السجون السويسرية تحت مجهر خبراء أوروبيين
بدأ أعضاء في اللجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب عمليات تفتيش تستمر أسبوعين في السجون وعدد من أماكن الاعتقال السويسرية.
ويؤدي فريق الخبراء منذ يوم الإثنين 24 سبتمبر، زيارات مفاجئة إلى عدد من السجون، لتقييم ظروف الاعتقال والطريقة التي يجري التعامل وفقها مع المساجين.
في تصريحات لسويس انفو، أشار فولكو غالّـي، المتحدث باسم المكتب الفدرالي للعدل أن الخبراء الأوروبيين الخمسة في مجال حقوق الإنسان، قد وجهوا قائمة أولية تتضمن المؤسسات السجنية التي يرغبون في التحول إليها.
وتشتمل القائمة على عدد من السجون، إضافة إلى مراكز اعتقال للقاصرين ومحلات تابعة للشرطة في العديد من الكانتونات.
وأوضح المتحدث أن “بإمكان هؤلاء الخبراء أيضا أن يقرروا زيارة أماكن مشابهة في كانتونات أخرى، بعد وصولهم إلى سويسرا”.
من جهته، أكّـد باتريك مولّـر، من الأمانة العامة للجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب، التي يوجد مقرها في ستراسبورغ، أن “المهمة الموكولة للجنة، تمنح لأعضائها إمكانية مراقبة الأماكن التي يختارونها متى شاؤوا”.
وأضاف نفس المصدر أنه من المحتمل أن يرغب الخبراء الخمس المكلفون بسويسرا، في توسيع القائمة الأولية لأماكن الاعتقال السويسرية، لتشمل المزيد من السجون أو مراكز الإيقاف، وأعلن مولّـر “إنهم سيزورون بلا شك مؤسسات سجنية ومراكز للشرطة، لكن اللجنة قد تزور أيضا مستشفيات نفسية أو مراكز اعتقال لطالبي اللجوء أو لللاجئين”.
وشدد باتريك مولّـر قائلا “إننا نبحث الظروف التي يُـعتقل فيها الأشخاص المحرومون من الحرية، فصحتهم وحجم الزنزانات وطريقة عمل السجن واتصالاتهم مع محاميهم، كلها أوجه نأخذها بعين الاعتبار، لأننا نعتقد بأنها مهمة للوقاية من سوء المعاملة”.
انتقاد اعتقال الأجانب
هذه الزيارة، هي الخامسة من نوعها،التي تقوم بها اللجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب إلى سويسرا منذ عام 1991، وقد تمت الأخيرة قبل أربعة أعوام، عندما نفّـد أعضاء من اللجنة تفتيشا مفاجئا للمبنى الذي يخضع لحراسة مشددة داخل مطار زيورخ، حيث يُـحتجز فيه الأجانب الذين ينتظرون ترحيلهم؟
وفي تلك المناسبة، تفقّـدت اللجنة منطقة العبور (ترانزيت) بمطار زيورخ، التي يتم فيها احتجاز الأشخاص الذين رفضت السلطات دخولهم إلى الأراضي السويسرية.
ومع أن اللجنة لم تعثر على أدلة تتعلق بوجود تعذيب أو انتهاكات خطيرة في هذين الموقعين، إلا أنها أصدرت توصيات ترمي إلى تحسين ظروف الاعتقال.
وفي ذلك الحين، كان السبب الرئيسي في قدوم خبراء اللجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب، إجراء تقييم لكيفية تطبيق الإجراءات التي اعتمدتها السلطات السويسرية في أعقاب زيارة سابقة نُـظمت في عام 2001، حين وصفت اللجنة الإجراءات السويسرية للترحيل القسري للأجانب من البلاد بـ “المهينة وغير الإنسانية”.
اكتظاظ في السجون
من جهة أخرى، سبق للمفوض السابق لحقوق الإنسان في مجلس أوروبا ألفارو جيل روبليس، أن ندد في عام 2004 بالاكتظاظ المسجل في سجني بلّـينزونا في كانتون تيتشينو وجنيف.
أما في العام الجاري، فقد وجهت مجموعة من الخبراء انتقادات لاذعة لظروف الاعتقال السائدة في سجن شان دولون في جنيف، المعروف بأنه أكثر السجون كثافة في سويسرا.
في سياق متصل، لا زال المشروع الرامي إلى تشكيل لجنة وطنية مكلفة بمراقبة المؤسسات السجنية، مؤجّـلا، نظرا للتأخر الذي سجلته سويسرا في عملية المصادقة على البروتوكول الاختياري لمعاهدة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.
وينص هذا البروتوكول بالخصوص على السماح بالزيارات وعمليات التفتيش المفاجئة لجميع أماكن الاعتقال (سجون ومراكز شرطة ومصحات نفسية ومستشفيات الأمراض العقلية).
سويس انفو – آدم بومون – جنيف
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه كمال الضيف)
يوجد في سويسرا حوالي 120 سجنا، تتسع لـ 6741 معتقلا.
في سبتمبر 2006، بلغ عدد المساجين في سويسرا 5888 شخصا.
تقدر نسبة الأجانب في صفوف المساجين بـ 69%.
بلغت نسبة النساء 5،7% من إجمالي المساجين.
تضمن بنود اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة للجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب الحق في زيارة غير محدودة لأماكن الاعتقال.
كما يُـمكن لخبراء اللجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب الحق في الدخول بدون أية حدود إلى البنايات أو الوحدات الخاضعة للحراسة الأمنية ويحق لهم إجراء محادثات مع الأشخاص المعتقلين أو الموقوفين على انفراد.
تُـعتبر الزيارة “الدورية”، التي تقوم بها اللجنة هذه الأيام في سويسرا جزءً من برنامج يشتمل على 11 زيارة برمجتها اللجنة لعام 2007، وقد أجرت إلى حد الآن تفتيشات في كل من إسبانيا وهولندا وكرواتيا ومولدافيا.
في أعقاب كل زيارة، تُـعِـد اللجنة الأوروبية للوقاية من التعذيب، تقريرا يتضمّـن الخلاصات التي توصلت إليها وتوصياتها، يُـرسل إلى البلد المعني.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.