التأهيل المهني في فلسطين … مساهمة سويسرية
من المشاريع التي سهر مكتب الاتصال السويسري في اراضي الحكم الذاتي الفلسطينية على تمويلها مشروع إصلاح نظام التأهيل المهني الفلسطيني جذريا.التجربة التي قام بها خبراء فلسطينيون بتمويل سويسري أظهرت عيوب نظام التأهيل المهني في عدة بلدان عربية وهو ما يجعل التجربة تمتد إلى باقي الدول العربية. حصيلة سبع سنوات من العمل تستعرضها رئيسة مكتب الاتصال السويسري السيدة آنيك طونتي.
في حصيلة سبع سنوات من التواجد السويسري وعلى رأس مكتب الاتصال السويسري في رام الله وفرعه الذي كان متواجدا في القدس تتذكر رئيسة المكتب السيدة آنيك تونتي أن البداية ” كانت مع بداية المسار السلامي عقب اتفاق أوسلو وان الكل كان متفائلا ومتحمسا ومشجعا على القيام بهذه التجربة”. وترى السيدة تونتي” أن سويسرا رغبت بذلك في تسجيل مشاركة لها في المسار السلامي والمساهمة بإيجابية فيه بتمويل مشاريع التنمية من جهة والمساهمة من جهة أخرى في إقامة المؤسسات الوطنية الفلسطينية”. من المشاريع التي اهتمت بها سويسرا بشكل خاص مسالة إصلاح نظام التأهيل المهني الفلسطيني.
التخصص السويسري في التأهيل المهني
تجنبت سويسرا في مجال التعليم الاهتمام بإعادة ترميم وإصلاح المدارس الفلسطينية، لتهتم بقطاع التأهيل المهني لأنها تنطلق كما تقول السيدة آنيك تونتي من مبدأ ” أن الدول المانحة الأخرى اهتمت كثيرا بهذا الجانب”. وأضافت رئيسة مكتب الاتصال السويسري ” أن سويسرا رغبت في الاهتمام بتخصص سويسري وهو العمل على إصلاح نظام التأهيل المهني “.
هذا المشروع تم إنجازه باشتراك مع منظمة التحرير الفلسطينية وبمساهمة وزارة العمل الفلسطينية وقد انضمت له فيما بعد، وزارتا التعليم و التعليم العالي. لب المشروع هو إصلاح نظام التأهيل المهني. وقد تم لهذا الغرض تأسيس فريق خبراء كل أفراده من الإطارات الفلسطينية ذات التأهيل الجيد. وقد استطاع هذا الفريق إدخال إصلاحات جذرية على نظام التأهيل المهني وإعادة كتابة المراجع المدرسية ومراجعة كل الفروع الدراسية وتحسين تأهيل المدرسين في المعاهد التقنية او في مدارس التأهيل المهني.
ترى رئيسة مكتب الاتصال السويسري السيدة آنيك تونتي” آن كتب التأهيل المهني كانت عبارة عن خليط من المناهج العربية القديمة وبعضها منقول عن المناهج البريطانية او الألمانية”. فقد كان سوق اليد العاملة الفلسطينية قبل قيام السلطة الفلسطينية مقتصرا على يد عاملة موجهة للسوق الإسرائيلية وبالتالي بسيطة ولا تحتاج إلى تأهيل مهني، أومهندسين درسوا في الجامعات الأجنبية أو في الجامعتين التقنيتين الفلسطينيتين. ولم تكن هناك فرص لتكوين إطارات تقنية متوسطة. لذلك انصب اهتمام سويسرا على هذا القطاع.
اهتمام عربي بتجربة سويسرا في المناطق الفلسطينية
تمثل عمل فريق الخبراء الفلسطيني في مراجعة مناهج التأهيل المهني المتداولة في بعض الدول العربية. وتقول السيدة آني تونتي ” أنه وجد أن بعضها قد تجاوزته الأحداث”. كما حلل مراجع بعض الدول المتقدمة مثل المانيا وسويسرا للاستفادة منها. وكان من نتائج ذلك تحضير نظام تأهيل مهني جديد شرع في تطبيقه منذ سنوات في اراضي الحكم الذاتي الفلسطينيةّ.
لكن المثير للانتباه في التجربة الفلسطينية أن بعض الدول العربية المجاورة أبدت اهتماما بنتائج هذه التجربة التي أعادت تقييم مناهج التأهيل المهني في المنطقة. وتقول رئيسة مكتب الاتصال السويسري في أراضى الحكم الذاتي ” أن دولا من الإمارات حتى الأردن طلبت مساعدة فريق الخبراء الفلسطيني لإعادة إصلاح نظم تأهيلها المهني “. وهو ما يفرح الممثلة السويسرية التي ترى ” أن الهدف ليس فقط انه تحقق بل أنه تعدى مستوى التوقعات بالاستفادة منه إقليميا “. وتضيف السيدة تونتي ” أن الدور السويسري سيكتفي بمساعدة هؤلاء الخبراء الفلسطينيين على تسويق معارفهم وخبراتهم في الخارج “. فقد وافقت سويسرا على طلب الأردن الرامي للاستعانة بخبرة هؤلاء الخبراء الفلسطينيين لإصلاح نظام التأهيل المهني لديه على أن تتحمل الحكومة الأردنية نفقات ذلك وان تساعدها دول مانحة أخرى مثل كندا.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.