أنقرة “تؤجل” زيارة دايس إلى تركيا
ألغت أنقرة رسميا اللقاء الذي كان مقررا في بداية سبتمبر المقبل بين وزير الاقتصاد السويسري ونظيره التركي لأسباب مرتبطة بـ"جدول الأعمال".
يأتي القرار الذي أعلنت عنه وزارة الاقتصاد السويسرية صباح الجمعة عقب عودة التوتر بين الجانبين بسبب الجدل حول التعريف التاريخي لإبادة الأرمن.
نقلت وكالة الأنباء السويسرية صباح الجمعة 5 أغسطس الجاري عن المتحدث باسم وزارة الاقتصاد السويسرية كريستوف هانز قوله إن وزارة الخارجية التركية أبلغت السفير السويسري في أنقرة يوم الثلاثاء الماضي 2 أغسطس بإلغاء زيارة وزير الاقتصاد السويسري جوزيف دايس إلى تركيا -التي كانت مقررة يوم 2 سبتمبر القادم.
وأكدت تصريحات السيد هانز النبأ الذي نشرته في وقت سابق صحيفتا “تاغس أنتسايغر” الصادرة بزيورخ و”لوتون” الصادرة بجنيف.
وحسب الرسالة التي تلقتها السلطات السويسرية في أنقرة، لا يسمح جدول أعمال وزير الاقتصاد التركي كورشاد توزمان بلقاء نظيره السويسري في التاريخ التي تم تحديده سابقا. في المقابل، أوضح السيد هانز أن زيارة السيد دايس لم تُلغ رسميا بل أُجلت، ولئن لم يتم تحديد موعد لاحق لها.
قرار غير مفاجئ
وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأن إلغاء زيارة سبتمبر ليست بالمفاجئة. فكانت أنقرة قد أشارت في شهر مايو الماضي إلى احتمال حدوث مشاكل مُرتبطة بجدول الأعمال.
لكن هذا التطور يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين أنقرة وبرن عودة التوتر بسبب التحقيقات الجارية في سويسرا ضد سياسي ومؤرخ تركيين شككا في وقوع إبادة الأرمن.
ففي 23 يوليو الماضي، بدأ الاستماع لأقوال رئيس حزب العمال التركي دوغو بيرينتشيك في مدينة فينترتور السويسرية في إطار تحقيقين مفتوحين ضده بسبب تشكيكه في حدوث تصفية الأرمن.
وكانت أنقرة قد احتجت بقوة أيضا على التحقيق المفتوح ضد المؤرخ التركي يوسف هالاكونغلو في كانتون فو بسبب تصريحات أدلى بها حول نفس الموضوع، متبنيا نفس الموقف المُشكك.
وفي 28 يوليو الماضي، استقبلت وزارة الخارجية السويسرية السفير التركي لدى برن للتباحث في المسألة وتوضيح المواقف. وعبرت سلطات الكنفدرالية من جديد عن دهشتها من احتجاجات أنقرة، مُنوهة إلى قابلية تطبيق القانون السويسري على القضيتين.
العلاقات الاقتصادية لن تتضرر
ولم يرغب المتحدث باسم وزارة الاقتصاد السويسرية كريستوف هانز إبداء موقفه من الصلة المحتملة بين تأجيل زيارة دايس والقضيتين المذكورتين، معربا عن اعتقاده أن “هذا السؤال يجب أن يُطرح على الأتراك”.
في المقابل، أوضح السيد هانز أن الأمر سيكون مؤسفا إن تبث أن إلغاء الزيارة ناتج بالفعل عن التحقيقات المفتوحة في سويسرا حول التشكيك في إبادة الأرمن. وشدد المتحدث باسم وزارة الاقتصاد السويسرية في هذا السياق أن على أن “سويسرا تطبق الفصل بين السُّلط. إن الأمر يتعلق بقيمة أساسية لديمقراطيتينا، ونحن لن نتخلى عنها”.
ويشار إلى أن السيد دايس كان سيقوم بزيارة عمل إلى أنقرة رفقة وفد اقتصادي. وقد ذكر السيد هانز بهذا الشأن أن هذا النوع من الزيارات شبه روتيني إذ يتحول وزير الاقتصاد السويسري كل أربع سنوات إلى البلدان التي تمثل سوقا هامة بالنسبة لسويسرا.
وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأن إلغاء زيارة 2 سبتمبر لا يُُفترض أن يسبب مشاكل على المستوى الاقتصادي، مؤكدا أن “العلاقات الاقتصادية تقوم على أساس خاص. إن هذه العلاقات وثيقة وستظل كذلك”.
سويس انفو مع الوكالات
التأويل التاريخي لموت وترحيل ما بين 800 ألف و1,8 مليون أرميني ما بين 1915 و1918 تثير توترات بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية.
اعترفت برلمانات دول عديدة، من بينها فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وإيطاليا، بإبادة الأرمن.
في عام 1985، اعرفت بها الأمم المتحدة، بعد عامين من الإقرار بها من قبل البرلماني الأوروبي.
في عام 2003، جاء دور مجلس النواب السويسري للإعتراف بإبادة الأرمن.
لا تتحدث الحكومة السويسرية رسميا عن “إبادة” بل عن “ترحيل بالجملة” و”مذابح”.
يؤكد الأرمن أن نحو 1.8 مليون أرمني قتلوا أو رُحلوا في الفترة الفاصلة ما بين عامي 1915 و1918 على أيدي القوات العثمانية. ترفض تركيا هذا الزعم، وتضع رقم الضحايا في حدود 200 ألف شخص. تم توقيع المعاهدة التي أدت إلى تأسيس تركيا الحديثة في لوزان في 24 يوليو 1923
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.