“إسرائيل تستعمل القنابل العنقودية”
أكدت "الحملة السويسرية ضد الالغام المضادة للأشخاص"، استخدام إسرائيل للقنابل العنقودية في حربها ضد حزب الله اللبناني، والتي يُنتج بعضٌ منها مع الشركة الحكومية السويسرية لصناعة الذخيرة "رواغ".
وترى الحملة التي اعتمدت على تقارير لمنظمة “هيومان رايتس واتش” أن هذه القنابل مخالفة للقانون الإنساني الدولي.
قالت “الحملة السويسرية ضد للألغام المضادة للأشخاص” في البيان الذي أصدرته يوم الأربعاء 26 يوليو الجاري في جنيف، “إن القوات الإسرائيلية بحوزتها عدة ملايين من هذه الذخيرة التي تم تطويرها وإنتاجها بالتعاون مع شركة صناعة الأسلحة السويسرية “رواغ” (RUAG)، التي تمتلكها الحكومة الفدرالية السويسرية”.
وأضافت هذه الحملة، التي تضم حوالي 50 منظمة غير حكومية سويسرية، أن الجيش السويسري يقوم بتخزين هذه الذخيرة. كما عبّـرت عن “الأسف لاستعمال إسرائيل لهذه الألغام في منطقة تم نزع الألغام منها مؤخرا، مما يجعلها غير آمنة لوقت طويل بعد انتهاء الصراع الحالي”.
تحقيق هيومان رايتس واتش
وكانت منظمة هيومان رايتس واتش، المدافعة عن حقوق الإنسان قد قامت بتحقيق ميداني في لبنان، استنتجت فيه أن “إسرائيل تستخدم قذائف المدفعية العنقودية في المناطق المأهولة بالسكان في لبنان”.
واستشهدت المنظمة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، بـ “استهداف قرية بليدا في 19 يوليو، مما ادى الى قتل وجرح 12 مدنيا من بينهم أطفال”.
وقال كينيث روث، المدير التنفيذي للمنظمة “إن القذائف العنقودية أسلحةٌ لا يعتمد عليها وقليلة الدقة إلى حدٍّ غير مقبول عند استخدامها على مقربةٍ من المدنيين، ولا يجوز استخدامها أبداً في المناطق المأهولة”.
شهود عيان
وقد اعتمدت منظمة هيومان رايتس واتش في تحقيقها على أقوال شهود عيان مفادها أن “إسرائيل أطلقت عددا من القنابل العنقودية على قرية بليدا في 19 يوليو”.
كما أوردت أن هذه القنابل أدت الى مقتل عدد من المدنيين من بينهم أطفال ومسنون، بعض منهم كانوا يختبئون في الملاجئ.
والتقط باحثو هيومان رايتس واتش صورا لقذائف مدفعية عنقودية تقليدية مطوّرة مزدوجة الاستخدام من نوع M483A1 مخزنة في ترسانة بطاريات المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على الحدود اللبنانية.
حقول ألغام خطيرة
ونقلت منظمة هيومان رايتس واتش في تقريرها الصادر بتاريخ 24 يوليو في بيروت، عن مقدم إسرائيلي متقاعد، لم تفصح عن هويته قوله: “إن دليل العمليات في الجيش الإسرائيلي يحذر الجنود من أن استخدام هذه القذائف العنقودية يخلق حقول ألغام خطيرة بفعل النسبة العالية للقنابل غير المنفجرة”.
وقدرت المنظمة ان نسبة القنابل التي لا تنفجر تتجاوز 14%، بينما يقول القانون الإنساني الدولي إن تلك النسبة لا يحب أن تتجاوز 1%.
وورد في تقرير هيومان رايتس واتش أن الجيش اللبناني ” لديه أدلة على استخدام إسرائيل القذائف العنقودية في وقتٍ سابقٍ من هذا العام أثناء قتالها مع حزب الله في محيط منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها”.
وسبقت هذه الاتهامات مطالبة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، في مؤتمر روما يوم الأربعاء 26 يوليو، بضرورة تقديم إسرائيل لخرائط عن حقول الألغام التي زرعتها على طول الحدود بين البلدين.
تعاون محدود
على صعيد آخر، أوضحت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري، في الندوة الصحفية التي عقدتها بعد الجلسة الاستثنائيةالحكومة السويسرية يوم الأربعاء 26 يوليو في برن لمناقشة تداعيات الصراع في لبنان، بأن “التعاون العسكري بين سويسرا وإسرائيل محدود منذ عام 2001”.
وذكرت الوزيرة بأن “أعضاء الحكومة ناقشوا مطولا كيفية تصنيف الصراع الحالي بين إسرائيل وحزب الله لتحديد تداعيات ذلك على ضرورة التزام سويسرا بموقف محايد. ولكنها ترى أن ذلك “سوف لن يكون له تأثير كبير” على الموقف السويسري المتمثل في العمل في الميدان الإنساني: إجلاء الرعايا السويسريين، والتذكير بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، وتشجيع البحث عن حل دبلوماسي.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
القنابل العنقودية ذخيرة تطلق إما عن طريق سلاح الجو او المدفعية، وتتكون من قذيفة تحتوي على قنابل صغيرة يصل عددها الى حدود 100.
يكمن خطرها في أن قسما منها لا ينفجر عند الإطلاق، ويتحول إلى حقل ألغام سيواصل حصد أرواح المدنيين حتى بعد انتهاء الصراع.
إذا كان القانون الدولي لا يحرم استخدامها بشكل قطعي، فإنه يحدد بألا تتجاوز نسبة القنابل التي لا تنفجر عند الإطلاق 1%.
ولكن النسبة التي لا تنفجر في الذخيرة التي تستخدمها إسرائيل تتجاوز 14% حسب منظمة هيومان رايتس واتش.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.