مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البيت الابيض يتوقع نموا متواضعا بنسبة 2,6% في 2016-2017

نسخ من مقترح الميزانية لدى توزيعها في الكابيتول هيل في 9 شباط/فبراير 2016 afp_tickers

يتوقع البيت الابيض ان يحقق الاقتصاد الاميركي نموا متواضعا خلال العامين المقبلين بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي، بحسب تقريره السنوي بشان اقتراح الميزانية الذي صدر الثلاثاء.

ويتوقع الاقتراح كذلك زيادة مطردة في عجز الميزانية بعد عدة سنوات من الانخفاض، الا اذا اقر الكونغرس مجموعة اصلاحات بينها زيادة الضرائب على اثرياء البلاد.

واقترح الرئيس اوباما ميزانية بمبلغ 4,15 تريليون دولار للسنة المالية 2017 التي تبدأ من الاول من تشرين الاول/اكتوبر العام الحالي.

ويتوقع الاقتراح نمو الاقتصاد بنسبة 2,6% هذا العام وبنفس الوتيرة العام 2017.

ويعد هذا ابطأ من التوقعات قبل عام، وذلك بتاثير ضعف النمو غير المتوقع في دول اخرى من العالم والتاثيرات المتبقية لفترة الركود الكبير (2008-2009).

وقال البيت الابيض في تقرير الميزانية ان “الولايات المتحدة لديها في الوقت الحالي اقوى اقتصاد في العالم”.

الا ان النمو لا يزال متواضعا “لاسباب بينها خصائص احدث ركود” الذي ترك العديد من العائلات والشركات تعاني من اعباء تسديد الديون.

وينص التقرير ايضا على ان “الضعف في الخارج، في اوروبا وفي الاسواق الناشئة الكبيرة، من المرجح كذلك ان يؤثر على النمو خلال العامين المقبلين”.

وتتضمن الميزانية زيادة بنسبة 5% في الانفاق خلال العام المقبل وتتوقع عجزا ماليا بنسبة 3,2 الى 3,3% بالمئة من اجمالي الناتج المحلي خلال العام 2018، وبعد ذلك يرتفع الى نسبة 5% بحلول 2026 اذا لم يتم تطبيق اصلاحات على الضرائب والانفاق.

وستزداد نفقات رواتب التقاعد والرعاية الصحية للمسنين خلال تلك الفترة، ما سيزيد من العجز المالي.

من ناحية اخرى قال البيت الابيض انه يمكن ابقاء العجز تحت نسبة 3% من اجمالي الناتج المحلي دون الاضرار بالاقتصاد من خلال خفض الانفاق بشكل كبير.

واضاف ان ذلك ممكن من خلال خفض الثغرات الضريبية والاقتطاعات الخاصة التي يحظى بها الاثرياء، ومن خلال اصلاح ضرائب الشركات ومكاسب راس المال واضافة ضريبة 10 دولار على كل برميل نفط.

وتدعو الميزانية التي يجب ان يوافق عليها الكونغرس الرافض لاقتراحات اوباما الاصلاحية، الى انهاء خفض الانفاق التلقائي الذي تم الاتفاق عليه في 2013 وسط المعركة الطاحنة بشان مالية الحكومة بين الديموقراطيين والجمهوريين.

ولحظ تقرير الميزانية انه “بينما يعمل الشعب الاميركي لمواصلة التقدم الاقتصادي والمالي، من المهم ان تدعم الحكومة الفدرالية النمو الاقتصادي بدلا من ان تعيقه”.

واضاف ان “ذلك يعني انهاء اقتطاعات الانفاق المؤذية المعروفة ب+الحجز+ والتي تحد من القدرة على الاستثمار في لبنات بناء النمو الاقتصادي الطويل الامد، مثل الابحاث والتطوير والبنى التحتية والتدريب على الوظائف والتعليم”.

وللتعويض عن اي زيادة في الانفاق، قال البيت الابيض ان اصلاحاته بشان الضرائب والهجرة والرعاية الصحية ستوفر 2,9 ترليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة.

ويتزامن عرض الميزانية في اليوم نفسه للانتخابات التمهيدية في نيوهامشير حيث يتواجه عشرة مرشحين لخلافة اوباما في البيت الابيض على امل الحصول على الترشيح الحزبي لخوض الانتخابات الرئاسية المرتقب اجراؤها في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ولتسجيل خلافه العميق مع الرئيس الديمقراطي مع اقتراب نهاية ولايته، اعلن الكونغرس فعلا انه لن ينظم جلسة الاستماع التقليدية المخصصة لبحث مقترحات السلطات التنفيذية.

– المعلوماتية للجميع –

وتتضمن الميزانية اقتراحا اخر يتوقع ان يبقى حبرا على ورق نظرا الى البرنامج السياسي، وهو تخصيص اربعة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات لمشروع “المعلوماتية للجميع” بغية تعزيز تعليم نظم المعلوماتية في المدارس الرسمية الاميركية.

لكن هناك افكارا اخرى قد تكون اكثر توافقية مثل زيادة الوسائل لمكافحة الاجرام الالكتروني او خطة لمكافحة الادمان على الهيرويين.

ويقترح اوباما تخصيص 19 مليار دولار في 2017، بزيادة 35% لمكافحة الجريمة الالكترونية.

وكتب اوباما في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” ان “تهديدات الجرائم الالكترونية جزء من المخاطر الوشيكة على الامن القومي واقتصاد الولايات المتحدة”.

الى ذلك يريد البيت الابيض اعطاء زخم لتسريع حملة مكافحة السرطان مع ميزانية تبدأ بمليار دولار. وتهدف المبادرة المسماة “مونشات” في اشارة الى برنامج ابولو لغزو القمر الى مساعدة اخصائيي الامراض السرطانية للاطلاع بسرعة اكبر على احدث الابحاث.

اما على الجبهة العسكرية فيتوقع البنتاغون زيادة بنسبة 50% للميزانية المخصصة لتمويل الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية في 2017، لتصل الى 7,5 مليار دولار. كما تنص الميزانية ايضا على زيادة المبلغ المخصص لتعزيز القوات الاميركية في اوروبا لردع “العدوان” الروسي اربعة اضعاف لتصل الى 3,4 مليار دولار.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية