مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأمم المتحدة تتمسك بدور المنسق في هايتي رغم الصعوبات

قوات الأمم المتحدة في هايتي تفتش مواطنا عند دخوله لمطار بور أوبرانس. Keystone

في ردها على الانتقادات بخصوص بطء استفادة ضحايا زلزال هايتي من المساعدات الدولية بسبب تداخل الصلاحيات، شددت الأمم المتحدة على أن عمليات الإغاثة في هايتي تتم تحت رايتها، وأنها تستفيد من الدعم اللوجستيكي للقوات الأمريكية.

ويبدو أن فرق الإغاثة بدأت تتجاوز صدمة الأيام الأولى وشرعت في الوصول الى الضحايا.

يبدو أن الفوضى التي رافقت التدخل الإنساني في عمليات الإغاثة في زلزال هايتي على إثر الأيام الأولى من وقوع الكارثة التي خلفت لحد الآن أكثر من 70 ألف قتيل (وربما يصل العدد إلى حوالي 200 الف قتيل)، قد أدت إلى إثارة انتقادات حول الإطار الذي تتم فيه عمليات التدخل الإنساني.

فبعد ظهور سيطرة أمريكية على مرافق المطار، ورفع العلم الأمريكي بدل العلم الهايتي، وتردد انتقادات حول تفضيل هبوط رحلات القوات الأمريكية على حساب المساعدة الإنسانية، ظهرت تساؤلات حول الإطار الذي تتم فيه هذه العملية.

وأوضحت الناطقة باسم إدارة تنسيق المساعدة الإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف، اليزابيت بيرس، بأن عملية الإغاثة تتم تحت إشراف الأمم المتحدة وبالتعاون مع
سلطات هايتي، وبالاعتماد على الدعم اللوجيستي للقوات الأمريكية، خصوصا فيما يتعلق بإدارة مطار بور أوبرانس.

وهناك حديث عن إصلاح القوات البحرية الأمريكية لميناء المدينة لجعله صالحا للملاحة وللسماح بتمرير القسم الأكبر من المساعدات الإنسانية بحرا ولتخفيف الضغط على المطار.

وقد أوضحت مصادر عسكرية أمريكية بأن مطار بور أوبرانس أصبح بإمكانه الآن استقبال ما يصل إلى 100 رحلة يوميا.

بداية تنظيم توزيع المساعدات

وأجمع المتحدثون باسم المنظمات الإنسانية والدولية في جنيف يوم الثلاثاء 19 يناير الجاري على القول بأن المساعدات الانسانية بدأت فعلا في الوصول إلى الضحايا بشكل أفضل بعد مرور ستة أيام على الهزة الأرضية العنيفة التي بلغت قوتها 7 درجات على سلم ريشتر.

فقد تمكنت فرق الإنقاذ الدولية من انتشال 90 شخصا من الانقاض أحياءا بعد تدخل 52 فرقة وحوالي 1820 منقذا مُدعمين بأكثر من 175 كلبا مدربا على البحث عن الأحياء تحت الأنقاض.

ورغم المعجزات التي حدثت في الأيام السابقة، سواء من قبل فرق الانقاذ أو من قبل السكان، تضاءل العثور على أحياء تحت الأنقاض.

وتشير إدارة تنسيق المساعدة الإنسانية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن الأولوية الآن تتمثل في الاهتمام بالجرحى والمصابين، وفي معالجة الجثث المتراكمة في في الطرقات وتحت الأنقاض، وتوفير المياه الصالحة للشرب والملاجئ، وتحسين الظروف الصحية عموما.

أما المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي، إيميليا كازيلا، فأكدت حصول 270 ألف متضرر لحد الآن على حصص غذائية، 60 ألف منهم يوم أمس الإثنين وحده.

ويخطط برنامج الغذاء العالمي لبلوغ حوالي 100 ألف حصة في اليوم الواحد، علما بأن الهزة الأرضية مست منطقة كان يقطن بها أكثر من 3،5 مليون نسمة.

وقد أشادت الفدرالية الدولية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر بالتضامن الذي أبدته الجمعيات الوطنية في دول أمريكا اللاتينية المجاورة، والتي أرسلت حوالي 400 خبيرا في المساعدة الإنسانية.

أما منظمة الصحة العالمية، فذكرت على لسان الناطق باسمها بول غاروود بأن 13 مستشفى يعملون في العاصمة بور أوبرانس للتخفيف من معاناة ضحايا زلزال هايتي. وأشارت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى أن فرقها تشتغل تحت ضغط كبير لتقديم العلاج للمصابين بالكسور في الأطراف أو في الجمجمة أو بتعفن الجروح.

أما باخرة المستشفى الأمريكية التي تبلغ سعتها حوالي 1000 سرير فهي في الطريق وينتظر وصولها للمنطقة.

قلق اليونيسف على التسريع بتبني الأيتام

من جانبه، عبر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف”، على لسان الناطقة باسمه فيرونيك تافو، عن القلق بخصوص تعرض الأطفال الأيتام للعنف في الشوارع. وتعتقد المنظمة أن التسريع بإجراءات تبني الأطفال الأيتام في زلزال هايتي يجب أن يبقى الحل الأخير، أي بعد استنفاذ إمكانية البحث عن أفراد العائلة الموسعة في هايتي.

وجاءت هذه الملاحظات بعد أن قامت دول مثل هولندا بالتسريع بإجراءات تبني الأطفال الهايتيين ونقلهم إلى هولندا حتى قبل استكمال إجراءات التسجيل والبحث عن احتمال وجود أقارب لهم من العائلة الكبيرة.

وإذا كان إيصال المساعدات الإنسانية قد عرف بعض العراقيل، فإن استجابة الدول المانحة لنداء الأمم المتحدة لجمع الأموال لصالح ضحايا هايتي يسير في الطريق السليم، بحيث أعلنت الأمم المتحدة عن استجابة بنسبة 19% لحد الآن بالنسبة للنداء الذي صدر يوم الجمعة الماضي والمقدر بحوالي 575 مليون دولار.

المشكلة الأمنية

ولم تنتظر هايتي هذه الكارثة لتعرف مشاكل أمنية، ولكن تعطل المساعدات الإنسانية وتسريح نزلاء السجون بعد تحطم المباني، وانهيار مؤسسات الدولة الهايتية الهشة، زاد من تعقيد وضعية أمنية كانت صعبة أساسا.

هذا الوضع زاد من حدة تعقيد عمل فرق الإغاثة التي وصلت إلى عين المكان، ومن ترويع السكان الناجين من فاجعة الزلزال.

ولمواجهة هذه الوضعية، أعلن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون عن زيادة عدد قوات حفظ السلام الأممية العاملة في هايتي بحوالي 3500 رجلا لكي يعززون عمل حوالي 7000 جندي وحوالي 2100 شرطي متواجدين أساسا في هايتي ضمن مهمة الأمم المتحدة لحفظ السلام التي تضم حوالي 11000، من موظفين دوليين ومحليين.

كما عززت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها المتواجدة في هايتي لتقديم المساعدة الإنسانية بحوالي 2200 من المارينز لتنظم الى 7500 الذين وصلوا الى هاتي وباشروا في إدارة المطار وبعض المنشئات الأخرى .

ولا شك في أن بداية انتشار قوات من المارينز في ضواحي القصر الرئاسي وبعض الطرقات في العاصمة بورت اوبرانس سيعمل على تعزيز الجانب الأمني مما قد يسهل مهمة فرق الإغاثة التي تعمل في ظروف جد صعبة.


محمد شريف – جنيف – swissinfo.ch

أعلنت السلطات السويسرية بأن عدد الرعايا السويسريين المقيمين في هايتي والذين تم الاتصال بهم بلغ 180 من بينهم ثلاثة أصيبوا بجراح في الزلزال الذي هز العاصمة بور أوبرانس وضواحيها.

وأوضحت السلطات بأن 18 سويسريا لم ترد عنهم اية معلومات، ولا ترغب المصالح الدبلوماسية السويسرية في الحديث عن احتمال وقوع بعضهم ضحايا في هذا الزلزال.

رغم الفوضى السائدة في مطار بور أوبرانس، أعلنت جمعية الصليب الأحمر السويسري عن وصول الطائرة التي أجّرتها لنقل 15 طنا من مواد الإغاثة والإسعاف، وعلى متنها ستة خبراء في توزيع المساعدات الإنسانية وثلاث ممرضات.

وإلى جانب الخيام والمواد الموجهة لبناء الملاجئ، كان ضمن الحمولة سيارة قابلة للتجول في كل التضاريس ورافعة للمساعدة في تفريغ الطائرات.

تعقد الأوساط الأممية العاملة في هايتي آمالا كبرى على إعادة تشغيل إذاعة بعثة الأمم المتحدة في هايتي لإيصال صوتها الى السكان في المناطق المتضررة من الزلزال.

فبعد الإصلاحات التي قامت بها إذاعة فرنسا على أجهزة البث الموجودة في أعالي بور أوبرانس، والتي تغطي منطقة تضررت فيها المحطات الإذاعية المحلية، سيتم تخصيص محطة الأمم المتحدة التي مقرها بالقرب من المطار لتشغيل حوالي 25 إذاعيا من مختلف المحطات، لإيصال صوت الأمم المتحدة وفرق الإغاثة الى سكان المنطقة.

وسيتم التركيز أيضا على عملية البحث عن المفقودين والتي ستضاف إلى الموقع الذي خصصته اللجنة الدولية لصليب الأحمر على شبكة الإنترنت لمساعدة الأهالي في داخل وخارج هايتي من البحث عن أقاربهم المفقودين.

وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الموقع توصل لحد اليوم بحوالي 23 الف إسم مفقود تم العثور على 1500 منهم لحد اليوم.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية