الحوثيون يفرجون عن طاقم سفينة “غالاكسي ليدر” في إطار هدنة غزة
أعلن المتمردون الحوثيون الأربعاء الإفراج عن طاقم سفينة “غالاكسي ليدر” المحتجز منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، مشيرين إلى أن ذلك يأتي في إطار وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين في بيان إنه “وبتواصل مع حركة المقاومة الإسلامية حماس وجهود الأشقاء في سلطنة عمان أفرجت الحكومة اليمنية في صنعاء عن طاقم السفينة التي تم احتجازها في إطار معركة إسناد غزة”.
وأشار البيان إلى أن “هذه الخطوة تأتي دعما لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.
أعلنت قطر، مع الولايات المتحدة ومصر الأسبوع الماضي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي اندلعت قبل أكثر من 15 شهرا في قطاع غزة. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ الأحد.
وعلى مدى تلك الأشهر، أي في أعقاب هجوم حماس غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، نفّذت حركة “أنصار الله” (الحوثيون) عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بصواريخ ومسيّرات بحرية وجوية من مناطق سيطرتها في اليمن.
ويقول المتمرّدون اليمنيون المدعومون من إيران، إن السفن التي يستهدفونها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، في ما يعتبرونه دعما لفلسطينيي قطاع غزة، أو مرتبطة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.
وكانت باكورة هجماتهم في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، عندما نفّذوا إنزالا على السفينة “غالاكسي ليدر” في البحر الأحمر وخطفوها مع طاقمها المؤلف من 25 فردا من جنسيات مختلفة.
اقتادوا حينها السفينة إلى ميناء الصليف في محافظة الحُديدة الخاضعة لسيطرتهم، وسرعان ما رفعوا عليها أعلام اليمن وفلسطين وشعارات منددة بإسرائيل والولايات المتحدة وبدأوا بتنظيم زيارات لليمنيين على متنها.
والسفينة ناقلة مركبات تشغلها شركة يابانية وتملكها شركة بريطانية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.
وسبق أن ظهر أفراد طاقم السفينة في صور يلفّون الكوفيات الفلسطينية على أكتافهم، أثناء لقائهم وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أيار/مايو 2024.
وأوردت وكالة سبأ للأنباء التابعة للحوثيين أن أفراد الطاقم أفرج عنهم بمساعدة سلطنة عمان.
وأفادت قناة المسيرة التابعة بدورها للحوثيين بأن أفراد الطاقم غادروا صنعاء بطائرة عمانية.
وأكدت سلطنة عمان الأربعاء أن الإفراج عن طاقم السفينة جاء “في إطار مساعي سلطنة عمان وجهودها الإنسانية”.
وأشار البيان إلى أنه تم “نقل المحتجزين من صنعاء إلى العاصمة العمانية مسقط على متن طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني، تمهيدا لعودتهم إلى بلدانهم”.
وفي مؤتمر صحافي عقد على مدرج المطار أشاد ممثل لحماس محاطا بأفراد الطاقم بـ”التنسيق القائم” بين الحوثيين والحركة والذي أفضى إلى الإفراج عن طاقم السفينة.
وقبطان السفينة ومساعده بلغاريان، فيما يضم الطاقم 17 فيليبينيا ناهيك عن مكسيكيين وأوكرانيين.
وقالت وزارة الخارجية البلغارية الأربعاء إن “رئيس الوزراء روزن جيليازكوف أرسل طائرة حكومية” لإعادة البلغاريَّين.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ إن “الإفراج عن طاقم غالاكسي ليدر نبأ يثلج القلب ويضع حدا للاحتجاز التعسفي ومعاناة الانفصال عن عائلاتهم لأكثر من عام”.
وحض غروندبرغ الحوثيين على وضع حد “لهجماتهم البحرية كافة”.
وجاء في بيان للأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز “إنها لحظة ارتياح عميق لنا جميعا، ليس فقط لأفراد الطاقم وعائلاتهم بل أيضا للمجتمع البحري الأوسع نطاقا”.
ووصف دومينغيز الذي يقود الوكالة الأممية المعنية بحماية الشحن، الإفراج عن الطاقم بأنه يشكل دليلا على جدوى “الدبلوماسية والحوار”، وإقرارا بأن “البحارة الأبرياء يجب ألا يصبحوا ضحايا جانبيين في التوترات الجيوسياسية الأوسع نطاقا”.
بور/ع ش-ود/ص ك