مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أوروبا تحاول الخروج بموقف موحد بعد فوز ترامب في الانتخابات الأميركية

afp_tickers

سعى زعماء الدول الأوروبية في بودابست الخميس الى الظهور كجبهة موحدة إزاء عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض، بينما بقي مقعد ألمانيا شاغرا في ظل الأزمة الحكومية المتصاعدة في برلين.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية “لقد أثبتنا أن أوروبا قادرة على الامساك بمصيرها متى كانت موحدة”.

من جهته، أورد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “هذه محطة تاريخية حاسمة بالنسبة لنا كأوروبيين”.

وتابع “في العمق، هل نريد أن نقرأ تاريخا يكتبه آخرون، الحروب التي يطلقها (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، الانتخابات الأميركية، الخيارات التي يقوم بها الصينيون… أم نريد أن نكتب التاريخ؟”.

وفي مؤشر الى المصاعب السياسية التي تواجهها بعض دول الاتحاد الأوروبي، أدلى ماكرون بتصريحاته في غياب زعيم دولة أخرى وازنة في التكتل القاري، هو المستشار الألماني أولاف شولتس الذي أقال بالأمس وزير المالية، وهو أحد الشركاء في ائتلافه الحكومي.

– زيلينسكي: التنازل انتحار –

وتعقد قمة المجموعة في ملعب لكرة القدم في بودابست بضيافة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المعروف بتأييده لترامب، والذي أشاد الأربعاء بتحقيق “صديقه.. نصرا عظيما” في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتأتي القمة غداة تحقيق ترامب فوزا بفارق كبير على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، في نتيجة أثارت مفاجأة في الولايات المتحدة والعالم بعدما رجحت استطلاعات الرأي أن تكون المنافسة متقاربة بين المرشحين.

وتثير عودة ترامب الى البيت الأبيض قلقا من تغييرات في توجهات السياسة الخارجية الأميركية، خصوصا لجهة الدعم العسكري الذي وفرته إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن لأوكرانيا منذ عام 2022 في مواجهة الغزو الروسي.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته أمام القادة الأوروبيين أنّ العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا يجب ألا “تضيع” بل أن “تُقدّر” بعد فوز دونالد ترامب.

أضاف “نأمل أن تصبح أميركا أقوى. هذه أميركا التي تحتاج إليها أوروبا. وأوروبا القوية هي ما تحتاج إليه أميركا. إن الرابط بين الحلفاء يجب أن يُقدّر وأن لا يضيع”. 

وأكد الرئيس الأوكراني رفض كييف تقديم “تنازلات” لموسكو، معتبرا أن ذلك سيعود بالضرر على أوروبا جمعاء.

وقال “أوصَى البعض منكم، الحاضرون هنا، أوكرانيا بشدة، بأن تقدم +تنازلات+ لبوتين. وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لأوكرانيا وانتحاري بالنسبة لأوروبا برمتها”. 

وتلي قمة المجموعة السياسية، قمة لزعماء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي.

– أوروبا غير مستعدة – 

إضافة الى أوكرانيا، تثير مواقف أخرى للرئيس الأميركي المنتخب القلق في أوروبا ومختلف أنحاء العالم، مثل تلويحه بفك الارتباط العسكري وفرض رسوم جمركية باهظة وقضايا البيئة.

وقال سيباستان مييار، الباحث في معهد جاك ديلور، إن “السكين هي فعلا على رقبة الأوروبيين… نتيجة الانتخابات تدفع الاتحاد الأوروبي إلى التنبه”.

وعلى رغم الدعوات المتزايدة في الأشهر الأخيرة الى تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية، يبدو أن التكتل القاري فوجئ بفوز ترامب بولاية جديدة في البيت الأبيض الذي غادره في مطلع عام 2021، وسيعود إليه في مطلع 2025 خلفا للديموقراطي جو بايدن.

وقال الخبير في مركز بروغيل للبحوث غونترام وولف “لنقُل الأمور بوضوح، أعتقد أنهم لم يكونوا مستعدين لسيناريو كهذا… لا خطة معدّة للمسار الواجب اعتماده، أكان على المستويين الأوروبي أو الفرنسي-الألماني”.

في الجانب الاقتصادي، وفي ظل المخاوف من خطط الرسوم الجمركية التي يعتزم ترامب فرضها، يخشى أن تقوم كل دولة ببحث المسألة مع واشنطن بشكل منفرد.

وأعرب ترامب عن نيته زيادة الرسوم الجمركية على كل المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة، ووصف خلال حملته الانتخابية الاتحاد الأوروبي بأنه “صين صغيرة” يستغل حليفه الأميركي عبر تراكم الفوائض التجارية لصالحه.

والمجموعة السياسية الأوروبية هي تجمع أوسع من الاتحاد الأوروبي. وإضافة الى أعضاء الاتحاد الـ27، تضم المجموعة نحو 20 دولة بعضها ذات توجهات مختلفة، منها بلدان مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وأخرى تدرك أن باب انضمامها الى الاتحاد أغلق منذ زمن طويل، إضافة الى المملكة المتحدة التي اختارت الخروج من التكتل.

جكا/كام/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية