إصلاحات وفرص واعدة للاستثمار
شكل الاجتماع السنوي للغرفة العربية السويسرية للتجارة والصناعة فرصة بالنسبة لأمين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى لكي يشدد على أنه لا يمكن تحقيق نمو اقتصادي وتجاري بدون استقرار سياسي وأمني.
عقدت الغرفة العربية السويسرية للتجارة والصناعية اجتماعها السنوي الثامن والعشرين في جنيف بحضور ضيفي شرف، هما الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى ووزير الاقتصاد بدويلة جنيف السيد كارلو لامبريخت.
واستغل وزير الاقتصاد بدويلة جنيف السيد كارلو لامبريخت فرصة مخاطبة رجال المال والأعمال السويسريين والعرب للتعريف بفرص الاستثمار الجديدة في قطاعي البيوتكنولوجيا وتقنية المعلوماتية.
كما حضر الاجتماع، إلى جانب أعضاء الغرفة وممثلي السلطات المحلية والفدرالية وسفراء الدول العربية، مبعوثان عن الديوان الملكي الأردني للتعريف بفرص الاستثمار في المملكة الهاشمية وبتطور الاقتصاد في هذا البلد.
وحتى وان جمع هذا اللقاء مختصين في الاقتصاد والتجارة، إلا آن أحدا من المتدخلين لم يفته التلميح إلى تأثيرات أحداث الحادي عشر سبتمبر على الاقتصاد عموما وعلى المنطقة أوالإشارة بإسهاب إلى الوضع المأساوي في أراضى الحكم الذاتي بعد الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية وقطاع غزة.
لكن اللقاء في معظمه تمحور ما بين تقييم لحصيلة عام من النشاط والمبادلات التجارية بين سويسرا والعالم العربي وما تنوي كل جهة توفيره للطرف الثاني بغرض جلب الاستثمارات وفرص الشراكة والتبادل التجاري.
تطور مقبول
وفي تقييمه لحصيلة المبادلات التجارية بين سويسرا والعالم العربي، رأى رئيس الغرفة السيد فيرنر إيبرلي “أنه تطور مقبول”. فقد ذكر بأزمة الخطوط الجوية السويسرية سويس إير التي كلفت خسارة سبعة عشر مليار دولار وتأثيرها على الاقتصاد السويسري بتحقيق نمو 1،6% بدل 2%، التي كانت متوقعة وهي النسبة التي نزلت إلى 1،3%، وارتفاع نسبة البطالة بـ 2%. واستعرض رئيس الغرفة التجارية العربية السويسرية القطاعات التي تاثرت من هذه الأزمة، مشيرا الى قطاع الفنادق والإلكترونيات والحديد والصلب.
لكن مبادلات سويسرا مع العالم العربي سجلت مع ذلك ارتفاعا بنسبة سبعة في المائة لتصل إلى أربعة مليار فرنك أغلبها من الآلات الدقيقة والساعات والمعدات الطبية والأدوية، وهو ما يشكل 2،9% من مجموع صادرات سويسرا.
أما واردات سويسرا من العالم العربي باستثناء البترول فقد تراجعت بنسبة 100 مليون فرنك لتستقر في حدود مليار ونصف مليار فرنك في عام 2001، وأغلبها من المواد الغذائية.
تركيز على فرص الاستثمار
أمين عام الغرفة العربية السويسرية للتجارة والصناعة السيد إلياس عطية ذكر ببعض الملتقيات التي نظمتها الدول العربية بالاشتراك مع الغرفة سواء في جنيف او في البلدان العربية بغرض التعريف بفرص الاستثمار وبالقوانين الجديدة التي تم إدخالها في ميدان حماية الاستثمارات الأجنبية، نذكر منها ملتقى فرص الاستثمار في المملكة العربية السعودية الذي جمع أكثر من 100 رجل مال وأعمال وملتقى دبي لرجال الأعمال العرب وملتقى الدار البيضاء للاستثمارات في بلدان شمال إفريقيا، وملتقى الخرطوم حول الفرص التي يقدمها السودان في هذا الميدان.
وقد حضر هذا الاجتماع السنوي للغرفة العربية السويسرية للتجارة مبعوثان عن الديوان الملكي الأردني للاعداد لملتقى سيعقد في شهر أكتوبر القادم بسويسرا للتعريف بفرص الاستثمار في المملكة الهاشمية الأردنية. كما ستحتضن جنيف في شهر أكتوبر القادم ملتقى حول المصارف العربية والبنوك الأوروبية العربية.
فرص استثمار جديدة في سويسرا
وزير الاقتصاد بدويلة جنيف السيد كارلو لامبريخت الذي عدد مزايا اختيار العديد من رجال المال والأعمال العرب وغير العرب لجنيف كمقر لنشاطاتهم، استغل هذه الفرصة للتعريف بالإمكانيات الجديدة المتاحة أمم المستثمرين الأجانب في جنيف في قطاعين هما البيوتكنولوجيا وتقنية المعلوماتية.
كما وجه السيد لامبريخت نداءا للدول العربية وبالأخص في دول الخليج من أجل العمل على تطوير مزيد من الرحلات الجوية في اتجاه دبي وانطلاقا من مطار جنيف موضحا أن السلطات في جنيف تبدي استعدادا كبيرا لدراسة الموضوع.
وقد حظر الاجتماع السنوي للغرفة العربية السويسرية للتجارة والصناعة الامين العام للجامعة العربية السيد عمر موسى، الذي تطرق في كلمته بإسهاب للأزمة في الشرق الأوسط والأخطاء التي ارتكبت في عملية السلام وأدت إلى المأزق الحالي. كما صارح السيد موسى الحاضرين بضرورة إدخال إصلاحات على مؤسسات الجامعة العربية لتمكينها من تطبيق القرارات المتحدة ولتفعيل دور الاقتصاد العربي في الاقتصاد العالمي، ومن بين هذه المؤسسات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.