“اسـتـبـعـاد الإقـصــاء”..
تحت هذا الشعار، أطلقت اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية حملة وطنية جديدة بخمس لغات لتعزيز مناهضة مختلف أنواع التمييز.
اللجنة التي تحتفل بالذكرى العاشرة على تأسيسها بلورت أيضا استراتيجية جديدة من خمسة محاور تطالب بإضفاء قدر أكبر من الصرامة على القانون الجنائي ضد العنصرية.
بمناسبة الذكرى العاشرة على تأسيسها، اتخذت اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية جملة من التحركات لإعطاء نفس جديد لمناهضة التمييز العنصري في سويسرا.
وأوضح رئيس اللجنة يورغ كرايس أمام الصحافيين يوم الأربعاء 12 أكتوبر في برن أن اللجنة بلورت استراتيجية جديدة بعنوان “من أجل سياسة مشتركة ضد العنصرية”. وتعتمد هذه الاستراتيجية على خمسة محاور تتضمن مطالبها الرئيسية لعل أهمها تعزيز حماية الضحايا.
وفي هذا السياق، شددت نائبة الرئيس بويل سامبوك على أن التشريعات السويسرية الحالية ضد العنصرية غير كافية، خاصة في مجال التمييز في مواقع العمل والحصول على مسكن. ونوهت إلى ضرورة سن قوانين فعالة واختصار الإجراءات البسيطة ومنح الجمعيات حق الاستئناف.
كما أشارت السيدة سامبوك إلى ضرورة تعزيز القانون الجنائي ضد العنصرية بفقرات تحظر استخدام رموز عنصرية ونشاط منظمات لها أهداف عنصرية واضحة. وطالبت أيضا بتوفير المزيد من أجهزة المساعدة لضحايا التمييز مثل مراكز للاستشارة والتحكيم.
فضلا عن ذلك، دعت اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية الدولة السويسرية إلى الالتزام باحترام الحقوق الأساسية لطالبي اللجوء، مثل الحق في المساعدات الملحة واحترام الحياة الخاصة والعائلية والصحة. ولم تغفل المطالبة بتفادي إجراءات منح الجنسية لأي نوع من التمييز.
حملة واسعة وهجومية
وبموازاة مع هذه الاستراتيجية الجديدة ضد العنصرية، أطلقت اللجنة حملة وقائية بعنوان “استبعاء الإقصاء” للتحسيس بممارسات التمييز التي يتعرض لها أشخاص بسبب انتماءهم الديني أو العرقي أو الثقافي أو بسبب لون بشرتهم…
وتـَظهر الرسائل التي تريد الحملة إيصالها إلى الرأي العام بأحرف عريضة بيضاء على ملصقات كبيرة ذي خلفية سوداء، باللغات الألمانية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية والرومانش (اللغة الرابعة في سويسرا).
أما مضمون الملصقات الخمسة عشر، فهو عبارة عن شهادات أشخاص يعرفون ما يعنيه الإقصاء في الحياة اليومية لمجرد اختلاف أصلهم أو لونهم أو دينهم… ويعكسون بالتالي حقائق قريبة من واقعهم الاجتماعي.
نقرأ على بعض تلك الملصقات الإعلانية على سبيل المثال: “على الملعب أو أمام ملهى ليلي، يظل الأسود أسودا في نظركم” (جيلبير كوام، لاعب كرة قدم)، أو “ببذلتي البيضاء، لا أحد يظنني إرهابيا” (هشام العربي، طبيب)، أو “إذا كنت متفوقا في الأعمال، فيعني ذلك أنك يهودي” (إيفان بولاغ، تاجر).
وفي تصريح لسويس انفو، قالت مديرة مشاريع اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية دوريس أنغست “إن هذه الحملة هجومية جدا. فنحن نتطرق عبر هذه المواضيع لمواقف مختلفة يتجسد فيها الإقصاء”.
واستطردت قائلة “إن الناس الذين لديهم الكثير من الأحكام المسبقة سيبدون استياءهم من هذه الحملة”. رغم ذلك تأمل السيدة أنغست أن تشد الحملة انتباه جمهور واسع.
وقد بذلت اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية أقصى الجهود لبلوغ ذلك الهدف إذ تظهر ملصقات الحملة على الشاشات العملاقة في المحطات الخمس الأكبر في البلاد. ووُُضعت أيضا داخل كافة الحافلات في مختلف أرجاء سويسرا، وعلى جوانب الطرق، وفي المراكز التجارية. وتم نشرها كذلك على شكل بطاقات بريدية وأيضا على الإنترنت وفي الصحف.
الزمن تغير.. والجهود تظافرت
وكانت اللجنة قد أطلقت في عام 1997 حملة مماثلة، لكن الوضع اختلف كثيرا منذ تلك الفترة. وأشارت المسؤولة عن الحملة في هذا الصدد إلى أن الجمهور أصبحت له دراية أكبر بمسألة العنصرية وبنشاطات اللجنة التي فُتحت لها الكثير من الأبواب خلال تنظيم الحملة الجديدة، حسب تصريحات السيدة أنغست.
وتعززت بالفعل صفوف العاملين في مجال مكافحة العنصرية بفضل توفير المزيد من المندوبين المكلفين بقضايا الإندماج والتمييز في مختلف الكانتونات، والذين تحولوا إلى الشركاء الأساسيين للجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية.
ونوهت السيدة أنغست أيضا بدور القطاع الاقتصادي الذي لم يتردد في دعم الحملة التي كلفت 155 ألف فرنك، دفعت منها اللجنة 110 ألف فرنك، بينما بادرت العديد من الشركات إلى توفير مساحات إعلانية للملصقات بالمجان أو بأسعار منخفضة.
ويقر منظمو الحملة بأن تمرير معاني ضد العنصرية عبر ملصقات إعلانية يظل مهمة صعبة. وكانت حملة العام الماضي التي استخدمت جملا تعكس الصور النمطية والأحكام المسبقة العنصرية قد أثارت انتقادات كثيرة.
لذلك قررت اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية انتهاج أسلوب آخر، إذ اعتمدت هذه المرة على ملصقات كُتبت عليها تصريحات أشخاص حقيقيين يتصدون للإقصاء في مجال معين، ويعبرون عن ذلك بخفة دم ووعي.
سويس انفو مع الوكالات
تاسست اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية قبل عشرة أعوام، وتتمثل مهامها الرئيسية في:
توعية الرأي العام بمشكل العنصرية عبر تنظيم حملات وإصدار تقارير والاتصال بوسائل الإعلام.
المشاركة في عمليات الاستشارة الخاصة بمناهضة العنصرية.
دعم ضحايا العنصرية.
العمل كمركز يوفر الوثائق والتحاليل الخاصة بالظاهرة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.