اكتشاف مكيدة للحد من انتشار جنون البقر
إن المكيدة التي أعلن عنها الباحثون السويسريون والإيطاليون للحد من نشاط " البريون"، تلك المادة البروتينية المسببة لجنون البقر، هي مكيدة تكنولوجية بطبيعة الحال، وتتمثل في قطع الطريق بين البريون المعطوب والبريون السليم في الجسم.
وتقول الأوساط العِلمية إن هذا الاكتشاف قد يأخذ طابعا تاريخيا في المواجهة مع وباء جنون البقر والأوبئة الشبيهة عند بعض الحيوانات الأخرى وعند الإنسان.
يقول الأستاذ والباحث السويسري أدريانو أغوتسي المتخصص بعلم الأمراض العصبية بالمستشفى الجامعي في زوريخ والذي حاز على شهرة دولية لأبحاثه على البريون: إن الباحثين في زوريخ تحققوا من الاكتشاف الجديد خلال التجارب على الفئران
التي أصبحت ذات مناعة من وباء جنون البقر.
وتمثلت تلك التجارب في تعديل المادة التناسلية للأنسجة اللنفاوية في أجسام الفئران، بصفةٍ جعلتها تنتج تلقائيا مادة بروتينية مضادة للمادة البروتينية المسببة للتعفّن في دماغ الكائنات الحية.
فالمعروف أن الكُريات اللنفاوية تعتبر من فصيلة الكريات البيضاء في دماء الكائنات الحية، وقد تكوّن نسبة تزيد قليلا على الخمسة وعشرين في المائة من كريات الدم البيضاء عند الإنسان.
السبيل إلى لقاح ضد وبأ، لا يعني السبيل للعلاج منه
فقد تركز اهتمام الباحثين في سويسرا وإيطاليا على هذه الكريات اللنفاوية نظرا للقناعة العِلمية البعيدة الأمد الآن، بأن هذه الكريات هي بمثابة المصانع البيولوجية المجهرية التي تنتج أو تساعد على إنتاج المواد المضادة، لمواد دخيلة أو غريبة قد تتواجد في الجسم.
وبالفعل أدت التعديلات التناسلية على الفئران إلى تنشيط الكريات اللنفاوية كي تنتج كميات كافية من البريون المضاد لبريون جنون البقر، بطريقة وفّرت الحماية والوقاية للفئران من العدوى، دون ترك أية مضاعفات غير مرغوب فيها على ما يبدو.
خطوة هامة لانجازات خطيرة
إلا أن الأهم من ذلك، هو أن هذه الطريقة قد تمهد السبيل لتطوير لقاح أو تطعيم ضد مرض جنون البقر والأمراض الشبيهة، علما بأن بعض الأوساط العلمية أخذ يستبعد تدريجيا إمكانية إيجاد الوسائل للتصدي لتلك المادة البروتينية المعطوبة التي تؤدي لتعفّن الدماغ وللفتك بالكائن الحي.
وحسب الباحثين في زوريخ فان الاكتشاف الجديد يفتح آفاقا جديدة أمام صناعات الأدوية لتطوير اللقاح المطلوب والواقي . لكن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن إمكانية إيجاد العلاج الناجع لجنون البقر والأوبئة الشبيهة، كما لاحظ البروفيسور أدريانو أغوتسي في زوريخ.
وجدير بالذكر أن الباحثين في كل من سويسرا وإيطاليا قد أعطوا الأولوية للأبحاث على وسائل توفير الوقاية والحماية، للحد مستقبلا من انتشار هذه الأمراض بين الكائنات من جهة، ولأنه لا سبيل ولا وسيلة حاليا لإنقاذ الكائنات التي تفجّر بها المرض، من جهة أخرى.
جورج أنضوني
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.