الأجور مرتفعة لكن القدرة الشرائية تتراجع
أظهرت دراسة جديدة أن السويسريين يتقاضون باستمرار أجورا أعلى من سكان البلدان المجاورة بمعدل يصل الى حدود 65 ألف فرنك سنويا.
ولكن نفس الدراسة أظهرت بأن غلاء الأسعار في سويسرا يضعف من القدرة الشرائية للسويسريين.
أظهرت دراسة تم نشرها يوم 19 ديسمبر، بأن السويسريين بتقاضيهم أجورا يصل متوسطها الى حدود 65 ألف فرنك سنويا، يأتون في مقدمة الترتيب بحصولهم على أجور تفوق بكثير ما يتقاضاه سكان البلدان المجاورة.
وكشفت الدراسة أن العاملين في مجالس الإدارة وفي قطاع الاتصالات هم من أبرز المجموعات المهنية التي تتصدر الترتيب من حيث مستوى الأجور في سويسرا.
وقد شملت الدراسة ستة بلدان أوروبية واستثنت رتب المسئولين الإداريين وموظفي المراتب الدنيا وذلك لتجنب تحريف نتائج الترتيب فيما يتعلق بالأجور المتوسطة.
وتظهر الدراسة بأن سويسرا تتصدر الترتيب بمتوسط أجور يقدر بـ 65 الف فرنك سنويا، متبوعة بألمانيا (54 الف فرنك)، ثم بريطانيا(53 ألف فرنك) ، فالنمسا (43 الف فرنك)، وإيطاليا (35 الف فرنك) وأخيرا فرنسا (32 الف فرنك).
القدرة الشرائية أمر آخر
ولكن عند أخذ القدرة الشرائية بعين الإعتبار، نجد أن سويسرا التي يفوق متوسط دخل مواطنيها بعشرين في المائة عما يحصل عليه مواطنو ألمانيا مثلا، تعرف ارتفاعا في غلاء المعيشة يزيد بـ 28% عما هو موجود في ألمانيا وفقا للتقارير الصادرة عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
ومع أن ارتفاع الضرائب والرسوم الاجتماعية في ألمانيا يقلل من هذا الاختلال في القدرة الشرائية تظل الأجور الألمانية أكثر جاذبية نظرا لقصر أوقات العمل السنوية ولحصول المواطنين الألمان على أيام عطل تفوق بكثير ما هو متاح في سويسرا.
وبلغة الأرقام، توصلت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الى أنه في الوقت الذي تصل فيه الأسعار في ألمانيا إلى 100 مثلا، تكون قد فاقت في سويسرا 128، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه في فرنسا 94 وفي إيطاليا 86.
ارتفاع الأجور أمر جيد ولكن…
يرى فيرنر إيبرهارت، الخبير في كتابة الدولة للشؤون الإقتصادية السويسرية المكلف بتحليل سوق العمل، بأن “ارتفاع الأجور أمر جيد بالنسبة لبلد ما ولكن فقط عندما يرافق ذلك حصول الفرد على موطن عمل رسمي ولوقت الدوام الكامل”.
ويبدو أن السبب في هذه الظاهرة في سويسرا يكمن في ارتفاع العديد من الأسعار مثل أسعار إيجار البيوت. ويتمثل الحل المطلوب لمواجهة مثل هذه الظواهر في “اتخاذ إجراءات على المدى البعيد لتخفيض الأسعار المطبقة في مجالات الزراعة والخدمات العامة وخدمات العلاج الطبي، وهو ما تحاول سويسرا تطبيقه منذ سنوات”، مثلما أوضح فيرنر إيبرهارت لسويس إنفو.
تباين بين المهن
قامت مؤسسة “جوب مونستر بايلوت” بدراسة ومقارنة متوسط الأجور لحوالي 88 الف موظف من الطبقة المتوسطة باستثناء الإطارات العليا أو موظفي الأجور المتدنية.
وقد أظهرت الدراسة بأنه بدخل متوسط في حدود 91 الف فرنك سنويا تكون مجموعة العاملين في المجالس الإدارية المجموعة الحاصلة على أحسن الأجور، متبوعة بقطاع العاملين في مجال الاتصالات والحاسوب (حوالي 86 الف فرنك)، ثم الأساتذة في الشعب العلمية (85 الف فرنك)، ثم العاملين في قطاع التوظيف والإعلام (حوالي 80 الف فرنك).
وفي مؤخرة الترتيب نجد مجموعات العاملين في القطاعات الطبية (حوالي 65390 فرنك)، وفي مجالات الفن والثقافة والرسم الغرافي (حوالي 69800 فرنك)، ثم العاملين في الإدارة وفي قطاع القانون والمشتريات واللوجيستيك وإدارة العتاد (حوالي 70 الف فرنك).
دراسة مفيدة
يشار إلى أن مؤسسة “جوب بايلوت ” دأبت منذ عام 2001 على إجراء دراسة مقارنة للأجور ونشرها على موقعها jobpilot.ch على الإنترنت. وقد لجأت منذ مدة الى إشراك مؤسسة Monster” في عملها هذا مما يسمح بتوسيع نتائج الدراسة ونشرها في العديد من الدول.
وتقوم المدرسة العليا المتخصصة في مدينة صولور السويسرية بمقارنة الفوارق في الأجور بين مختلف المجموعات المهنية في سويسرا مما يسمح بمقارنة مستويات الأجور بين سويسرا وباقي البلدان الأوروبية.
وقد أكدت كتابة الدولة لشؤون الإقتصادية في برن نتائج هذه الدراسة موضحة بأنه من العسير القيام بمقارنة دقيقة بين الدول نظرا لعدم استقرار سعر الصرف، إلا أن فينر إيبرهارت يرى أن “الإيجابي في مثل هذه الدراسات أنها تسمح بتنويع مصادر المعلومات”.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.