اكتشاف جديد لعلاج رخاوة عضلات الجسم
تمكن العلماء التابعون للمركز الجامعي للأبحاث البيولوجية في بازل من تنشيط أو تقوية العضلات الرخوة في أجسام الفئران الإختبارية عن طريق استبدال مادة بروتينية معطوبة، بأخرى إصطناعية.
ويقول الأستاذ ماركوس ريغ الذي يرأس الفريق العلمي في بازل: إن هذه التجارب الموفّقة على الفئران تفتح آفاقا جديدة لإمكانيات علاج بعض الأمراض التناسلية التي تتسبب في اضمحلال أو تلاشي العضلات في الجسم الإنساني.
توصل الباحثون في بازل لهذه الطريقة لشد العضلات، باستبدال المادة البروتينية الأساسية في تكوين العضلات والمعروفة باسم “أغرين” Agrin ، بمادة بروتينية اصطناعية شبيهة تم ابتكارها في المختبرات البيولوجية بجامعة بازل.
هذه الطريقة لعلاج رخاوة العضلات عند بعض الحيوانات هي طريقة مجربة وليست جديدة في حدّ ذاتها.
لكن الجديد هو أن الباحثين في بازل أقاموا الدليل وللمرة الأولى، على أن المورثات الاصطناعية، أي المادة البروتينية، التي استخدموها في هذه التجارب، ليس من الضروري ان تكون ذات تركيبة شبيهة تماما بتركيبة بروتين “أغرين” السليم ولكنها قادرة على القيام بنفس الوظائف في عضلات الجسم.
وتقيم هذه التجارب الدليل على أن الأدوية والمركبات الكيميائية المستخدمة لزيادة مستوى بروتين “أغرين” في العضلات قد تساعد على علاج بعض الأمراض التناسلية في العضلات، علما بأن العلاج بالمورثات هو الأفضل، لأنه يستبعد إلى حد ما، إثارة ردود الفعل غير المرغوب فيها من جانب نظام المناعة في الجسم.
أمل جديد لثلاثين ألف طفل
والسؤال المطروح أمام الباحثين في بازل الآن يتعلق بالقدر الضروري من بروتين “أغرين” الاصطناعي لشد العضلات وتمكينها من القيام بوظائفها خير قيام، دون ترك أية مضاعفات سلبية على الكائنات الحية.
هذا ويرجع بعض الأصناف النادرة للرخاوة أو الانحلال في عضلات الجسم لأسباب وراثية ويبدو على الأطفال الرضّع منذ الولادة أحيانا وبعد الولادة بقليل أحيانا أخرى.
ولا تقتصر هذه الظاهرة النادرة على جنس دون غيره من الجنسين، وتتسبب في ضعف الحركة والعجز عن المشي والانتصاب على الساقين، لا بل وفي وفاة الكثير من الأطفال في سن مبكرة، بسبب العطل في عضلات الجهاز التنفسي.
لكن المرض الذي يتسبب في اضمحلال عضلات الجسم والأكثر انتشارا نسبيا، يعرف بمرض ” دوشين” Duchenne، وهو من الأمراض النادرة على أي حال والتي يتعرض لها الرضّع الذكور في الغالب .
وحسب العلماء والأطباء تبدو أعراض هذا المرض الأخير للعيان أثناء الطفولة، ولا يلبث حتى يفتك بصاحبه بحدود الثلاثين من العمر على وجه العموم.
جورج أنضوني
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.