أينشتاين عاش هنا!
لم يعش أكثر من سبع سنوات في العاصمة الفدرالية برن! لكن لأنه ألبرت أينشتاين، فإن سويسرا تأبى أن تنسى هذه السنوات السبع، تفاخر وتذكر بها في كل مناسبة، وأحياناً بلا مناسبة.
هذه المرة كانت المناسبة مناسبتان: ذكرى مرور 50 عاماً على موت عبقري القرن العشرين، ومرور مائة عام على نشره للنظرية النسبية.
يحق لسويسرا أن تفاخر بالسنوات السبع التي قضاها عبقري القرن العشرين فيها. فعام 1905، الذي عمل خلاله ألبرت أينشتاين كموظف فدرالي في مكتب تسجيل براءات الاختراع السويسري، أسماه المؤرخون بعد ذلك بـ”السنة المعجزة”.
تلك السنة شهدت نشر أينشتاين لأربعة أبحاث علمية، وضعت الأساس لعلم الفيزياء الحديث كما نعرفه اليوم، وكان من بينها نظريته النسبية الشهيرة.
وتمكن الرجل – الذي تخلى عن جنسيته الألمانية بسبب سياساتها العرقية ليأخذ الجنسية السويسرية ثم الأمريكية، محتفظاً بالسويسرية إلى يوم مماته – تمكن أيضاً في نفس الفترة من إثبات إمكانية قياس الذرات، وأن انتقال الطاقة يكون على نبضات بينها فترات.
2005 عام أينشتاين!
كان عاماً مدهشاً بكل المقاييس إذن. ولذلك لم تكن مئويته لتمر مرور الكرام، فالعالم بأسره يحتفي بالذكرى المائة على تغير وجه العلم الفيزيائي كما نعرفه اليوم.
وبديهي أن سويسرا كانت سباقة للاحتفاء بمثل هذا الحدث. فقد أسمت عام 2005 عاماً لأينشتاين، خاصة وأن هذه السنة لا تصادف فقط المئوية الفكرية لأعماله، بل وتتزامن أيضاً مع الذكرى الخمسين لموته في 18 أبريل 1955 في ولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة.
فعاليات عديدة.. مبتكرة ومكلفة!
اتخذت سويسرا من العاصمة برن، التي فيها عاش العبقري سنواته السبع، موقعاً لمعظم الفعاليات الثقافية المرتبطة بهذا الحدث.
والباكورة في كل تلك النشاطات افتتاح متحف برن التاريخي لمعرض مبتكر، يعتبر الأكثر فرادة واستنزافاً للطاقات والجهود في تاريخ سويسرا.
تكلف بناء المعرض نحو 7.2 مليون فرنك سويسري، وفيه يقدم المتحف من خلال تصميمات بعضها افتراضي، بانوراما دقيقة لأعمال أينشتاين وتأثيرها على العالم.
وقد تعمدت السلطات السويسرية أن تٌُظهر من خلال فعالياتها إلى أي مدى ترك أينشتاين بصماته ليس فقط على الساحة العلمية، بل وأيضاً على الساحات الثقافية والأدبية والفنية.
ومن هذا المنطلق، سيشهد عام 2005 مهرجاناً دولياً للفنون، محوره أينشتاين لا غير، كما ستنظم المكتبة الوطنية السويسرية فعالية بعنوان “بعد أينشتاين، نصوص على نصوص: العمل، الأدب، الفن، والنقد”، وفيها سيتم التعمق في الأسئلة التي طرحها أينشتاين وأثرها على تاريخ الثقافة.
وبطبيعة الحال، لم تنس السلطات السويسرية في احتفاءها بعبقري القرن أن تدرج ضمن برنامجها عرضاً جديداً في المنزل الذي عاش فيه وأسرته في شارع كرامجاسه بالمدينة القديمة في العاصمة برن، فذلك المنزل يظل دليل إثباتها المتكرر على أن الرجل مرَ وعاش وغيَر وجه التاريخ من قلب سويسرا.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.