أزمة السياحة: “لا مستقبل بدون تعاون”
شددت الفدرالية السويسرية للسياحة في تقريرها السنوي لعام 2002 على ضرورة إقامة تعاون وثيق بين مختلف الفاعلين في القطاع السياحي، وتنسيقه على المستوى الفدرالي لمواجهة الأزمة الراهنة.
وتُعلق الفدرالية بعض الآمال على ارتفاع سعر اليورو مقابل الفرنك السويسري لعله ينعش السياحة في الكنفدرالية
سلّط التقرير السنوي للفدرالية السويسرية للسياحة لعام 2002 الأضواء على سنة سياحية صعبة سجلت فيها الليالي المقضاة في الفنادق السويسرية تراجعا بنسبة 3,8% مقارنة مع عام 2001. وتناول التقرير الذي نُشر يوم الخميس 31 يوليو في برن وجاء في إحدى وثلاثين صفحة، الأسباب التي أدت إلى تدهور أوضاع القطاع السياحي السويسري خلال العام الماضي. كما طرح بعض الحلول التي قد تُساهم في انتعاشه من جديد.
وتوضح الفدرالية السويسرية للسياحة في تقريرها السنوي أن الحرب في العراق، والتهديدات الإرهابية، ووباء الالتهاب الرئوي اللانمطي، وانخفاض سعر الدولار عواملُ أثرت سلبا على القطاع السياحي السويسري. كما تشير إلى أن هذا القطاع يعاني أيضا من تراجع الاقتصاد الألماني. وتُـذكر الفدرالية في هذا السياق أن ألمانيا هي أهم شريك تجاري لسويسرا وأكبر سوق للسياحة السويسرية.
وورد في التقرير السنوي للفدرالية أن القطاع السياحي السويسري شهد خلال عام 2002 تراجعا ملموسا في عدد السياح الأجانب، وخاصة الألمان والأمريكيين والآسيويين. ورغم قتامة الصورة، حرص رئيس الفدرالية السويسرية للسياحة، النائب البرلماني فرانز شتاينيغر، على القول بأن “الأوضاع الاقتصادية الراهنة لا يجب أن تكون مبررا للفزع”، وأن هنالك جملة من الحلول الممكنة للنهوض بالقطاع السياحي رغم الركود الذي يشهده الاقتصاد السويسري والعالمي عموما.
التعاون وتراجع سعر الفرنك هما الحل!
وتدعو الفدرالية السويسرية للسياحة في هذا الصدد إلى توحيد صفوف مختلف الفاعلين في القطاع السياحي الوطني، وإلى إقامة تعاون وثيق بينهم على المستوى الفدرالي. وقد شددت مديرة الفدرالية جوديت رينر باخ خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء 30 يوليو في برن عشية نشر التقرير، على “ضرورة تحدث جميع الفاعلين في القطاع السياحي بصوت واحد مع الأوساط السياسية والسلطات لإضفاء المزيد من الأهمية على انشغالاتهم”.
وقد ورد في افتتاحية التقرير السنوي لعام 2002 أن القطاع السياحي السويسري لن يتمكن من رسم سياسة سياحية ناجحة في المستقبل إلا إذا أثبت أمام السلطات والسياسيين أنه قادر على التوحد تحت مضلة واحدة، وعلى الالتزام بـ”الأفكار القيادية والمركزية التي تقوم عليها نشاطات الفدرالية السويسرية للسياحة”.
وفضلا عن العزم على توحيد الصفوف، تعلق الفدرالية بعض الآمال على انخفاض سعر الفرنك السويسري مقابل اليورو لاجتذاب السياح الأوروبيين مجددا. وبينما تبقى الفدرالية السويسرية للسياحة متفائلة حول المستقبل رغم الصعاب، يتوقع معهد “باك” للأبحاث الاقتصادية في بازل تراجعا جديدا في عدد الليالي المقضاة في الفنادق السويسرية قد يناهز 2,8% خلال العام الجاري. ولا يؤمل خبراء المعهد حدوث أي تحسن في أوضاع القطاع السياحي السويسري قبل حلول الموسم الشتوي القادم.
عناصر إيجابية
ولئن كان التقرير السنوي للفدرالية السويسرية للسياحة قد خصص حيزا هاما للنتائج السلبية التي سجلها القطاع السياحي العام الماضي، فإنه لم يتجاهل العناصر الإيجابية حيث أشار إلى النجاح الكبير الذي حققه المشروع السياحي “La Suisse à vélo” أو”التجوال في سويسرا على الدراجة” للموسم الخامس على التوالي. وقد زاد الإقبال على محطات هذا المشروع بشكل خاص خلال عام 2002. من جهة ثانية، استفادت منطقة البحيرات الثلاث، بيين ومورا ونوشاتيل، من المعرض الوطني لعام 2002 الذي استثمر فيها 12 مليون فرنك.
وعلى صعيد “علامة الجودة” التي أطلقتها هيئة السياحة السويسرية قبل خمسة أعوام، فإن الحصيلة كانت إيجابية أيضا، حيث سلمت الهيئة قرابة 1600 علامة جودة إلى موفى عام 2002. وفي إطار برنامج إدارة الجودة السياحية، كونت المؤسسات السياحية زهاء 4400 شخصا “مكلفا بالجودة”. وفي المجال المعلوماتي، نجحت الفدرالية السويسرية للسياحة منذ 2002 في تصنيف 8500 شقة سياحية في 115 منطقة في مختلف أنحاء سويسرا. ويمكن الإطلاع على هذه الشقق وتكلفتها على موقع الهيئة السويسرية للسياحة على الانترنيت.
إصلاح بخات – سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.