي لطالما اعتبر الإمارة ملاذاً آمناً له. وخلص الصحفي إلى أنه في ظل تصاعد التوترات وغياب أي مؤشرات على هدنة وشيكة في غزة، يبقى المشهد معقّداً مع استمرار التباعد في مواقف الطرفين؛ حيث تتمسك حماس بمطالبها بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل لإسرائيل من القطاع، في حين يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه الشروط بشكل قاطع حتى الآن .
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 10 نوفمبر 2024، بالألمانية)
” الموافقة على السماح بدخول المساعدات أو الاستعمار؟”
تناول مقال لصحيفة لوتون الضغوط الأمريكية على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، وسط إصرار إسرائيل على اعتبار المنطقة ” منطقة قتال”، الأمر الذي يحد من دخول المساعدات.
وكتبت مراسلة الصحيفة في القدس، شارولت غوتيير: “مع انتهاء مهلة واشنطن لإسرائيل للسماح بإدخال المساعدات إلى شمال غزة يوم الأربعاء [الماضي]، تتزايد المؤشرات على أن جزءًا من الحكومة يريد استعمار هذه المنطقة من القطاع الفلسطيني الساحلي”.
وأشارت المراسلة إلى الوضع الإنساني المتدهور في شمال غزة، في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ونزوح المدنيين.ات، مستعرضة آراء الخبراء الإسرائيليين المتباينة حول هذا الوضع. حيث اعتبر الجنرال المتقاعد، يعقوب عميدرور، أنه “إذا أوقفت الولايات المتحدة شحناتها أو قلّصتها، فسنستخدم ما لدينا. وإذا كانت الذخائر [التي ستتوفّر لدينا لاستخدامها] أقل دقّة، فإنّ المدنيّين في غزّة هم من سيدفعون الثمن.”
وأضاف عميدور أنّ ”حماس والمنظمات الإنسانية تبالغ [في توصيفها للوضع الإنساني في شمال غزّة]. الظروف ليست سهلة، ولكن سكان غزة ليسوا في خطر الموت بسبب نقص الماء أو الغذاء أو الدواء“. في المقابل، ذكّر المقال بأن 15 وكالة تابعة للأمم المتّحدة كانت قد حذّرت في نهاية أكتوبر الماضي من أنّ ” جميع السكان الفلسطينيين في شمال غزة معرّضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والجوع والعنف”.
وأشارت غوتيير إلى أنّ إدارة بايدن قد طالبت إسرائيل ” بإدخال ما لا يقلّ عن 350 شاحنة محمّلة بالمساعدات والبضائع يوميًا [إلى القطاع]، … ومع ذلك، فقد أفادت الأمم المتحدة أنه خلال شهر أكتوبر بأكمله لم تتمكن سوى 37 شاحنة فقط من دخول غزة يومياً.” وبينما أعلنت الدولة العبرية قبل يوم من انتهاء المهلة الأمريكية عن فتح معبر جديد إلى غزة ”لزيادة حجم ومسارات“ المساعدات الإنسانية، ذكرت الأمم المتحدة أن 100 ألف طن من المواد الغذائية، أي ”ما يعادل حصصا غذائية تكفي لأكثر من شهرين لجميع السكان“، لا تزال “عالقة خارج القطاع.”
ونقلت المراسلة تصريحات جنود إسرائيليين لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تشير إلى تنفيذ “خطة الجنرالات” في القطاع بحكم الأمر الواقع، رغم النفي الإسرائيلي الرسمي. وفيما وصف باحثون إسرائيليون ما يحدث في القطاع بـ “التطهير العرقي”، ذهب الأستاذ الفخري في جامعة بار إيلان بتلّ أبيب، مناحيم كلاين، إلى القول بأنه يرقى إلى “الإبادة الجماعية”، التي تتوافق ” مع مستوى من العنف الشديد الذي يُمارس على إقليم ما وسكّانه، والتدمير المنهجي لجميع مؤسساته، بهدف تدمير الهوية الجماعية لجماعة ما”، حسب الصحيفة.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 12 نوفمبر 2024، بالفرنسية)
بعد انتهاء المهلة التي حدّدتها واشنطن لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة خلال 30 يومًا، أعلنت إدارة بايدن أنها لن تمنع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. وأكّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، أن إسرائيل اتخذت بعض الخطوات التي طلبتها الولايات المتحدة، لكنها لم تنفّذ جميعها.
ورغم ذلك، لم تُعتبر إسرائيل مخالفة للقانون الأميركي الذي يمنع نقل الأسلحة إلى دول تعيق وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين. وكتبت صحيفة تايمز أوف إسرائيلرابط خارجي: “يأتي هذا القرار في سياق سياسي معقّد، حيث تقلّصت قدرة إدارة بايدن على الضغط على إسرائيل بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، إذ يُتوقع أن يتراجع الرئيس المنتخب عن أي قرار بمنع شحنات الأسلحة بمجرد توليه منصبه.”
“الأسد أضعف من مواجهة إسرائيل بشكل جدّي”
في مقابلة مع الخبير في الشأن السوري، تشارلز ليستر، ناقش صحفي نويه تسورخير تسايتونغ، ياشار دوغاليك، تعقيدات الوضع في سوريا على خلفية الصراع الإقليمي، واحتمالية تورّطها في الصراع
الجاري.
وقال تشارلز ليستر، الذي يشغل منصب مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إنّ التصعيد العسكري الإسرائيلي ضدّ مواقع إيرانية في سوريا ولبنان شجّع الجماعات المعارضة في إدلب [شمال سوريا] على تكثيف هجماتها ضد النظام، ما دفع الأسد للرد عبر عمليات قصف بدعم روسي مباشر، منها هجمات بطائرات مسيّرة . وأضاف أن الوضع في منطقة دير الزور [شرقي سوريا] يتفاقم مع تزايد الهجمات المتبادلة بين الميليشيات الموالية لإيران والقوات الأمريكية، والتي تردّ بنيران كثيفة رغم رغبتها في إبقاء هذا التصعيد سرياً، حسب الصحيفة.
واستعرضت المقابلة تأثير الصراع الإقليمي على دور سوريا ضمن ما يسمّى بـ “محور المقاومة” بقيادة إيران، إذ يسعى الأسد لإبقاء سوريا بعيدة عن المواجهات المباشرة مع إسرائيل بسبب ضعف موقفه العسكري، رغم ارتباطه الوثيق بإيران وحزب الله، الذي يحتفظ بوجود قوي في سوريا. ويواصل النظام السوري تزويد الميليشا اللبنانية بالأسلحة رغم الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة، حسب المصدر نفسه.
وفي هذا السياق، يستنتج ليستر أن تصعيداً كبيراً بين إسرائيل وإيران قد يدفع الأولى للتعامل مع سوريا كجزء من المشكلة، بما قد يجبر الدولة العبريّة على التدخّل بشكل أعمق، مشيراً إلى ضعف احتمالية حدوث ذلك قريباً.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 4 نوفمبر 2024، بالألمانية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ ما الذي حقّقته سويسرا من عضويتها في مجلس الأمن خلال عاميْن؟
+ استطلاع رأي: الشعب السويسري يتجه إلى رفض توسعة الطرق السريعة
+ مذكّرة داخلية لوزارة الخارجية السويسرية تحذّر من عواقب قطع إمدادات الأونروا
+ مؤتمر “كوب 29”: سويسرا تريد من الصين وروسيا المساهمة في دفع ثمن أزمة المناخ
+ مؤتمر “كوب 29”: ضغوط على سويسرا والعالم لخفض انبعاثات الكربون
+ اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
+ هل يمنح الشعب السويسري ثقته لمشروع التمويل الموحّد للرعاية الصحية؟
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 22 نوفمبر مع عرض صحفي جديد.
تحرير: أمل المكّي
للاشتراك في النشرة الإخبارية:
المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.