التقاعد في الستين .. إذا سَمح القدَر
بعد المظاهرة الكبرى التي شارك فيها أكثر من عشرة آلاف عامل يوم السبت الماضي في برن، توصل الشركاء الاجتماعيون في قطاع المعمار والبناء، إثر مفاوضات عسيرة ومكثفة، إلى اتفاق يقضي بتحديد الستين، كسن التقاعد للعاملين في هذا القطاع .. ولكن بعد عام ألفين وستة!
لكن الخلافات في وجهات النظر بين النقابات وأرباب العمل لا تزال قائمة حول رفع الأجور، حيث أن تطالب النقابات بعشرين فرنكا سويسريا إضافية لما يرغب في تقديمه أرباب العمل، أي ثمانون فرنكا لكل عامل من العُمال.
فقد تم الاتفاق يوم الاثنين على خفض سن التقاعد للعاملين في قطاع المعمار والبناء إلى سن الستين عوضا عن خمسة وستين عاما، ولكن بطريقة تدريجية تتكامل تماما بحلول عام ألفين وستة. وفي المقابل وافقت النقابات على التخلي عن المطالب برفع الأجور خلال عامي ألفين وثلاثة وألفين وأربعة، لتمكين أرباب العمل من تمويل صناديق التقاعد المبكر عن العمل في هذه الحالة.
وقد تم الاتفاق أيضا على استئناف المفاوضات يوم الاثنين القادم لبحث مطالب النقابات برفع أجور جميع العاملين في هذا القطاع بمقدار مائة فرنك سويسري شهريا، وذلك بصفة رجعية تكون سارية المفعول منذ الفاتح من ينايرـ كانون الثاني لهذا العام.
وعلى هذا الصعيد لا يرغب أصحاب العمل في دفع أكثر من ثمانين فرنك شهريا للعامل، علما بأن النقابات تنازلت خلال الأشهر القليلة الماضية عن المطالب الأصلية بمائتين وخمسين إلى مائة فرنك لا غير. ويرغب أرباب العمل في تخصيص الفارق وهو عشرون فرنكا، كعلاوات شخصية إلى مَن يستحق ذلك.
التدخين والغبار يفتكان بعمال المعمار
وفي التعقيب على موافقة أرباب العمل على خفض سن التقاعد، قال رولف بيّلير رئيس نقابة عمال قطاع المعمار والبناء: إن هذه الموافقة تمثل إنعطافة تاريخية قد أصبحت ممكنة فقط، على إثر المظاهرات والاحتجاجات خلال الأشهر القليلة الماضية.
لكن دانييل ليمان رئيسَ رابطة أرباب العمل في قطاع المعمار ينفي أنه كانت لتلك المظاهرات العُمالية أية تأثيرات على سير المفاوضات وقال: أن الموافقة على خفض سن التقاعد أصبحت ممكنة بعد تخلي النقابات عن المطالب بزيادة حقيقية في الأجور لعامي ألفين وثلاثة وألفين وأربعة.
هذا وفي حديث مع صحيفة “تاغيس أنتسايغر” التي تصدر في زيوريخ، يُبرر أحد علماء الأمراض بجامعة زوريخ تبريرا غير مباشر لخفض سن التقاعد لعُمال المعمار والبناء، إذ يعرب عن الاعتقاد بأن العاملين في هذا القطاع يعمرون أقل من العاملين في قطاعات ومِهن أخرى، فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات.
وفي غياب أية إحصائيات رسمية حتى هذه الساعة، يعزو هذا العالِم الوفيات المبكرة في أوساط عمال المعمار والبناء للتدخين وسوء التغذية والظروف السكنية قريبا من الورش وللضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها داخل الورش بالذات. لكنه يعرب عن القناعة بأن معظم الوفيات يرجع لأمراض الرئة نتيجة استنشاق دخان السجائر مع كميات غير عادية من الغبار.
جورج أنضوني
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.