أخطار التغييرات المناخية!
أكد العلماء والخبراء الذين نظموا معرض التغييرات المناخية أنهم لم يتصورا أبدا أن افتتاحه سيتزامن مع فترة من الحر والجفاف لم يسبق لها مثيل في سويسرا وأوروبا.
ويقول علماء الأرض والمناخ بجامعة برن إن المعرض يلفت الانتباه للثوابت العلمية المعروفة والمسلم بها عن ظاهرة الدفيئة
تؤكد أقلية من العلماء والباحثين أن ظاهرة الدفيئة وما يترتب عليها من كوارث بيئية وطبيعية تهدد الحياة على الكرة الأرضية هي ثمن التقدم الذي أحرزه الإنسان منذ تفجر الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر.
لكن الأغلبية التي تشكك في ذلك تقول إن ما تعيشه الأرض حاليا يقع في الغالب في إطار دورة من الدورات الطبيعية في حياة الكرة الأرضية.
وعلى الرغم من الخلافات في وجهات النظر حول تقييم أبعاد المضاعفات المنسوبة للنشاطات الإنسانية على البيئة والمناخ، هنالك إجماع على عدد من الثوابت العِلمية، كارتفاع كثافة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، أو اتساع الثغرات في غشاء الأوزون، أو بعض أنواع التلوث التي تهدد أسباب الحياة في البر والبحر معا.
إن الأغلبية من العلماء والباحثين لا تنفي التأثيرات السلبية لهذه العوامل، لكنها تحذر من المبالغة أو التهويل في هذه الأمور، مشيرة للحِقب الجليدية والحرارية المتعاقبة التي عرفتها الأرض قبل الثورة الصناعية على فترات تراوحت بين 10و20 ألف عام.
وبين بين، يتصاعد قلق الرأي العام السويسري والعالمي إزاء الكوارث الطبيعية والبيئية المتصاعدة، وإزاء التغييرات المناخية التي تترك مضاعفات اقتصادية على بعض المناطق في سويسرا على سبيل المثال، خاصة المناطق السياحية.
وعلى هذه الخلفية، تم قبل أيام افتتاح المعرض الذي يحذر من التغييرات المناخية في متحف الألب بمدينة برن.
ويقول المسؤولون عن المتحف وخبراء المناخ وعلوم الأرض بجامعة برن، إنه لدى انطلاق فكرة تنظيم مثل هذا المعرض قبل عامين تقريبا، لم يتصور أحد في أن افتتاحه سيتزامن مع حلول فترة من الحر والجفاف لم تعرفها سويسرا منذ 250 عاما.
تعددت المصالح والأرض واحدة…
ويؤكد ناطق بلسان متحف الألب، أن الهدف من المعرض ليس التجارة بظاهرة الدفيئة أو بالخوف من عواقب هذه الظاهرة، وإنما لفت الانتباه لما هنالك من ثوابت عِلمية معروفة ومسلّـم بها، كثوابت تترك التأثيرات السلبية في الغالب على مناخ الأرض.
ويقول أورس كنويبيل Urs Kneubühl مدير متحف الألب في العاصمة الفدرالية السويسرية برن، إن الدافع للمعرض هو محاولة كسب تأييد الزائر والرأي العام لإجراءات حماية البيئة والطبيعة، خاصة إجراءات مكافحة ظاهرة الدفيئة، وتشجيع الناس على تبني هذه الإجراءات في حياتهم اليومية حفاظا على مصالح الأجيال القادمة.
ومن الواضح في هذه الأثناء على الصعيدين المحلي والعالمي، أن وضع جميع المصالح في نفس السلة أمر يكاد يستحيل تماما، ليس بسبب أنانيّة البعض وسخاء البعض الآخر وحسب، وإنما بسبب عدم الاتفاق على تحديد أو تعريف المصالح أيضا.
وتجدر الإشارة لما حصل هذا الصيف في سويسرا، حيث تم خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس تسجيل حرارة قياسية زادت على 40 درجة مئوية في بعض الأيام وبعض المناطق، إلى جانب انقطاع الأمطار فترات قياسية أيضا زادت على ضعف المتوسط المألوف في هذا البلد.
وكانت هذه التغييرات المناخية في صالح النشاطات السياحية الصيفية، بفضل قرار معظم الناس البقاء في سويسرا لأسباب مختلفة بطبيعة الحال، عوضا عن السفر للخارج طلبا للشمس الساطعة والحمامات الشمسية الناجعة.
لكن هذه التغييرات التي تتواصل أثارها حتى أواخر العام ليست بالمرة في صالح السياحة الشتوية بسبب تقلص طبقات الثلوج في المرتفعات، وليست على الإطلاق في صالح النشاطات الفلاحية والزراعية التي تشكو من دمار المحاصيل أو أجزاء هامة منها، ومن نقص ملحوظ في كميات البذور والعلف للأيام القادمة، هذا دون الحديث عن نقص مياه الري.
جورج انضوني – سويس انفو
يحذر معرض فتح أبوابه قبل أيام في متحف الألب بمدينة برن من التغييرات المناخية نتيجة ظاهرة الدفيئة، في حين لا تزال المضاعفات المنسوبة لهذه الظاهرة موضعا لجدل علمي شديد. وقد سبق افتتاح المعرض الذي تم التخطيط له قبل عامين موسم من الحر والجفاف لم يسبق له مثيل منذ 250 عاما في سويسرا وأوروبا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.