الدور الجديد لقوات حفظ السلام الدولية و اختلاف طبيعة الصراعات.
وسط حضور مكثف لعديد من المتخصصين في العلاقات الدولية و العسكرية من سويسرا و أوروبا، أقام معهد الدراسات الدولية التابع للمعهد الفدرالي للتقنية بمدينة زيوريخ في الثامن و التاسع من هذا الشهر مؤتمرا حول الدروس المستفادة من عمل قوات حفظ السلام الدولية حتى الآن.
أوضح البروفيسور كورت شبيلمان مدير معهد الدراسات الدولية في كلمته التي افتتح بها أعمال المؤتمر أسباب اختيار سويسرا لمعالجة هذا الموضوع، و لخصها في أن المتغيرات التي شهدها العالم مؤخرا و بصفة خاصة في أوروبا، أظهرت أن دور قوات حفظ السلام الدولية قد تغير، فلم تعد مهمة قوات حفظ السلام هى التمركز على جانبي خطوط وقف إطلاق النار بين القوات المتحاربة، و لم تعد هذه المهمة أيضا تناسب طبيعة الصراعات التي شهدتها أوروبا في العقد الأخير ، مثل ما حدث في البلقان ، أو في الصراعات الأفريقية التي تتشعب فيها الأعراق المختلفة.
المدير السابق للسياسة الخارجية و الأمن في المفوضية الأوروبي السفير اليوناني ليونيدس ايفانجيليدس أوضح في كلمته أن الاتحاد الأوروبي يُجري حاليا محادثات مع الأمم المتحدة حول طبيعة عمل قوات حفظ السلام الدولية مستقبلا، و التنسيق ليس فقط من الناحية العسكرية بل أيضا مع العديد من المنظمات و الهيئات التي تعمل في مجالات مدنية مختلفة، تتعلق كلها بالنتائج التي تسفر عنها تلك الصراعات.
و أكد ايفانجيليدس في كلمته على أهمية الدور الأوروبي في التنسيق مع الأمم المتحدة، و برر اختيار المنظمة الدولية للاتحاد الأوروبي فقط للتنسيق معه بأنه اكبر شريك تجاري لمختلف مناطق العالم، و المورد الرئيسي للتقنية المتطورة في جميع المجالات، و من ثم يحتمل المكانة الأولى في مقدرته على التنسيق مع مختلف الهيئات العاملة في المجال المدني، مثل التعامل مع المتضررين من الصراعات و اللاجئين و عمليات اعادة البناء و التعمير.
أما خارج القارة الأوروبية فيرى السفير اليوناني أن المنظمات المحلية هي التي يقع على عاتقها مهمة التدخل في النزاعات خارج القارة الأوروبية، فمثلا يرى أن تدخل منظمة الوحدة الإفريقية في نزاعات القارة السمراء يمكن أن يكلل بالنجاح بدلا من التدخل الأوروبي الذي يعيد على الأذهان دائما حقبة المستعمرات، و ربما يقصد بذلك نجاح منظمة الوحدة الإفريقية في حل النزاع الحدودي بين إريتريا و أثيوبيا و الذي أفضى على توقيع الطرفين على معاهدة سلام في الجزائر في مطلع هذا العام.
و على الرغم من تأكيد السفير اليوناني على أن الإنذار المبكر افضل وسيلة للتدخل السريع ، إلا انه اعترف بان الإرادة السياسية لبعض الدول الأوروبية تقف حائلا أمام الاتفاق على برنامج للتدخل السريع .
و في المقابل صرح جون ماكينلاي من مركز دراسات الدفاع البريطاني أن أسباب الصراعات تعرفها كل الدول الأوروبية من خلال أجهزة المخابرات المنتشرة في كل مكان، إلا انه رفض فكرة التخطيط المبكر لحل المشاكل نظرا لاختلاف ظروف و ملابسات بداية الصراعات و قد تختلف عن السيناريوهات التي وُضِعت مسبقا.
كما أكد الخبير البريطاني على ضرورة التعامل عسكريا مع أطراف الأزمة و عدم استخدام المعايير المزدوجة في معالجة الصراعات.
حضور واضح للعسكرية السويسرية لأعمال المؤتمر و متابعين من شرق أوروبا و جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، صحبه غياب كامل لضيوف من الشرق الأوسط و محاضرين من أماكن الصراعات، حتى تلك التي تناولتها أعمال المؤتمر.
تامر أبوالعينين
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.