مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاشتراكيون يقترحون “عقد اندماج” للأجانب

Keystone

أقر الحزب الاشتراكي السويسري في اجتماع عقده يوم 2 ديسمبر في موتّـانس قرب مدينة بازل مبدأ "عِـقد اندماج"، يتعهّـد بمقتضاه الأجانب التعرف بشكل أفضل على سويسرا.

من جهة أخرى، قرّر الاشتراكيون دعم المبادرة الداعية إلى إنشاء صندوق وحيد للتأمين على المرض، والاستفتاء المعارض للمراجعة الخامسة لقانون التأمين على العجز.

شهد اجتماع مندوبي الحزب الاشتراكي السويسري في موتّـانس، نقاشات حامية، تمحورت حول الوثيقة التي أعدّها الحزب بخصوص الاندماج، وأبرزت تباين الآراء بخصوص الموقف من المراجعة الخامسة لنظام التأمين على العجز.

قيادة الحزب نجحت في إقناع المندوبين بإقرار الوثيقة المتعلقة بالاندماج، بعد إدخال تغييرات طفيفة عليها، لكنها فشلت في الحصول على رفض الإجتماع للاستفتاء، الذي تعتزم بعض الأطراف إطلاقه ضد المراجعة الخامسة لقانون التأمين على العجز، حيث وافق 82 من المندوبين (مقابل 69) على دعم الاستفتاء.

في المقابل، غابت المفاجآت بخصوص الموقف من المبادرة الشعبية، المطالبة بتأسيس صندوق وحيد للتأمين على المرض، وأجمع مندوبو الحزب على دعوة الناخبين للتصويت بنعم على هذه المبادرة يوم 7 مارس 2007.

اندماج والتزام

الوثيقة التي عرضتها قيادة الحزب على النقاش، والمتعلقة باندماج الأجانب، تضمنت إجبار المهاجرين على إبرام عِـقد يلتزمون بمقتضاه، بدراسة لغة وطنية والتعرف على العادات والتقاليد السويسرية، إضافة إلى ذلك، تطالب الوثيقة أن يُـجبر الأئمة، الذين يعتزمون العمل في سويسرا، على متابعة دروس في الجامعات السويسرية.

ومن المفترض أن تساعد الإجراءات الثلاثة عشر، الواردة في الوثيقة، على اندماج الأجانب في سويسرا، وبدا واضحا أن اهتمام الحزب الاشتراكي يتركّـز بالخصوص، على تحسين العرض فيما يتعلّـق بمحاضن الأطفال والهياكل الشبيهة بها.

ومع أن “عِـقد الاندماج” المقترح تمّـت الموافقة عليه بأغلبية عريضة، إلا أنه أثار العديد من الانتقادات ومناقشات مستفيضة. فقد طالب مندوبو فروع الحزب في كانتونات جنيف وفو ونوشاتيل وتيتشينو بالتخلي جملة وتفصيلا، عن الدعوة الموجّـهة للمهاجرين لإبرام عِـقد من هذا القبيل.

وأشار عدد من المتدخلين إلى أن هذا العِـقد، يوازي إجراءا قسريا كما أنه يميّـز المهاجرين غير الأوروبيين، الذين سيتوجّـب عليهم التوقيع عليه لوحدهم. وقالت مندوبة جنيف فاليري بوايا: “إنه يمكن العثور أيضا على نقائص فيما يتعلق بالاندماج في أوساط مسيّـري شركات بريطانيين أو فرنسيين أو حتى لدى بعض السويسريين”.

موضوع آخر استـأثر بحيّـز كبير من النقاش، كان حظر ارتداء الحجاب الإسلامي بالنسبة للمدرسات، وقد اتفق المندوبون، في نهاية المطاف، على حل وسط، ينص على تضمين الوثيقة فقرة تنص على أن الحزب الاشتراكي يعارض إبراز كل الرموز الدينية الظاهرة، كما أيّـدت أغلبية ساحقة من المندوبين رفض السماح بالتغيّـب عن بعض الدروس لأسباب دينية.

من بين النقاط التي تضمنتها الوثيقة، مقترح جديد يدعو إلى إطلاق ما يُـشبه “خطة مارشال” للقضاء على الممارسات التمييزية، التي عادة ما يكون الشبان الأجانب ضحية لها في سوق الشغل. كما دعا الاشتراكيون إلى تمكين الأجانب من حق التصويت والترشح على مستوى البلديات في كافة أنحاء سويسرا.

رفض لمراجعة قانون التأمين على العجز

فرع الحزب الاشتراكي في جنيف، الذي فشل في إقناع المؤتمرين بوجهة نظره الداعية غلى رفض “عقد الاندماج”، نجح، على عكس التوقعات، في فرض رؤيته بخصوص المراجعة الخامسة لقانون التأمين على العجز وتمكن من إقناع أغلبية المندوبين بأن الإصلاح المقترح سيتم على حساب المعوقين، وهو ما يستدعي مكافحته بسلاح الاستفتاء.

وإلى حد الآن، تمكّـنت اللجنة المعارضة للمراجعة المقترحة على القانون من جمع 15 ألف توقيع مؤيد لإجراء الاستفتاء، لكنها تحتاج إلى الحصول على 35 ألف توقيع إضافي قبل يوم 25 يناير 2007.

وتخشى النساء الاشتراكيات بالخصوص من أن تؤدي المراجعة إلى تفكيك نظام التأمين على العجز، حيث أشارت مندوبة جنيف ماري روت – برناسكوني، إلى أن العدد الإجمالي للعلاوات قد يتقلّـص بنسبة 30%، كما يُـخشى أن يتم استبعاد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية.

رئيس الحزب هانس يورغ فيهر، فشل في محاولته إقناع المندوبين بضرورة إصلاح نظام التأمين على العجز، وقال: إنه “إذا لم يتم منذ الآن ضمان تمويل التأمين على العجز، فإن ديون هذا التأمين الاجتماعي ستصعد إلى عنان السماء”، كما ذكّـر بأن النقابات وجمعيات المعاقين لم تقدم دعمها للاستفتاء المطروح.

المزيد

المزيد

الاستفتاء

تم نشر هذا المحتوى على يُـتيح الاستفتاء (الاختياري) لعدد من المواطنين إمكانية مطالبة الشعب بالتصويت على قانون حظي بمصادقة البرلمان. يتم إجراء التصويت إذا ما تمكّـنت اللجنة المبادرة بالاستفتاء من تجميع 50 ألف توقيع في ظرف لا يتجاوز 100 يوم. يوجد أيضا استفتاء إجباري، عندما يُـدخل البرلمان تحويرا على الدستور. لكي ينجح، يحتاج الاستفتاء الاختياري للحصول على أغلبية الشعب (أي…

طالع المزيدالاستفتاء

سخرية لوينبرغر

في مفتتح الاجتماع، ألقى موريتس لوينبرغر، الوزير الاشتراكي في الحكومة الفدرالية خطابا تميّـز بنبرة ساخرة قُـوطع بالتصفيق الحاد في العديد من المرات، وقال لوينبرغر في معرض حديثه، إن تسيير جلسات الحكومة الفدرالية يمثل أيضا عملا يساهم في الاندماج.

بنبرة أكثر جدية، تحدث الوزير الاشتراكي عن إدماج المهاجرين، وقال: إن الاندماج هو الأساس لتعايش سلمي وعادل ومتطابق مع الصورة التي لدينا عن مجتمع متضامن.

من جانبه، دعا هانس يورغ فيهر رفاقه في الحزب، إلى الاستعداد للانتخابات البرلمانية الخريف القادم، وقال رئيس الحزب الاشتراكي، “لكي ننتصر، هناك أمران ضروريان، يجب أن نعرض ما لدينا ويجب أن نضع حزب الشعب السويسري على المحك”، نظرا لأن حزب الشعب (يمين متشدد)، ليس معنيا بحل المشاكل، على عكس الاشتراكيين.

أخيرا، قال فيهر، إن الحزب الاشتراكي يريد إقناع الناخبين بوجاهة رؤاه من خلال التركيز على السياسات الاجتماعية والعائلية، للوصول إلى تحقيق الهدف المتمثل في التحول إلى أقوى حزب في البلاد.

سويس انفو مع الوكالات

تأسس في عام 1888 وظل في صفوف المعارضة لعشرات السنين.

في عام 1943، دخل ممثل عنه للمرة الأولى في الحكومة الفدرالية. ومع أن الحزب مشارك منذ عام 1959 في الحكومة بدون انقطاع، إلا أنه عادة ما يلعب دور المعارضة تجاه الأحزاب الثلاثة الأخرى الشريكة له في الائتلاف.

في البرلمان الفدرالي، يمثل الاشتراكيون حاليا القوة السياسية الثانية وراء اليمين المتشدد الممثل في حزب الشعب السويسري.

في الانتخابات البرلمانية لعام 2003، حصل الحزب الاشتراكي على 23،3% من أصوات الناخبين السويسريين (مقابل 23،5% في عام 1967 و21،8% في عام 1995).

في موفى عام 2003، بلغ عدد المنخرطين في الحزب 37 ألف شخص، وهو ممثل حاليا في البرلمان الفدرالي بـ 52 عضو في مجلس النواب (على 200) وبـ 9 أعضاء في مجلس الشيوخ (على 46) وبوزيرين في الحكومة الفدرالية (على 7).

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية