“أنتم تجسِّـدون روح الانفتاح لسويسرا”
في مناسبة احتفال سويسرا بعيدها الوطني في غرّة أغسطس من كل عام، وجّـه باسكال كوشبان، رئيس الكنفدرالية لسنة 2008 تهانيه "الحارة" للمغتربين السويسريين، الذين يصل تعدادهم إلى 670 ألف شخص و"الذين اختاروا العيش في الخارج".
يقول عُـضو الحكومة الفدرالية في الكلمة التي سيستمع إليها المهاجرون السويسريون في الاحتفالات التي تُـقام في العديد من العواصم والمدن في القارات الخمس “إذا ما كنتم مجتمعين اليوم، فلأنه، وبالرغم من المسافة التي تفصلكم عن سويسرا، لا زالت الوشائج التي تربِـطكم ببلادكم، بلادنا جميعا، صادقة ومتينة”.
وفي معرض تقييمه لنوعية هذا “الإلتزام القوي جدا لفائدة الوطن الأم”، أشار باسكال كوشبان إلى المشاركة الاستثنائية للسويسريين المقيمين في الخارج في الانتخابات العامة، التي نُـظمت في شهر أكتوبر الماضي لتجديد غرفتي البرلمان الفدرالي.
ولم يُـخفِ كوشبان، الذي يشغل منصب وزير الشؤون الداخلية في الحكومة الفدرالية، ابتهاجه بـ “هذا الحِـس المدني وتواجدكم في الاحتفال بالعيد الوطني (اللذان) يمثلان شهادة على إرادة ترفُـض الاستسلام للأنانية وإيمانا بمستقبل بلادكم واستعدادا للدفاع عن هويتكم الوطنية”.
عُـشر السويسريين
في سياق متصل، أشار رئيس الكنفدرالية في كلمته أيضا، إلى أن حجم الجاليات السويسرية في الخارج يزداد يوما بعد يوم (وصلت حاليا إلى 10% من إجمالي المواطنين السويسريين)، وخاصة في البلدان الآسيوية، التي سُـجِّـلت فيها أقوى نسبة زيادة للمرة الأولى في عام 2007.
وقال رئيس الكنفدرالية “إنكم تجلبون معارفكم (وخبراتكم) للبلدان التي تستقبلكم. إنكم تمثلون أيضا مجموعة هائلة من السفراء المحتملين. إن سويسرا تحتاج إلى أصدقاء لتعزيز وضعها في العالم وأنتم جزءٌ من هؤلاء (الأصدقاء)، لأنكم تجسِّـدون روح الانفتاح، التي نجحنا فيها إلى حدٍّ بعيد”.
إضافات الآخرين
بالنسبة لباسكال كوشبان، يُـشبه السويسريون المقيمون في الخارج “الأغلبية الساحقة من السويسريين الذين يعيشون في سويسرا”، والذين يتوفّـرون هم أيضا على حِـسّ الضيافة وفهموا أن سويسرا لا تُـصدِّر مواطنيها فحسب، لكنها تُـثري نفسها أيضا بمعارف وثقافات الآخرين.
وفي ختام كلمته، دعا رئيس الكنفدرالية مواطنيه إلى الاحتفال بـ “هذه العقلية المنفتحة”، بطريقة يطبعها “الفرح والإنسجام”.
سويس انفو – اعتمادا على مقال باللغة الفرنسية لإيزابيل أيشنبيرغر
يحتفل السويسريون في عيدهم الوطني بالميثاق الدفاعي الذي أبرم في فاتح أغسطس من عام 1291 في سهل “غروتلي”، من قبل ممثلي كاتنونات أوري وشفيتس وأونترفالد التي وضعت أسس التحالف الذي تحول إلى سويسرا الحديثة باعتماد الدستور الفدرالي عام 1848.
اعتمد العيد الوطني في الفاتح من أغسطس في عام 1984 ولم تتحول هذه المناسبة إلى يوم عطلة رسمية إلا منذ سنة 1994.
يعيش حاليا أكثر من 670.000 سويسري في بلدان أجنبية، وينزح من سويسرا كل سنة حوالي 25.000 سويسري إضافي وتقيم غالبية السويسريين في الخارج في القارة الأوروبية.
يُلزم الدستور الفدرالي الحكومة بتعزيز العلاقة بين سويسرا ومواطنيها المقيمين بالخارج، وتمثل منظمة سويسريي الخارج، التي تأسست سنة 1916، مصالح ما يصطلح على تسميتها بـ “سويسرا الخامسة” بأشكال وصيغ متعددة.
يترأس باسكال كوشبان اللجنة الراعية لمهرجان أعياد غرّة أغسطس على سهل غروتلي (وهو موقع ذو رمزية خاصة للسويسريين، حيث يُـعتبر المكان الذي وُضعت فيه اللبِـنة الأولى للكنفدرالية)، وفي ساحة القصر الفدرالي في برن، التي تسعى للدفاع عن “القِـيم الأساسية لسويسرا”.
منذ يوم 30 يوليو، تستقبل ساحة القصر الفدرالي (مجانا) فنانين سويسريين، مثل ميكائيل فون دير هايدي وبولار وسينا وغرايس، لتنظيم حفلات في الهواء الطلق. في غرة أغسطس، يحتضن سهل غروتلي (شرق سويسرا)، عازف الإيقاع بيير فافر وعازفي بعض الآلات التقليدية السويسرية (مثل أبواق الألب)، روبير مورغنتالر وجون جاك بيدريتي.
من جانبها، تُـلقي ميشلين كالمي – ري، وزيرة الخارجية في الحكومة الفدرالية، خِـطابها ليوم 1 أغسطس في مدينة أنيير في كانتون جنيف.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.