الحد من بقايا ذخيرة الحروب
شهد قصر الأمم المتحدة في جنيف انعقاد أول اجتماع دولي على مستوى الخبراء للنظر في كيفية تفادي الأضرار الناجمة عن بقايا الذخيرة التي لا تنفجر في الحروب والتي تصيب المدنيين وتحول دون تنمية المناطق المصابة.
عقدت لجنة الخبراء الحكوميين المكلفين بدراسة وسائل الحد من تأثيرات بقايا الذخيرة المستعملة في الحروب بعد انتهاء الصراعات المسلحة، ما بين الحادي والعشرين والرابع والعشرين من شهر مايو، وهذا أول اجتماع تعقده اللجنة.
ويمثل هؤلاء الخبراء الدول الأعضاء الثمانية والثمانين التي وقعت على معاهدة حظر او الحد من استعمال بعض الأسلحة التقليدية التي تلحق أضرارا جسيمة او التي تصيبأهدافها بدون تمييز. وتتمثل مهمة هذا الفريق في دراسة كيفية الحد من تأثير الذخيرة التي لا تنفجر أثناء الصراعات المسلحة والتي تستهدف المدنيين بعد نهاية فترة الحرب وتحول دون تطوير وتنمية المناطق التي توجد بها.
وتقدمت سويسرا في هذا الاجتماع بجملة من الاقتراحات العملية الهادفة إلى تسهيل كيفية اكتشاف هذه البقايا او إبطال مفعولها تلقائيا.
استكمال مسيرة بدات منذ مدة
إذا كانت معاهدة الحد من بعض الأسلحة التقليدية قد دعمت ببروتوكولات إضافية يعالج كل منها جانبا من ترسانة الأسلحة التقليدية المستعملة في الحروب المعاصرة مثل الألغام المضادة للأشخاص، أو الذخيرة الحارقة، أو الذخيرة التي تترك في الجسم بقايا لا يمكن اكتشافها، أو الأسلحة التي تستعمل أشعة الليزر وتؤدي الى فقدان البصر، فإن المجموعة الدولية ترغب من خلال فتح النقاش في إتمام المشوار والتطرق للذخيرة المتبقية، أي ذخيرة القذائف المدفعية والهاون والألغام المضادة للآليات.
وكما قال الممثل السويسري السفير كريستيان فيسسلر “إن الذخيرة المستعملة بشكل مكثف أثناء الصراعات المسلحة مثل قذائف المدفعية والهاون والقنابل الانشطارية تمثل لب المشكلة اليوم”.
اقتراحات سويسرية عملية وبناءة
من بين الإجراءات العملية التي يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء مناقشة هذا الملف، اقترحت سويسرا التطرق للموضوع من عدة زوايا، أولا تحسين نوعية إنتاج الذخيرة المستعملة في الحروب برفع مستوى المعايير الدولية المفروضة على إنتاجهاومراقبة جودته وظروف تخزين الذخيرة بغرض الحد من نسبة فشل انفجارها، مما يزيد من أخطار ما بعد انتهاء الصراعات المسلحة.
إضافة إلى ذلك، ركزت سويسرا على ضرورة توفر الظروف الملائمة لاستعمال هذه الذخيرة، كتجنب إسقاطها من علو منخفض. وتطوي طريقة اكتشاف الذخيرة التي لم تنفجر والتعرف بدقة على طبيعة المناطق التي يتم استهدافها.
كما اقترحت سويسرا دراسة كيفية تزويد هذه القذائف بآليات تبطل مفعولها تلقائيا بعد فترة معينة من إطلاقها وفي حال عدم انفجارها والعمل على تزويدها بقطع تسمح باكتشافها بسهولة عند البحث عنها أثناء عمليات التطهير. وتجدر الاشارة ان من بين بلدان العالم التي تعاني من هذه المشكلة، هناك ستة بلدان عربية وإسلامية هي أفغانستان والعراق والكويت ولبنان والسودان والبوسنة .
وإذا ما اعتمدنا على تقرير المنظمة الإنسانية “هيومن رايتس واتش”الذي يقول أن هناك 33 بلدا ينتج اكثر من 208 نوع من أنواع هذه الذخيرة، فإننا نتوقع بروز معارضة وعراقيل شتى ستوضع أمام أية محاولة لتقنين او تحديد معايير إنتاج او استعمال هذا النوع من الذخيرة.
لذلك، يمكن توقع تمديد فترة المناقشة إلى جولات قادمة قبل التوصل إلى اتفاق حول مشروع بروتوكول إضافي خاص بهذا الصنف من الذخيرة. ومن المتوقع أن تقدم التوصيات النهائية لفريق العمل أثناء الاجتماع الذي ستعقده الدول الأعضاء في المعاهدة في منتصف شهر ديسمبر القادم.
محمد شريف- جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.