الثقافة السويسرية .. تأكيد الهوية وتعزيز الإنفتاح
استعرضت مؤسسة بروهيلفيتسيا برنامجها للسنوات المقبلة، وقالت أنها تسعى لوضع صورة أكثر وضوحا للثقافة المحلية، في الداخل والخارج على حد سواء.
ورغم تقليص ميزانيتها بسبب إجراءات التقشف الحكومية ، إلا أنها تمكنت العام الماضي من تنفيذ فعاليات ثقافية أكثر تنوعا وإثراء.
تستعد مؤسسة بروهيلفيتسيا، لنقل الثقافة السويسرية بصورة جديدة في مختلف أرجاء الكنفدرالية بوتيرة أكثر مما هي عليه الآن، وفي الوقت نفسه تريد أن تعمل على وضع حلقة وصل فنية وأدبية بين سويسرا والعالم، مع المحافظة على علاقة متوازنة بين السياسة والثقافة.
هذه هي الخطوط العريضة التي استعرضها بيوس كنوزل مدير المؤسسة في المؤتمر الصحفي المنعقد في برن صبيحة 19 ابريل الجاري، والتي اعتبرها أولى الخطوات نحو توضيح الصورة على ناحيتين؛ الأولى: تعني بآلية عمل المؤسسة وتوزيع اهتماماتها بين مختلف فروع الثقافة، والثانية في تنوع الحضور السويسري داخل البلاد بين مختلف المناطق اللغوية، وخارجها حسب الاهتمامات الثقافية والأهداف والبرامج التي يقترحها المثقفون السويسريون أو الأجانب.
ويقول كنوزل إن من أهم النتائج التي تسعى المؤسسة للحصول عليها في السنوات المقبلة: تحديد القواسم المشتركة التي تجتمع عليها مختلف الشعوب والثقافات، وفي الوقت نفسه التعرف على الجوانب التي تفترق عندها تلك القواسم، أي الخصوصيات الثقافية التي تكون عادة مرتبطة بالعادات والتقاليد والدين والبيئية الجغرافية.
حلقة الوصل بين السياسة والثقافة
ومن هذا الباب تسعى بروهيلفيتسيا في برنامجها الجديد إلى وضع أسس ومعايير لاحترام ثقافة الآخر، ولذا ستدعم التوجهات الفنية التجريبية في المسرح والموسيقى والأدب والرقص التعبيري والإيقاعي، التي يتعرف من خلالها المثقفون على تأثير البيئة على الثقافة والإبداع الفني، والحث على الإبتكار وتقديم كل ما هو جديد.
وتعتقد بروهيلفيتسيا أنها نجحت في السنوات السابقة في عرض باقة متنوعة من الفعاليات والبرامج رغم تراجع الميزانية الرسمية الممنوحة لها، وهي ما رأى فيه مديرها إمكانية المحافظة على النوعية المتميزة بإمكانيات اقل مع تحقيق النتائج المرجوة وفق خطط العمل المتفق عليها، بين المثقفين ومكاتب المؤسسة المنتشرة في 9 مدن عالمية؛ هي القاهرة ونيويورك وباريس وروما وميلانو والبندقية وكيب تاون ووارسو ونيودلهي.
أما على صعيد العلاقة بين المؤسسة والحكومة الفدرالية، فقد أعرب ماريو أنوني رئيس بروهيلفيتسيا عن سعادته لما ورد في تقرير لجنة الإدارة البرلمانية حول أداء المؤسسة بشكل عام، ودورها في نقل الثقافة السويسرية إلى العالم.
لكن التقرير أكد على أن هذا الدور يجب أيضا أن يعمل على بناء جسور من التواصل بين مناطق سويسرا المتعددة اللغات والثقافات، وهو ما اعتبره أنوني تكليفا بلعب دور سياسي ثقافي، لتكون بروهيلفيتسيا حلقة الوصل الثقافية بين المناطق اللغوية السويسرية المختلفة، وهو ما رحبت به إدارة المؤسسة وتعمل على تنفيذه في خطتها القادمة (2008 – 2011) بل ستبدأ في بعض الفعاليات الثقافية السويسرية خلال موسم صيف 2007.
نحو الهند والصين
على الصعيد الدولي ستركز بوهيلفيتسيا على التعاون مع آسيا، وتحديدا في الهند والصين، إذ أشار بيو بيليزاري النائب الأول لرئيس مجلس الإدارة إلى الاهتمام الإعلامي الكبير في الصحف الهندية عقب افتتاح أول مكتب لبروهيلفيتسيا هناك مطلع هذا العام، وأقامت المؤسسة في شبه القارة الهندية 6 فعاليات ثقافية و58 في الصين وجنوب شرقي آسيا.
ومن الواضح أن نجاح المشروعات والفعاليات التي نفذتها بروهيلفيتسيا في السنوات الأخيرة وتوزعها على أكثر من منطقة في سويسرا، وتحليل أسلوب عملها في المجالات التي أظهرت فيها تميزا، قد دفع المسئولين عن الملف الثقافي للاستفادة من هذا النجاح والثقة الجماهيرية، لوضع خريطة جديدة للعمل الثقافي في البلاد، يساعد على التقارب بين المناطق اللغوية داخل الكنفدرالية بدلا من تركها عرضة للمؤثرات الخارجية، لاسيما في مناطق غرب سويسرا الناطقة بالفرنسية التي تتجه بشكل تلقائي نحو باريس، أو جنوبها المتحدث بالإيطالية الذي قد تكون ميلانو اقرب إليه من زيورخ أو لوزان.
هذه النتيجة التي يتفق الجميع على أنها ناجحة على أكثر من مسار، لم تغن عن القلق من الشكل النهائي الذي سيصدر فيه قانون تحديد آليات العمل الثقافي على مستوى سويسرا، وتعديل المهام التي من المفترض أن تقوم بها بلوهيلفيتسيا لخدمة الحقل الثقافي السويسري في الداخل والخارج، إذ من المتوقع أن تحدث تعديلات على خريطة الفعاليات والاهتمامات، لتتناسب بشكل أفضل مع أوضاع سويسرا الداخلية وعلاقاتها الخارجية.
سويس انفو – تامر أبوالعينين – برن
عقدت منظمة بروهيلفيتسيا المعنية بالثقافة السويسرية في الداخل والخارج مؤتمرها السنوي في العاصمة برن صبيحة 19 ابريل 2007.
تعتقد المؤسسة أن ميزانية برامجها في الفترة ما بين عامي 2008 – 2011 تصل إلى 143.8 مليون فرنك، بينما رصدت الحكومة الفدرالية ميزانية لا تزيد عن 135 مليونا.
تلقت 3063 مشروعا ثقافيا في العام الماضي، وافقت على تنفيذ 47% منها فقط، وهو ما تعتبرها الإدارة نسبة جيدة تعكس الحرص على اختيار الأعمال الجيدة والمشروعات ذات الأهداف المتعددة أو الطويلة المدى، وإذا كان عدد المشروعات المقترحة بقي ثابتا خلال السنوات الماضية، فإن النسبة التي وافقت عليها الإدارة تنخفض من عام إلى آخر، ليس بسبب التكاليف ولكن لانتقاء الأفضل والأحسن.
تأسست عام 1939 لرعاية الأنشطة والمجالات الثقافية ، وكانت تحتكر ميزانية الحكومة الفدرالية المخصصة للقطاع الثقافي، غلا أنهااليوم لا تحصل سوى على 12% فقط من الميزانية السويسرية المخصصة للعمل الثقافي.
توزعت ميزانيتها النحو التالي:-
71% – (17.8 مليونا) لنقل وتبادل الثقافة السويسرية
13% – (3.2 مليونا) للمشروعات التي تعتمدها مكاتب المؤسسة في الخارج
12% – (2.9 مليونا) للمشروعات السويسرية المعروضة في الخارج
4% – (1.1 مليونا) انتاج وإصدار نشرات ومطبوعات ثقافية
المشروعات والفعاليات الثقافية حسب التوزيع الجغرافي:-
633 في أوروبا
500 داخل سويسرا
62 في شمال القارة الأمريكية
58 في الشرق الأدنى
50 في روسيا وآسيا الوسطى
46 في الدول العربية
45 في افريقيا جنوب الصحراء
42 في امريكا اللاتينية
6 في شبه القارة الهندية.
المجالات التي اهتمت بها:-
867 أمسية موسيقية
649 ندوات وحلقات أدبية وفكرية
586 معرضا للفنون المرئية (صور ولوحات وأعمال تسجيلية بالفيديو)
405 أمسية مسرحية
284 مشاركة سويسرية في فعاليات ثقافية دولية (معارض وغيرها)
218 لوحات راقصة
54 أنشطة ثقافية مختلفة.
65% من المشروعات كانت خارج سويسرا
32% من أنشطتها المحلية كانت في غرب سويسرا الناطق بالفرنسية،
14% في الجنوب المتحدث بالإيطالية،
2% في المنطقة المتحدثة بالرومانتشية في أقصى الجنوب الشرقي.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.