إجراءات وقائية ضد الالتهاب الرئوي
لمواجهة خطر انتشار مرض الإلتهاب الرئوي الحاد، اتخذت سويسرا إجراءات في المطارات لاقتفاء أثر الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالمرض.
وجاءت الإجراءات السويسرية في الوقت الذي سجل فيه المرض انتشارا جعل منظمة الصحة العالمية تتخوف من تحوله إلى وباء القرن الحادي والعشرين
واصل مرض الالتهاب الرئوي الحاد، المعروف بالسارس انتشاره حيث أظهرت نشرة منظمة الصحة العالمية الأخيرة تسجيل أولى الحالات في بلدان مثل اندونيسيا وجنوب افريقيا والهند والكويت.
ولكن بؤر المرض تبقى منحصرة في بلدان مثل الصين التي سجل بها بتاريخ 26 أبريل، حوالي 2750 حالة إصابة ووفاة 122 شخصا، تليها هونكونغ بـ 1527 حالة وأكثر من 121 وفاة. وقد أفادت وسائل الإعلام بحدوث أكثر من خمسين وفاة خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدها.
تخوفات منظمة الصحة العالمية
ورغم التحفظات التي عادة ما تلتزم بها منظمة الصحة العالمية تجاه ظاهرة صحية لم تكتمل التحريات بشأنها، يبدو من التصعيد في لهجة التحذير الذي وجهته المنظمة خلال الأيام الأخيرة، أن الموضوع بدأ تحول إلى مصدر قلق.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، النرويجية جروهارليم بورنتلاند، “إن الفرصة لا زالت متاحة أمامنا لوضع حد لانتشار المرض كي لا يتحول إلى وباء على المستوى العالمي”.
وتعكس تخوفات مديرة منظمة الصحة العالمية القلق الذي أبدته العديد من الجهات الدولية تجاه تقاعس السلطات الصينية في معالجة المرض، الذي يرجح ظهوره لأول مرة في مقاطعة جواندونغ جنوب الصين. ولكن أمام حدة الانتشار، وتأثير ذلك على النشاط الاقتصادي والتجاري، لجأت السلطات الصينية إلى تخفيف القيود المفروضة على الإعلام الداخلي والخارجي بخصوص المرض.
وقد كان من بين الضحايا السياسيين لمرض الالتهاب الرئوي الحاد، عزل وزير الصحة الصيني زهانغ فينكانغ، ويبدو أن الوزيرة فو يي التي تم تعيينها خلفا له، ترغب في وضع حد للانتشار باتخاذ إجراءات جذرية، كعزل المناطق التي بها مصابين مثلما هو الحال بالنسبة لمستشفى بالعاصمة بيكين، وتقليل حركة التنقل من والى العاصمة، كما وعدت السلطات الصينية بتعزيز تعاونها مع منظمة الصحة العالمية.
“علينا توقع ما هو أخطر”
وفي سويسرا، أعرب مدير المكتب الفدرالي للصحة توماس زيلتنر عن التخوف من انتظار ما هو اخطر فيما يتعلق بانتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد. تخوفات مسؤول القطاع الصحي السويسري نابعة من القلق من أن يستقر المرض في البلدان النامية ويتحول إلى مرض مزمن، خصوصا وان العالم يفتقر لحد الآن لأي دواء او تطعيم يواجه به انتشار المرض.
وترى مديرة المكتب الأمريكي للوقاية من الأمراض في اطلنطا، جولي جيربندينغ، أن احتمال التوصل إلى تطوير لقاح مضاد لمرض الالتهاب الرئوي الحاد لن يصبح ممكنا قبل عام من الآن.
ولئن عجزت دول متقدمة مثل كندا في الحد من انتشار المرض، فإن هناك أنباء إيجابية مفادها أن فيتنام التي كانت من الدول التي انتشر فيها المرض في بداية ظهوره لم تسجل أية حالة جديدة منذ ثلاثة أسابيع، وهو ما سيدفع منظمة الصحة العالمية في وقت لاحق إلى شطب فيتنام من قائمة الدول التي ينتشر بها المرض.
إجراءات في مطارات سويسرا
السلطات السويسرية التي أثارت بعض الانتقادات باتخاذها قيودا على مشاركة عارضين من بلدان آسيوية في معرض المجوهرات والساعات في بازل قبل أسابيع، تواجه اليوم بانتقادات مضادة تتهمها بالتباطؤ في اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ولا شك أن ما افصح عنه رئيس قسم الأمراض المعدية بالمكتب الفدرالي للصحة، بيار ألان ريبر لوسائل الإعلام في عطلة نهاية الأسبوع، يعد جانبا من الرد على هذه الانتقادات. فقد أوضح بأن إدارتي مطاري زيوريخ وجنيف ستتخذان إجراءات ابتداء من الأسبوع القادم تجاه المسافرين القادمين على متن رحلات مباشرة من بلدان بها مخاطر انتشار المرض.
وسيتم تسجيل معطيات عن كل المتوافدين من هذه البلدان توضح المكان الذي قدموا منه والوجهة الذاهبين أليها وهذا لتتبع أثرهم. كما سيتواجد في المطارين أخصائيون لفحص المشتبه في إصابتهم بالمرض من بين المسافرين. وفي حال الشك في إصابة أحد المسافرين القادمين إلى سويسرا يتم عرضه على الأطباء وعزله.
وقد تم لحد الآن تسجيل عشر حالات في سويسرا يشتبه في إصابة أصحابها بمرض الالتهاب الرئوي الحاد، لكن لم يتأكد إلى الآن من حدوث أي إصابة. وهذا ما دفع رئيس قسم الأمراض المعدية بالمكتب الفدرالي للصحة لاعتبار “أن سويسرا مهددة ، ولكنها ليست في وضعية أزمة”.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
احصائيات مرض الالتهاب الرئوي الحاد في العالم حتى 26 أبريل
4836 حالة إصابة
293 حالة وفاة
2239 حالة تعافى أصحابها او اتضح أنها ليست تابعة للاتهاب الرئوي الحاد
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.