الحوار بين العرب واليهود ممكن…
بدعم مالي من سويسرا، يواصل معهد "جبعات حبيبة Givat Haviva" تعزيز الحوار بين العرب واليهود في إسرائيل، وهو ما يرى فيه سفير سويسرا في إسرائيل إيرنست إيتن برهانا على "أنه بإمكان الشعبيين بناء المستقبل معا".
الحوار ممكن بين اليهود والعرب حتى في الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط حاليا. هذا ما يستخلص من نشاط المعهد التربوي “جبعات حبيبة” الذي يسهر على تلقين الشباب العرب واليهود في إسرائيل تعليما تقنيا يمكنهم من بداية حياة مهنية ناجحة.
وقال السفير السويسري في إسرائيل إيرنست إيتن في حديث مع سويس انفو، “إن التركيز على مثل هذه المشاريع في الظروف الحالية، يبرهن على أنه بإمكان الشعبيين التعايش وبناء المستقبل معا”، في ظروف يسودها العنف والقساوة وانسداد آفاق التسوية.
ويسهر معهد “جبعات حبيبةا” على تكوين الشباب اليهود والعرب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 21 سنة، في ميادين تقنية المعلوماتية والتقنيات المختلفة والتخصصات الفنية وأساليب الحوار والتعايش. وبما ان هذا التكوين يأتي بعد نهاية مرحلة التعليم الأساسي وقبل آداء الخدمة العسكرية، فهو يسمح للشباب بالحصول على تكوين مهني يساعدهم على بداية حياة ناجحة على اساس التفاهم واحترام الاخر.
ارتياح سويسري للمشروع
السفير السويسري الذي زار المعهد قبل أسبوع عبر لسويس انفو عن سعادته لمشاركة خواص
سويسريين في هذا المشروع لأن ذلك يسير في نفس اتجاه سياسة الحكومة السويسرية. فقد حصل المركز على هبة مالية تقدر ب 20 ألف دولار من السيدة هيلين رانجيي، زوجة أكبر ناشر صحف في سويسرا. كما أن هبة مالية تقدر ب 500 ألف دولار من سيدة سويسرية، سمحت بتطوير مشروع اجتماعي بالمركز لصالح السيدات العربيات المصابات بعاهات ذهنية
دخل إسرائيل .
وقد عاد السفير السويسري من زيارته للمركز بانطباع قوي يتمثل في تلك الخيمة التي يسهر الطلبة العرب واليهود على بنائها بأياد مشتركة في الجناح الفني، والتي ستصبح مقرا للحوار بالمركز، وهو ما يرى فيه ” دلالة رمزية قوية”.
وعما إذا كانت لسويسرا مشاريع أخرى لدعم الحوار بين الطرفين العربي والإسرائيلي يقول السفير السويسري” أننا بصدد الاستعانة بخبرات مسئولي مركز جبعات حبيبة لتطوير مشروع لصالح عرب إسرائيل .
وإذا كان هذا المركز قد حاول في الماضي توسيع رقعة الحوار لتشمل فلسطيني الأراضي المحتلة من خلال مشاريع قليلة، فإن هذه النشاطات انقطعت بعد بداية الانتفاضة الثانية.
وحول أمل رؤية استئناف هذا الحوار مع فلسطينيي الأراضي المحتلة، يقول السفير السويسري “أن الأولوية اليوم تكمن في معرفة كيف سيعيد الفلسطينيون تنظيم مؤسساتهم من جهة، وما هو حجم الأموال التي يجب تحويلها من المساعدة في مشاريع التنمية إلى مشاريع المساعدة الإنسانية الطارئة”.
وتجدر الاشارة الى ان سويسرا التي ساهمت بشكل مكثف في بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية قبل الانتفاضة، أبدت قلقا من استهداف بعض مشاريعها خلال اقتحام القوات الإسرائيلية لأراضي السلطة الفلسطينية مؤخرا.
لكن السفير السويسري يرى أن فريق الخبراء الذي قدم من بيرن لمعاينة هذه الأضرار، توصل إلى “أن أهم الأضرار لحقت بمركز الإحصاء الفلسطيني الذي مولته سويسرا، وهناك دراسة لتقييم إعادة إصلاحه، أما بقية المشاريع فلم تتضرر كثيرا”.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.